تعكس التحف والهندسة المعمارية في الكويت الهوية الثقافية

فريق التحرير

بواسطة مليحة سهيل

الكويت: إن تطور الذاكرة والهوية الثقافية في العمارة الكويتية والتحف في المتاحف الكويتية له أهمية استثنائية، خاصة في تاريخ الكويت البحري الغني، والغزو العراقي عام 1990 والجوانب الثقافية الأخرى. إن ذاكرة الكويت وهويتها راسخة ومتأصلة في أذهان المجتمعات الكويتية من خلال هندستها المعمارية وأعمالها الفنية المهمة ذات المظهر الفريد الاستثنائي المنسوب إلى الكويت فقط. إذن ما هي الذاكرة الثقافية؟ إنه مصطلح يستخدم لمجموعات من الأشخاص الذين يتشاركون في ذاكرة معينة عندما ينظرون إلى العروض العامة للأشياء والهندسة المعمارية.

غالبًا ما تظهر هذه الذكريات الثقافية في الأشياء والمتاحف التاريخية المختلفة. غالبًا ما تفرض هذه معنى معينًا يصور المكان الذي يأتي منه الناس وكيف يتذكرون أنفسهم. إن برج التحرير الذي يربط ذاكرته الثقافية وهويته الوطنية بالتحرر من الحرب العراقية هو السبب في أن هذا المعلم يضفي أهمية كبيرة على الهوية الكويتية. يتم الاعتراف بأعمال الشجاعة والتضحية من خلال النصب التذكارية المناسبة، وعرض جدران الشهداء في أماكن عامة مختلفة مثل مطار الكويت الدولي، وكذلك مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي للاحتفال بالذكرى السنوية السنوية لها.

توقف بناء برج التحرير أثناء الغزو، وتم الانتهاء منه بعد الحرب وسمي ببرج التحرير نسبة لتحرره من العراق. وهذا يدل فقط على مدى المعنى الثقافي الذي يحمله برج التحرير في ذكريات غزو العراق. بخلاف ذلك، فإن المجتمعات الكويتية من جميع مسارات الحياة المختلفة تعكس المعاني العميقة للعمارة الكويتية وما يجعلها حقًا ما هي عليه. ذكرى تشبه المعركة تلقي ضوءها بطريقة عميقة. ولم تؤثر الذاكرة الثقافية على فرد واحد بل على الجيل الجديد بأكمله من المجتمع الكويتي رغم أنه لم يولد في زمن حرب العراق.

هذه هي تأثيرات الذاكرة الثقافية حيث وقعت مثل هذه الأحداث ومدى تأثير العمارة والأشياء عاطفيا في المجتمعات الكويتية. علاوة على ذلك، تعتبر المجوهرات جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية للكويت. وكان التقليد التاريخي المتمثل في ارتداء المرأة الكويتية للبغمة والحجل والترشية والخزامة يحظى بشعبية كبيرة في الماضي. كان يتم ارتداء القلائد المصنوعة من الحجر والخرز من قبل، ولا تزال هذه الأشياء تحمل قيمة في قلوب المرأة الكويتية حتى اليوم. ويتم عرض هذه القطع من المجوهرات في المتاحف حيث يمكن للزوار الكويتيين النظر والتأمل في هذه الذاكرة الثقافية والتأمل في هويتهم الفنية الكويتية.

يمكن لهذه القطع أن تصور مدى القيمة التي يمكن أن تحملها قطعة واحدة من المجوهرات من خلال خلفيتها التاريخية وتشجيع المرأة الكويتية على الحفاظ على ثقافتها. وبالعودة إلى التاريخ، كانت الكويت ميناء بحريا هاما لفترة طويلة. وهي تحمل أجيالاً من غواصي اللؤلؤ المهرة، وكانت جزءاً كبيراً من التجارة المحلية مع دول الخليج الأخرى. متحف الكويت البحري، حيث يتم عرض المركب البحري خارج المتحف، ويسمى بوم المهلب، وكان يستخدم للغوص على اللؤلؤ.

هذه السفينة المعروضة علناً تصور فقط التاريخ البحري المتنوع الذي تتمتع به الكويت، حيث ينظر إليها المدنيون الذين يمرون بالطرق ويفكرون في اتجاهات الغوص على اللؤلؤ الكويتية التي لا يمكن مقارنتها بمناطق أخرى. ويمكن للكويتيين أن ينظروا إلى الوراء ويفخروا بهويتهم الوطنية وذاكرتهم الثقافية. يمكن للمرء أن يتخيل أن أسلافهم كانوا جزءًا من هذا التاريخ الغني ويشعرون بالانسجام مع المجتمعات الكويتية المحلية الأخرى. ما الذي يشكل التراث الكويتي؟ كيف يفكر الكويتيون حقًا في ثقافة أجدادهم المتجذرة بعمق في الأشياء التاريخية والهندسة المعمارية القديمة؟

ومن الأماكن التاريخية التي تتبادر إلى الذهن هو سوق المباركية، حيث تمتلئ الشوارع بالأسواق المحلية، وهو بازار كبير شعبي يستمتع فيه الناس بالتسوق على الطراز الكويتي التقليدي. ويعتبر سوق المباركية رمزا بارزا للذاكرة الثقافية الكويتية، حيث يمكن للمجتمعات الكويتية أن تفكر في جذورها التقليدية أثناء قيامها بمهام الحياة اليومية. تشمل الأشياء التاريخية حول هذه المنطقة أبوابًا خشبية مزدوجة موجودة في كل سوق. وتباع أنواع مختلفة من التوابل واللحوم والأسماك والمجوهرات الذهبية والعطور التي تذكر الزوار الكويتيين بثقافة أجدادهم أثناء تجولهم في سوق المباركية.

وكانت هذه المنطقة المركز الرئيسي للتسوق الكويتي قبل اكتشاف النفط. في هذا العصر الحديث، عندما يفكر الكويتيون في ثقافتهم، ترتبط الذاكرة الثقافية للكويت ارتباطًا وثيقًا بمراكز التسوق المحلية ذات التصميم الجميل. يتكون الأفنيوز من أقسام مختلفة داخل المول. أحد الأقسام المهمة، يسمى السوق، مستوحى من سوق المباركية.

ونظرًا لمناخ الكويت الحار، يمكن للمجتمعات الكويتية الاستمتاع وتجربة الشعور بالصحراء في المركز التجاري حيث يمكنهم الاستفادة من ذاكرتهم الثقافية الكويتية من خلال المشي في هذه المنطقة. الهندسة المعمارية هي مزيج مذهل من الكويت القديمة والحديثة التي تتناغم مع ثقافة الكويت، حيث يمكن للسكان المحليين من الأجيال القديمة والجديدة الاستمتاع بالأجواء العربية والتأمل في هويتهم الكويتية.

شارك المقال
اترك تعليقك