مليون قطعة خردة فضائية: خبراء إماراتيون يسلطون الضوء على قضايا الحطام في مدار الأرض – أخبار

فريق التحرير

الصورة مستخدمة لغرض التوضيح. الصورة: ملف رويترز

الجميع يحب استكشاف سماء الليل. هناك العديد من المواقع التي يتم الترويج لها كنقاط ساخنة لمشاهدة النجوم في دولة الإمارات العربية المتحدة. أثناء إعجابك بجمال السماء، هل تدرك أن هناك ملايين من الحطام الفضائي الخطير في مدار الأرض، مع بقاء جزء كبير منها غير قابل للتعقب؟

سلط خبيران إماراتيان من برنامج الخبراء الوطنيين في دولة الإمارات الضوء على الحاجة الملحة لتخفيف الحطام لتأمين مستقبل استكشاف الفضاء.

تم تطوير NEP في عام 2019 بتوجيهات من الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو بمثابة منصة انطلاق للمتخصصين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يسعون جاهدين للعب دور رائد في التحول والنمو المستقبلي للقطاعات المتوافقة مع الأولويات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.

يحث عبد الله الشحي، زميل NEP وخريجته فاطمة الشامسي، وكلاهما من وكالة الفضاء الإماراتية، صناع القرار العالميين على وضع تخفيف الحطام الفضائي على رأس جدول أعمالهم.

ما هو الحطام الفضائي؟

الحطام الفضائي أو النفايات الفضائية هي أجسام لم تعد نشطة ويتم التخلص منها كنفايات في الفضاء. يمكن أن تكون هذه قطعًا من الأقمار الصناعية والصواريخ وحطام الصواريخ غير النشطة. وتتراوح هذه الأجسام في الحجم ويمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة في أي تصادم مع مركبة فضائية تدور حولها.

يتراكم الحطام الفضائي منذ بداية عصر الفضاء في عام 1957. ومنذ ذلك الحين، نجحت أكثر من 6300 عملية إطلاق صاروخية في وضع حوالي 15000 قمر صناعي في مدار الأرض. ومن بين هذه الأجسام، لا يزال ما يقرب من 10000 منها في الفضاء، وثلثها غير نشط أو غير فعال.

وفقًا للتقديرات، فإن هذه القطع عبارة عن مجموعة من الأحجام التي يمكن تتبعها، بما في ذلك 34000 قطعة أكبر من 10 سم، و900000 قطعة تتراوح بين 1 سم إلى 10 سم، وأكثر من 128 مليون قطعة يقل حجمها عن 1 سم. ومع ذلك، لا يزال هناك ما يقرب من 131 مليون قطعة من الحطام الفضائي الخطير لا يمكن تعقبها، مما يشكل تهديدًا محتملاً أكبر نظرًا لعدم القدرة على التنبؤ بها وسرعتها العالية. وعلى الرغم من اضمحلال مداراتها في نهاية المطاف، إلا أن العملية قد تستغرق سنوات.

مخاطر البعثات المستقبلية

مع تزايد ازدحام المدارات حول الأرض بالأقمار الصناعية التي انتهت صلاحيتها، ومنصات الصواريخ، والقطع المجزأة الناتجة عن الاصطدامات، يحث الخبراء الإماراتيون الدول على الاعتراف بالتحديات الملحة التي يمثلها الحطام الفضائي. وشددوا على أن الانتشار المتزايد للحطام الفضائي في الفضاء الخارجي يشكل مخاطر كبيرة على الأقمار الصناعية العاملة ورحلات الفضاء البشرية، مما يعرض مستقبل استكشاف الفضاء للخطر.

وقال الشحي، رئيس قسم البحوث الاستراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء: “بينما نشهد نمواً سريعاً في الأنشطة الفضائية، لا يمكن الاستهانة بالتهديدات المحتملة التي يشكلها الحطام الفضائي”.

عبدالله الشحي.  الصورة: الموردة

عبدالله الشحي. الصورة: الموردة

في الآونة الأخيرة، أعربت آرتي هولا مايني، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، عن قلقها بشأن الزيادة في الحطام الفضائي، وسلطت الضوء على الحاجة إلى تسريع تنفيذ المبادئ التوجيهية للتخفيف. وأكدت مجددا على أهمية تبادل البيانات وإدارة النشاط الفضائي بأمان على النحو المبين في المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة لعام 2019.

وأشار الشحي إلى أن تصريحات مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي تتماشى بشكل جيد مع التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتخفيف الحطام الفضائي كمسؤولية وطنية ومساهمة في الجهد العالمي لتأمين مستقبل استكشاف الفضاء للأجيال القادمة.

وقالت فاطمة الشامسي، رئيس قسم سياسات وتشريعات الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: إن توصيات المديرة هولا ميني تعكس تماماً مهمتنا وقيمنا في وكالة الإمارات للفضاء. لقد عملنا بشكل استباقي على تطوير وتقييم إطارنا التنظيمي لضمان سلامة واستدامة الأنشطة الفضائية.

فاطمة الشامسي.  الصورة: الموردة

فاطمة الشامسي. الصورة: الموردة

تحركات الإمارات الاستباقية

وتماشياً مع توصيات هولا-ميني والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، تنفذ دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرات مهمة لمعالجة المخاوف المحيطة بالحطام الفضائي.

وفي أغسطس 2022، أنشأت وكالة الإمارات للفضاء “المبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي لدولة الإمارات العربية المتحدة”، والتي تقدم توصيات للمشغلين المشاركين في الأنشطة الفضائية وتعزز التدابير الرامية إلى تقليل مخاطر توليد حطام فضائي جديد خلال مرحلتي التشغيل والتخلص. لا يشكل الحطام الفضائي مخاطر على إطلاق البعثات الفضائية فحسب، بل يشكل تحديًا للاستدامة، مما يعرض طبيعة خطرة محتملة للفضاء. وتسعى هذه المبادئ التوجيهية الجديدة إلى التخفيف من المخاطر المباشرة وتوسيع نطاقها لتشمل دعم استدامة الفضاء الخارجي على المدى الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، توفر استراتيجية الإمارات الوطنية للفضاء 2030 إطارًا شاملاً يغطي أنشطة صناعة الفضاء المحلية. وتماشيًا مع هذه الاستراتيجية، أصدر مجلس الوزراء الإماراتي قرارات متعددة، بما في ذلك لائحة التعويضات، التي تلزم عملاء الفضاء بتقديم ضمان تعويضي فيما يتعلق بالأضرار المحتملة اعتمادًا على الأنشطة المحددة التي يتم القيام بها، ومستوى مخاطرها، والحد الأقصى من الخسائر المحتملة التي يمكن أن تنشأ. .

وقال الشحي: “من خلال تطبيق هذه المبادئ التوجيهية الصارمة، فإننا نسعى جاهدين للالتزام بأفضل الممارسات الدولية، فضلاً عن ضمان بذل جهود شاملة في استدامة الفضاء، وتجنب ما يمكن أن يكون حوادث ضارة”.

وأكدت فاطمة الشامسي: “يظل تخفيف الحطام الفضائي مصدر قلق بالغ لجميع البعثات الفضائية، ونحن نراقب باستمرار تنفيذ إرشاداتنا الوطنية للحد من الحطام الفضائي وتجنب اصطدام الأجسام الفضائية”.

شارك المقال
اترك تعليقك