انضمت مصر إلى الأمم المتحدة في إحياء اليوم الدولي للسلام، داعية المجتمع الدولي إلى إنهاء الحروب الدائرة وتعزيز عمليات السلام. وكانت مصر، وهي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة، في طليعة جهود صنع السلام العالمية، وتدعو إلى نظام دولي عادل ومنصف يحترم القانون الدولي ويحقق تطلعات التنمية لجميع الشعوب. وترى مصر أن هذا يشكل ضمانة حيوية لحماية السلام والأمن الدوليين.
وإلى جانب جهودها العالمية، عملت مصر أيضاً على تعزيز السلام في منطقتها. وعملت على الحفاظ على المؤسسات الوطنية وتمكينها من الوفاء بمسؤولياتها في البلدان التي تواجه الأزمات، وخاصة في ليبيا والسودان والصومال. وتتجاوز مساهمات مصر المشاركة الفعالة في محادثات السلام ذات الصلة، بل إنها تستغل قدراتها لدعم هذه البلدان المجاورة في التغلب على التحديات الحالية واستعادة السلام والاستقرار.
لقد كانت مصر رائدة في اقتراح نهج شامل للسلام والأمن الدوليين، يشمل صنع السلام وحفظ السلام وبناء السلام. وكان ذلك خلال عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عامي 2016/2017، كما ساهمت مصر على نحو مماثل في إنشاء هيكل السلام والأمن الأفريقي بهذه الركائز الثلاث.
كما شاركت مصر برؤيتها للحوكمة العالمية في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة الذي استضافته في يوليو/تموز الماضي. وهدف المنتدى، الذي تناول أولويات التعددية والحوكمة العالمية والسلام المستدام، إلى التحضير لقمة المستقبل، وعقد تحت شعار “أفريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية”.
وتعمل مصر على تكامل منظومة الأمم المتحدة ومنظومة أفريقيا في مجال صون السلم والأمن الدوليين، وهي حالياً عضو في مجلس السلم والأمن الأفريقي، وستعقد اجتماعات برئاسة مصر مع مجلس الأمن الدولي. كما تستضيف مصر صندوق بناء السلام والتنمية التابع للاتحاد الأفريقي، وتعمل على تكامل دورها مع لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة وصندوق بناء السلام.
ولا يقتصر دور مصر في ربط الجهود الإقليمية والدولية على السياق الأفريقي، فخلال رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن الدولي في عام 2016، بادرت مصر إلى عقد أول اجتماع مشترك مع مجلس جامعة الدول العربية في مقره بالقاهرة.
أنشأت مصر مركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام عام 1994 بهدف تدريب وتأهيل الكوادر المصرية والعربية والأفريقية والفرنكوفونية في مجال حفظ السلام.
تحت شعار “تعزيز ثقافة السلام” يحتفل العالم هذا العام باليوم العالمي للسلام، وتؤكد مصر على أهمية الدور الذي تلعبه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في بناء أسس السلام في العقول البشرية، وهو الدور الذي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وكانت مصر من الدول المؤسسة لليونسكو وأولتها اهتماماً كبيراً من خلال مشاركتها الفعالة في مجالسها ولجانها المختلفة، إيماناً منها بأن نشر السلام وتعزيز القيم الإنسانية لا يمكن أن يتم دون توظيف التعليم والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات لتعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين جميع شعوب العالم دون تمييز.
وفي هذا السياق، رشحت مصر الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو في الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، وقد حظي الترشيح بموافقة الزعماء العرب والأفارقة على مستوى القمة.
وتؤكد مصر التزامها بمواصلة إسهاماتها الرائدة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة في صنع السلام، وتتذكر مبادرتها الإقليمية باعتبارها أول من فتح الباب أمام عملية السلام في الشرق الأوسط بأكمله، والتي تتحقق من خلال الوفاء بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وكافة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، من خلال إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وتواصل مصر القيام بدورها الرائد في تحقيق السلام المنشود من خلال مساهمتها الحقيقية في التوسط لإنهاء العدوان على غزة. وفي هذا اليوم الدولي للسلام، تجدد مصر دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية كاملة، وإعادة الإعمار الفوري، وتحقيق التسوية الشاملة من خلال إقامة السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.