الصورة تستخدم لأغراض توضيحية.
شارك أحد أفراد أسرة فتاة إماراتية دخلت العناية المركزة بعد تعرضها للتنمر المستمر مع صحيفة الخليج تايمز الصدمة التي تعرضت لها الطفلة، وكشفت كيف كانت تجربة التصوير “مؤلمة” للطفلة، مما أدى إلى دخولها المستشفى.
وقالت عائشة الشحي، خالة الفتاة: “بموجب العقد، كان على الوالدين الانتظار في الخارج بينما كان الأطفال يصورون داخل (الاستوديو)”. وأضافت: “لم يكن لديهم أدنى فكرة عن مدى فظاعة المعاملة التي ستلقاها الفتاة. تم تصوير الحلقات من 6 إلى 11 أغسطس وتم بثها قبل أسبوعين”.
تعرضت مريم الشحي، البالغة من العمر 11 عاماً، للتنمر أثناء تصويرها برنامجاً لمسابقة تصميم للأطفال برعاية أحد كبار تجار الأزياء العالميين. وبعد بث البرنامج، واجهت المزيد من السخرية والإهانات من أصدقائها وزملائها في الفصل، مما أدى إلى دخولها المستشفى لأكثر من أسبوع.
ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع KT على قنوات WhatsApp.
اشتهرت مريم بأدائها الأكاديمي المتميز ودرجاتها العالية، وقد وصفها الكثيرون بأنها شخصية مهذبة وثرثارة تشارك بنشاط في المسابقات، بما في ذلك مسابقة “شاعر المليون للأطفال” الشهيرة.
عملية التصوير
وبحسب عائشة، كانت مريم متحمسة لتلقي دعوة من بائع الأزياء الشهير للمشاركة في العرض. وكان من المفترض أن تكون المسابقة للأطفال تركز على التصميم والرسم، وتتضمن جلسات أسئلة وأجوبة مع المشاركين. ومع ذلك، قالت إن طاقم العمل بدأ في إثارة المشاعر السيئة.
وأضافت: “خلال التصوير، كانت مريم بمفردها في غرفة واحدة بينما كان المشاركون الآخرون معًا في غرفة أخرى. وطرح طاقم العمل أسئلة مثل “من لا يحب مريم” و”من يريد رؤية مريم مستبعدة”، وهو ما أدى للأسف إلى التنمر”.
وتصاعد الموقف بعد أن انضمت أمهات المتسابقات الأخريات إلى الموقف، حيث وصفن مريم بالنفاق، وأبدين رأيهن في شخصيتها.
وبينما اختارت عائلة مريم التزام الصمت أثناء إقامتها لمدة أسبوع في العناية المركزة، إلا أنه في اللحظة التي بدأت فيها الأمهات الأخريات في التنمر عليها علنًا، شعرن بالحاجة إلى التحدث علنًا. وعند عودتها إلى المدرسة، واجهت تنمرًا لا هوادة فيه من زملائها في الفصل الذين شاركوا مقاطع من العرض، ووصفوها بالنفاق والغش.
كثير جدا للتعامل معه
لقد أصبح الأمر أكثر مما تستطيع الفتاة الصغيرة تحمله. ووصفت عائشة اللحظة المفجعة التي انهارت فيها الفتاة. وقالت: “لقد ارتفعت حموضة دمها ومستويات السكر لديها بسبب إصابتها بمرض السكري من النوع الأول. لقد فقدت 5 كيلوغرامات في أسبوع واحد فقط”.
وبعد إقامتها في المستشفى، قررت الأسرة إبعاد مريم عن مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاونت المدرسة، مما سمح لها بمواصلة التعلم عن بعد.
وحظيت قضية مريم باهتمام كبير من قبل المواطنين والمقيمين في الإمارات، الذين انتقدوا بشدة البرنامج للسماح بمثل هذه الاعتداءات على طفلة. وردًا على الحادث، أعلن مجلس الإمارات للإعلام أنه يتابع بنشاط حالة التنمر.
تم إصدار الاعتذار
وكشف عايش الشحي أن فريق العمل قدم اعتذارا رسميا عن بث محتوى تضمن عبارات غير لائقة وتناقض الثقافة والهوية الإماراتية، كما قدموا اعتذارهم لمريم وأسرتها، متمنين لها الشفاء العاجل، مؤكدين أنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.
يلعب الوالدان دورًا رئيسيًا
وفي تصريح لها، حثت هنادي اليافعي، مدير عام إدارة سلامة الطفل، أولياء الأمور على توخي الحذر عند اختيار البرامج التي يشارك فيها أبناؤهم.
وأضاف اليافعي: “يتعين علينا دعم ورعاية مواهب الأطفال وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، ويلعب الآباء دوراً رئيسياً في التعرف على قدرات أبنائهم وتشجيعهم على الالتحاق بالبرامج التي تتناسب مع مهاراتهم وتعكس القيم الاجتماعية الإيجابية، مثل المبادرات الحكومية المخصصة للمواهب الشابة في مختلف المجالات”.
كما نصحت الآباء بتوخي الحذر عند السماح لأطفالهم بالنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: “بينما تنصح إدارة سلامة الطفل بعدم إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال بسبب المخاطر التي تنطوي عليها إذا أنشأوها، فمن الأهمية بمكان أن يراقب الآباء هذه الحسابات بنشاط لحمايتها من أي شكل من أشكال الإساءة”.
“كما نشجع الأسر على قضاء المزيد من الوقت في مراقبة أنشطة أطفالهم عبر الإنترنت، حيث قد يواجهون مخاطر مثل التنمر الإلكتروني، والسلوكيات الضارة التي تتعارض مع قيمنا، وإضاعة الوقت، والتي يمكن أن تعيق نموهم.”