كيف يحافظ الدينار الكويتي على استقراره

فريق التحرير

بواسطة مجد عثمان

الكويت: على الرغم من الأزمات الاقتصادية العالمية، لا يزال الدينار الكويتي واحدًا من أكثر العملات استقرارًا في العالم. ويعمل هذا الاستقرار بمثابة درع يحمي البلاد من الآثار السلبية لانخفاض قيمة العملة التي تواجهها العديد من الدول الأخرى خلال مثل هذه الأوقات الصعبة. ووفقاً لبنك الكويت المركزي، فإن أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا الاستقرار هو سياسة البلاد المتمثلة في ربط الدينار الكويتي بسلة مرجحة من العملات الدولية. وتتكون هذه السلة من عملات دول لها علاقات تجارية ومالية كبيرة مع الكويت.

وقد أثبتت هذه السياسة فعاليتها العالية في الحفاظ على سعر صرف قوي للدينار الكويتي مقابل العملات العالمية الرئيسية. علاوة على ذلك، فإنها تلعب دورا حيويا في حماية الاقتصاد المحلي من تداعيات التضخم المستورد، مما يؤكد أهمية العملة لاقتصاد الكويت. واللافت أن الكويت لا تفرض أي قيود على حركة رؤوس الأموال، مما يعزز استقرار عملتها.

ومن المثير للاهتمام أن الدينار الكويتي يعد من بين العملات الأكثر قيمة على مستوى العالم، على الرغم من أن البلاد لا تمتلك أكبر اقتصاد أو أسرع الاقتصادات نمواً. ويعتمد بنك الكويت المركزي نظام سعر صرف ثابت للدينار (حوالي 3.32 دولار)، مما يعني عدم تأثره بقوى العرض والطلب. ويهدف هذا النهج إلى تعظيم الأرباح من النفط، الذي يمثل حوالي 90 في المائة من عائدات التصدير والدخل القومي للكويت.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الكويت أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، حيث تحتل المرتبة الثانية بين الصناديق السيادية العربية وتحتل مكانة مرموقة على مستوى العالم. ويقود جهاز أبوظبي للاستثمار الصناديق السيادية العربية، تليها الهيئة العامة للاستثمار الكويتية. وفي الوقت نفسه، يحتل صندوق الاستثمارات العامة السعودي المركز الثالث في العالم العربي. كما تشير التقارير إلى أن الكويت تحتفظ باحتياطيات مالية كبيرة، حيث تجاوزت احتياطياتها الدولية 500 مليار دولار في عام 2016.

وتعني هذه الوسادة المالية أن الكويت لا تحتاج إلى خفض قيمة عملتها لدعم الصادرات غير النفطية، التي تشكل مجرد 5 إلى 10 في المائة من إجمالي الصادرات، أي ما يعادل حوالي 440 مليون دولار، في حين يظل النفط المساهم المهيمن بنسبة 90 في المائة. لعبت السياسات المالية الحكيمة التي تنتهجها الكويت، بما في ذلك استراتيجية ربط العملات وصندوق الثروة السيادية القوي، دوراً حاسماً في الحفاظ على استقرار الدينار الكويتي، وحماية اقتصاد البلاد من الصدمات الخارجية وضمان بقاء عملتها من بين العملات الأكثر قيمة في العالم.

شارك المقال
اترك تعليقك