بقلم غدير غلوم
الكويت: يختار العديد من الآباء العرب عمدا التحدث باللغة الإنجليزية مع أطفالهم كلغة أساسية في المنزل، بدلا من اللغة العربية. يحدث هذا غالبًا لأسباب متعددة خاصة وأن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، يعتمد الآباء اللغة الإنجليزية كلغة أساسية لتزويد أطفالهم بمهارات الاتصال وتأمين فرص وظيفية أوسع. ومع ذلك، هناك أيضًا مخاوف من جانب أولئك الذين يعتقدون بضرورة تشجيع الأطفال العرب على الحفاظ على هويتهم العربية من خلال الحفاظ على اللغة العربية والتراث العربي. وأجرت كويت تايمز مقابلة مع عالمة الاجتماع الدكتورة منى العنزي، ومستشارة العلاقات الاجتماعية خديجة بدر كرم، الذين شاركوا أفكارهم حول الموضوع.
كويت تايمز: ما رأيك في الاتجاه المتزايد للتحدث مع الأطفال بلغة أجنبية داخل المنزل بين الأسر العربية؟
العنزي: ولا شك أن للوالدين دوراً محورياً في التطور اللغوي للطفل، ومن ثم المدرسة والمجتمع. إذا كانت المدرسة والمجتمع يتحدثان لغة أجنبية، على سبيل المثال، اللغة الإنجليزية، فمن الضروري التحدث باللغة الإنجليزية. أما إذا كانت لغة المدرسة والمجتمع هي اللغة العربية، فلا مشكلة في استخدام اللغة الأجنبية في المنزل لتعزيزها، مع الحفاظ على اللغة الأم، وهي اللغة العربية، كما هو الحال في الكويت.
كرم: تعتبر اللغة الإنجليزية لغة مهمة للتواصل مع الآخرين في عدة مجالات ودول. من المهم إتقانها، لكن استخدامها داخل الأسرة أصبح مزعجاً. وعلينا أن نتمسك بلغتنا الأم وهي اللغة العربية بمفرداتها وأيضا لهجتنا الكويتية بكلماتها الجميلة.
كويت تايمز: ما هي الإيجابيات والسلبيات التي قد يتعرض لها الأطفال عند التحدث بلغة أجنبية منذ الصغر؟
العنزي: إنه سيف ذو حدين. نعيش اليوم في مجتمع يسيطر عليه التأثير الأجنبي في اللغة والتواصل، بسبب انفتاح الإنترنت وعوامل أخرى. ولذلك يحتاج الأطفال إلى تعلم اللغة الإنجليزية وإتقانها، مع الحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها في المجتمع العربي، حتى يتمكنوا من الحصول على خطاب مقنع في المجتمع، خاصة وأن الكويت لا تزال تستخدم اللغة العربية كلغة أولى.
كرم: هناك العديد من الإيجابيات. ومن الناحية الأكاديمية فهو يؤهل الطفل لمجالات أكبر وأوسع للتواصل مع الآخرين الذين يتحدثون اللغات الأجنبية. وتصبح اللغة الأجنبية لغة التواصل بين العديد من الجنسيات، ومن السلبيات عدم إتقان اللغة العربية. وقد لوحظ فشل العديد من الطلاب في التربية الإسلامية وتلاوة القرآن الكريم، مما يعني فشلهم كمسلمين في إتقان قراءة القرآن الكريم باللغة العربية.
كويت تايمز: ما هي التحديات الاجتماعية الشائعة التي يمكن مواجهتها عند التحدث بلغة أجنبية داخل المنزل وكيف يمكن التعامل معها؟
العنزي: وفي الكويت، لا يزال المجتمع يعتمد على اللغة العربية باعتبارها اللغة الأم في التعاملات. ومن هنا فإن الذين لا يتحدثون اللغة العربية يواجهون صعوبات في التواصل والاندماج، حيث لا يتمكنون من التعبير عن أفكارهم، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والقلق الاجتماعي، وبالتالي التأثير على ثقتهم بأنفسهم. وتكمن المشكلة في الاعتماد على لغة داخل الأسرة باعتبارها اللغة الأساسية. ولذلك، يحتاج الأطفال إلى التوجيه المناسب من والديهم. يمكن تدريس اللغات الأجنبية إلى جانب اللغة العربية، ولكن ليس بدلاً من اللغة العربية.
كرم: عندما يحاول الطفل التواصل مع الآخرين من أهله ومحيطه باللغة العربية، تصبح اللغة صدئة، وقد تكون مفرداته محدودة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى التحدي المتمثل في التعرض للتخويف. علاوة على ذلك، قد يواجه بعض الأطفال صعوبة في التواصل الاجتماعي مع مجتمعهم وأسرهم الممتدة.