بقلم غدير غلوم
الكويت: لقد كان فقدان الوزن والاستثمار في الرفاهية العامة ونوعية الحياة هدفًا مشتركًا للعديد من الأفراد منذ فترة طويلة. ومع ذلك، فإن فقدان الوزن من أجل حياة أكثر صحة ليس بالمهمة السهلة، حيث يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة والإصرار والقوة العقلية، وهو ما يتخلى عنه الكثير من الناس، بالإضافة إلى التكاليف المالية التي تجعل الأمر شبه مستحيل بالنسبة للبعض. الناس رغم جهودهم.
أجرت كويت تايمز مقابلة مع الدكتور محمد العجمي، استشاري أمراض البطن والسمنة، والدكتور عبد الله الصيرفي، دكتوراه في فسيولوجيا التمارين الرياضية وعلوم الرياضة، والمدرب واستشاري التغذية عبد الله الحسيني لفهم التحديات التي يواجهها الناس بشكل أفضل في هذه الرحلة. والاستراتيجيات الممكنة التي يمكن اتباعها لنمط حياة أكثر صحة.
الكويت تايمز: ما هي بعض التحديات أو الصعوبات الشائعة التي يواجهها الأشخاص عند محاولة إنقاص الوزن؟
العجمي: التحدي الأكبر الذي يواجهه المرء عند محاولة إنقاص الوزن هو الحقيقة البسيطة لعلم وظائف الأعضاء البشرية. يتم التحكم في الوزن من خلال عمليات معقدة حيث يقوم الجسم بتقليل عملية التمثيل الغذائي، وحرق السعرات الحرارية كلما شعر بانخفاض كمية الطعام الواردة. كما أنه رائع في توفير الطاقة من خلال صرف نصف كمية السعرات الحرارية التي تحتاجها عن طريق زيادة كفاءة العضلات عند ممارسة التمارين الرياضية في ظل ظروف الحمية الغذائية. هذه الإجراءات المضادة هي السبب الوحيد الذي يجعل الناس يشعرون بالإحباط ويتوقفون عن محاولة إنقاص الوزن.
ولهذا كان على العلم الحديث أن يتدخل طبياً لزيادة حرق السعرات الحرارية والحفاظ على استمرار فقدان الوزن. تخدع الأدوية والإجراءات الجديدة آلية الجسم لجعله يشعر بالشبع طوال الوقت أو يزيد من إنفاق الجسم للطاقة. التحدي الآخر الذي قد يواجهه المرء هو أن الطعام يمكن أن يكون مصدرا للراحة والسعادة. يمكن أن تكون اضطرابات الأكل مثل الشراهة عند تناول الطعام وأي أكل عاطفي آخر سببًا لزيادة الوزن. تكمن الصعوبة في هذا الوضع في أن هؤلاء الأشخاص يأكلون دون أن يكون هناك جوع في المعادلة. ومن ثم، فإن التدخلات الطبية التقليدية التي تستهدف الجوع والشبع لا تعمل هنا.
الصيرفي: وتشمل بعض التحديات الشائعة عدم القدرة على الالتزام بنظام غذائي، والاعتماد على الوجبات السريعة والوجبات ذات السعرات الحرارية العالية. يعتمد العديد من الأفراد بشكل كبير على منتجات المطاعم كشكل من أشكال الترفيه وكجزء من أنشطتهم اليومية. وهذا يؤثر بشكل مباشر على كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل يتجاوز المستويات المناسبة والطبيعية.
الحسيني: في منطقة الخليج العربي، غالبًا ما يواجه الناس تحديات مثل سهولة الوصول إلى الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، بما في ذلك الحلويات التقليدية والأطعمة المقلية. كما أن المناخ الحار لا يشجع على ممارسة الأنشطة البدنية في الهواء الطلق، مما يؤدي إلى نمط حياة خامل. العوامل الثقافية، مثل التجمعات الاجتماعية التي تدور حول الطعام، يمكن أن تجعل فقدان الوزن أمرًا صعبًا أيضًا. وأخيرًا، هناك نقص في الوعي بأهمية اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
الكويت تايمز: كيف يساهم الأكل العاطفي في صعوبات فقدان الوزن؟
العجمي: لعلاج اضطرابات الأكل عليك أن تعرف لماذا يبحث الشخص عن الطعام. هل من أجل الراحة أم الفرح؟ هل يتعلق الأمر بأنشطة مثل مشاهدة التلفزيون؟ هل الأمر مرتبط اجتماعيًا أم ببساطة بسبب الملل؟ وبمجرد معرفة السبب، يمكن تطبيق الحل. عادةً ما يكون علاج اضطراب الأكل هو الدعم النفسي والعلاج السلوكي.
إن حقيقة إدراك الشخص لسلوكه السيئ يمكن أن تكون فعالة جدًا للتوقف عن القيام بذلك. إذا شعروا بالحاجة إلى تناول الطعام ولم يتمكنوا من تصحيح وضعهم، يمكن أن تساعد بعض الأدوية في تقليل الرغبة الشديدة والحاجة إلى تناول الطعام عندما يكونون في مزاج أو موقف معين. أحد التحذيرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار هو أن الحرمان من الطعام المفرح يمكن أن يكون له تأثير واسع النطاق على المزاج العام للناس ويمكن أن يؤثر على صحتهم النفسية. يجب أن يكون الأطباء على دراية بهذه العواقب ويكون الدعم النفسي ضروريًا في هذه المواقف.
الصيرفي: الأكل هو وسيلة لإطلاق مشاعرنا الحياتية والتفاعل معها، وليس مجرد وسيلة لاستهلاك الطاقة للإنتاج. إن الفشل في تنظيم استهلاكنا للطاقة والإفراط في تناول الطعام بناءً على مشاعرنا يمكن أن يساهم في زيادة الوزن وتقليل قدرتنا على التحكم في وزننا بمرور الوقت. الأكل العاطفي يعمل كمنشط لإفراز هرمونات معينة والتي بدورها تعزز النشوة والتخدير والشعور بالراحة، مثل الكاكاو والسكريات وغيرها من الأصناف.
لذلك يجب تجنب الأكل العاطفي من خلال إيجاد الممارسات المناسبة لتفريغ العواطف والمشاعر، مثل ممارسة الرياضة. وتعتبر التمارين الرياضية هي أهم الطرق وأكثرها فعالية للتخلص من هذه المشاعر ولها تأثير أكبر من الطعام في تنظيم المشاعر. تؤدي التمارين الهوائية المستمرة لمدة 40 دقيقة على الأقل إلى إطلاق مستويات عالية من الإندورفين، الذي يساعد على تنظيم أي مشاعر ضعف أو الحاجة إلى تحسين مزاجنا بطريقة آمنة وطبيعية، وتجنب الأكل العاطفي أو الممارسات الأخرى.
الحسيني: يحدث الأكل العاطفي عندما يأكل الأفراد ليس بسبب الجوع ولكن بسبب الاحتياجات العاطفية، مثل التوتر أو الملل. وهذا يمكن أن يعطل النظام الغذائي المتوازن لأن الأكل العاطفي غالبا ما ينطوي على الانغماس في الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أو السكرية أو الدهنية. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، مما يخلق حلقة مفرغة مع زيادة الضغط العاطفي.
الكويت تايمز: ما هو دور قوة الإرادة في رحلة إنقاص الوزن؟
الصيرفي: قوة الإرادة هي الإصرار، ولا يمكن تحقيق أي هدف في حياتنا، بما في ذلك فقدان الوزن، دون قوة الإرادة الكافية. رحلة إنقاص الوزن ليست ثابتة وغالباً ما تتميز بتقلبات في الوزن وثباته وغير ذلك. كلما تمكنا من المثابرة، كلما كان التقدم الذي نلاحظه أفضل. ولعل أحد أهم العوامل في زيادة قوة إرادتنا هو رؤية إنجازاتنا. من المهم قياس مستوى التقدم؛ لذلك، ننصح دائمًا بقياس مكونات الجسم بانتظام (كل شهر تقريبًا) لتحفيز أنفسنا بشكل أكبر على الاستمرار وتحقيق المزيد.
الحسيني: تلعب قوة الإرادة دورًا محوريًا في فقدان الوزن. إن القدرة على مقاومة الإغراءات والالتزام بنظام غذائي متوازن والحفاظ على نظام تمرين منتظم يتطلب قدرًا كبيرًا من ضبط النفس. ومع ذلك، فإن قوة الإرادة وحدها ليست كافية؛ ويجب دمجها مع أنظمة التخطيط والتعليم والدعم المناسبة.
الكويت تايمز: ما هي بعض الاستراتيجيات أو التقنيات التي يمكن أن تساعد في التغلب على الأكل العاطفي ونقص قوة الإرادة؟
العجمي: أحد العوامل المهمة جدًا في فقدان الوزن هو تثبيت الوزن. إن الوصول إلى الوزن المستهدف لا يمثل سوى نصف العمل؛ التحدي الكبير هو الحفاظ على الوزن. أفضل طريقة للحفاظ على الوزن من العودة هي المتابعة المنتظمة مع طبيبك ومواصلة روتين نمط الحياة الصحي.
الصيرفي: يمكن أن يساعد الخبراء الاستشاريون في تكثيف الكثير من المعلومات وبالتالي البدء في تحقيق المزيد من الإنجازات والمثابرة مقارنة بالعمل بشكل فردي على خطة لتحسين مكونات الجسم. كما أن رفع وعينا الغذائي يمنحنا الوعي الكافي للتحكم في تغذيتنا. لذلك، يجب أن نبدأ بتعلم أساسيات التغذية الصحية ومحاولة تطبيقها باستمرار حتى نصل في النهاية إلى أهدافنا النهائية ونسعى جاهدين للحفاظ على مكونات الجسم المثالية.
أعتقد أن استشارة الخبراء ستساعد في اختصار عملية التعلم، وبالتالي البدء في تحقيق المزيد من الإنجازات والمثابرة. كما أن رفع وعينا الغذائي سيمنحنا الوعي الكافي للتحكم في تغذيتنا. لذلك، يجب أن نبدأ بتعلم أساسيات التغذية الصحية ومحاولة تطبيقها باستمرار حتى نصل في النهاية إلى أهدافنا النهائية ونسعى جاهدين للحفاظ على مكونات الجسم المثالية.