الإمارات العربية المتحدة: تخفيض ساعات العمل يعزز رفاهية الموظفين وإنتاجيتهم، كما يقول الخبراء – أخبار

فريق التحرير

يمكن أن يؤدي تقليل ساعات العمل إلى تحسين الصحة العامة للموظفين، وفقًا لخبراء طبيين. وأضافوا أيضًا أنه يساعد على تقليل التوتر المرتبط بالعمل، مما يمنح الأشخاص مزيدًا من الوقت للاسترخاء والاستمتاع مع أسرهم، وهو أمر رائع للصحة العقلية.

وجاءت ملاحظتهم مع اختتام مبادرة “صيفنا المرن” التي خفضت ساعات العمل إلى سبع ساعات في 15 جهة حكومية في دبي منذ 12 أغسطس، يوم الاثنين 30 سبتمبر.


وأشار الدكتور سلمان كريم، الطبيب النفسي في عيادة أستر رويال، إلى أن ساعات العمل الأقصر قد أفادت الصحة العقلية بشكل كبير من خلال تقليل التوتر المرتبط بالعمل ومنع الإرهاق. وذكر أن هذه التغييرات أدت أيضًا إلى تحسين الحالة المزاجية وزيادة الرضا الوظيفي وتحسين نوعية النوم.

البقاء حتى موعد مع آخر الأخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.



وأضاف: “إن تقليل ساعات العمل خلال أشهر الصيف الحارة يعزز الصحة البدنية والعقلية من خلال تقليل التعرض للحرارة الشديدة، وبالتالي تقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالحرارة”.

وأشار أيضًا إلى أنه من خلال تقليل التعرض للحرارة الشديدة خلال فصل الصيف، ساعدت هذه المبادرة الأشخاص على البقاء أكثر صحة بشكل عام، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة. وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، أتاحت هذه المبادرة مزيدًا من الترابط الأسري، مما قلل من الحاجة إلى خدمات رعاية الأطفال الخارجية”.

اقترح الخبراء أن المزيد من الاسترخاء والوقت العائلي يمكن أن يعزز بالفعل رفاهية الموظفين وإنتاجيتهم. وأوصوا أيضًا باستكشاف إمكانية تقليل ساعات العمل بشكل أكبر لمعرفة ما إذا كان ذلك سيجلب المزيد من الفوائد.

انخفاض إجهاد العين

وعلى نفس المنوال، يشير الخبراء إلى أن الآثار الإيجابية لتخفيض ساعات العمل يمكن أن تمتد إلى أبعد من ذلك إذا تم اعتماد هذه الممارسة على نطاق أوسع.

وسلطت الدكتورة مارتا كالاتايود، استشارية طب العيون في مستشفى باراكير للعيون في دبي، الضوء على فائدة أخرى: تقليل إجهاد العين. وأوضحت أن الساعات الطويلة أمام الشاشات يمكن أن تسبب إجهاد العين الرقمي، مما يؤدي إلى عدم الراحة مثل الجفاف والصداع. من خلال الحد من وقت الشاشة، يمكن للعمال منح أعينهم فترة راحة هم في أمس الحاجة إليها.

وأوضحت: “يؤدي التعرض للشاشات لفترة طويلة إلى إجهاد العين الرقمي، والذي يظهر في أعراض مثل الجفاف وعدم وضوح الرؤية والصداع. من خلال الحد من مقدار الوقت الذي يقضيه الأفراد في التحديق في الشاشة، يمنح الأفراد أعينهم المزيد من الفرص للراحة، وبالتالي تقليل الضغط العام على عضلات العين.

وأضافت: “إن دمج فترات الراحة المنتظمة من خلال أساليب مثل قاعدة 20-20-20 (النظر على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة) يساعد أيضًا في تقليل مخاطر إرهاق العينين، وتعزيز صحة العين بشكل أفضل”.

الدكتورة مارتا كالاتايود

الدكتورة مارتا كالاتايود

وتابع الدكتور كالاتايود: “غالبًا ما تؤدي ساعات العمل الأقصر إلى تقليل التركيز لفترة طويلة على المهام التي تتطلب تركيزًا بصريًا مكثفًا. عندما يعمل الأشخاص لفترات طويلة دون راحة مناسبة، فإنهم يميلون إلى الرمش بشكل أقل، مما يقلل الرطوبة في العين ويزيد من إجهادهم. من خلال تقليل وقت العمل، هناك فرصة أكبر لأخذ فترات راحة، وتحسين الوضع، والحفاظ على ظروف الإضاءة المناسبة، وكلها تساهم في تقليل إجهاد العين. وهذا التوازن يعزز الإنتاجية مع تقليل التأثير السلبي على صحة العين.

وأكدت الدكتورة سارلا كوماري، طبيبة استشارية في المستشفى الكندي التخصصي في دبي، أن ساعات العمل الأقصر يمكن أن تخفف من المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة غالبًا بنمط الحياة المستقر، مثل آلام الظهر.

وأوضحت: «الجلوس لفترات طويلة غالباً ما يؤدي إلى آلام ميكانيكية في الظهر، والكراسي المناسبة ضرورية للراحة. سيستفيد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عضلية هيكلية بشكل كبير من تخفيض ساعات العمل.

مزيد من الوقت للعائلة

أفاد الموظفون أن العمل لساعات أقل يعزز صحتهم الجسدية والعقلية، ويمنحهم المزيد من الوقت لممارسة الأنشطة العائلية والمشاركة الاجتماعية.

قبل عامين، نفذت دوائر حكومة الشارقة عطلة نهاية أسبوع مدتها ثلاثة أيام، مما سمح للموظفين بأخذ إجازة أيام الجمعة والسبت والأحد. وسلطت دراسة قدمت خلال اجتماع المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة الضوء على الآثار الإيجابية لهذا التغيير، وكشفت عن تحسن ملحوظ في رفاهية الموظفين والأداء الوظيفي.

وعلى وجه التحديد، أشارت النتائج إلى زيادة بنسبة 90% في الأداء الوظيفي، حيث أشار حوالي 87% من المشاركين إلى فوائد لصحتهم العقلية. علاوة على ذلك، رأى ما يقرب من 85% من الموظفين أن الجدول الزمني الجديد ساهم في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، واستخدم 62% منهم الوقت الإضافي لممارسة التمارين والهوايات.

وقالت أم إماراتية لأربعة أطفال في وقت سابق لصحيفة الخليج تايمز: “لقد أدى العمل في الشارقة لمدة أربعة أيام إلى تحسين جودة عملي، ومنحني المزيد من الوقت لأقضيه مع أطفالي. لقد أصبحت أكثر تنظيمًا في أخذ الإجازات ووجدت روتينًا أفضل في عملي.

وأضافت: “لقد زاد ولاء الموظفين والتزامهم بسبب الدعم المعنوي من الحكومة في تحسين حياتنا خارج العمل”.


شارك المقال
اترك تعليقك