يؤثر الغياب الجماعي على المدارس وأماكن العمل قبل العطلة

فريق التحرير

بواسطة مجد عثمان

الكويت: بعد إعلان ديوان الخدمة المدنية أن يوم الخميس سيكون إجازة بمناسبة المولد النبوي الشريف، شهدت الكويت يوم الأربعاء غيابا غير عادي للاختناقات المرورية التي عادة ما تزدحم الشوارع. كان هذا التدفق السلس لحركة المرور، خاصة في ساعات الصباح الباكر، نتيجة لاختيار العديد من الطلاب والموظفين بدء إجازتهم مبكرًا بيوم واحد. وأصبح هذا التغيب الجماعي أمرًا معتادًا قبل كل عطلة رسمية، ويعتبر الآن سلوكًا طبيعيًا بين الطلاب والموظفين، خاصة في المؤسسات العامة في البلاد.

خلال هذه الأوقات، هناك أيضًا زيادة في عدد الأشخاص الذين يسافرون لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، غالبًا إلى البلدان المجاورة التي يمكن الوصول إليها بسهولة. إلا أن العديد من الجهات الرسمية في الكويت أعلنت في وقت سابق عن عزمها اعتماد سياسة أكثر صرامة تجاه الطلاب والموظفين المتغيبين، وذلك لردع هذا السلوك الذي قد يؤدي إلى تعطيل الخدمات العامة. وأجرت كويت تايمز زيارات إلى مؤسسات عامة مختلفة ولاحظت ارتفاع نسبة التغيب بين الموظفين الذين كان من المفترض أن يكونوا في الخدمة.

وتفاجأ العملاء الذين يزورون هذه المؤسسات لاستكمال المعاملات الورقية بالغياب الجماعي للموظفين، ما أدى إلى تأخير معالجة طلباتهم إلى ما بعد العطلة. وفي الوقت نفسه، على الرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم المسبق عن عقوبات صارمة على الطلاب الذين لا يذهبون إلى المدرسة في أيام العطل الرسمية، شهدت المدارس العربية العامة والخاصة في الكويت تغيبًا واسع النطاق بين الطلاب، وفقًا لمديري المدارس الذين أجرت صحيفة كويت تايمز مقابلات معهم. وأعرب مديرو المدارس عن إحباطهم من عدم التزام الطلاب وأولياء الأمور، الذين يسمحون لأطفالهم بالتغيب عن المدرسة.

وأوضحوا أن هذا السلوك الجماعي هو السبب الرئيسي وراء قرار التغيب عن المدرسة. من ناحية أخرى، قال أحد أولياء أمور الطلاب لصحيفة كويت تايمز إن مسؤولية التغيب عن الفصول الدراسية والمدرسة لا تقع على عاتق الطالب وحده، إذ لا يستطيع أولياء الأمور إجبار أطفالهم على الذهاب إلى المدرسة في حالة عدم وجود معلمين. وذكرت سببين لاستمرار هذا السلوك لفترة طويلة. “أولاً، لا يوجد تطبيق للقوانين الصارمة التي وضعتها وزارة التعليم.

ثانياً، يضغط بعض المعلمين على الطلاب لتفويت هذه الأيام، حيث يهددون بتخفيض درجاتهم في حال حضور أي طالب إلى المدرسة”. وهذه القضية التي أصبحت شائعة بين الناس في الكويت، أقل انتشارا في القطاع الخاص، سواء في المدارس الأجنبية أو أماكن العمل، حيث يتم تطبيق القوانين والعقوبات بشكل صارم.

أماكن العمل، على وجه الخصوص، لا تتسامح مع التغيب عن العمل في هذه الأيام دون عذر حقيقي. تختلف أسباب التغيب عن المدارس وأماكن العمل من فرد إلى آخر، سواء كان ذلك باستخدام إجازة مرضية مزيفة، أو الاستشهاد بقضايا شخصية أو ببساطة عدم الحضور دون أي سبب وجيه. ويؤثر هذا السلوك سلباً على الدولة، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمات وأعباء مالية كبيرة للتعويض عن أيام العمل المعلقة.

شارك المقال
اترك تعليقك