الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي يشيد بدور الكويت في الأمن الإقليمي

فريق التحرير

بقلم فاتن عمر

الكويت: خلال زيارته للكويت، أكد لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، على أهمية الدبلوماسية والالتزام بالقانون الدولي كوسيلة أساسية لمعالجة القضية المستمرة المتعلقة بالنزاع البحري في خور عبد الله. وقال دي مايو لصحيفة كويت تايمز إنه في عالم شهد فيه المشهد السياسي في المنطقة تغيرات كبيرة، من الضروري الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين. “ومن المطمئن أن نلاحظ أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بتعزيز بيئة مستدامة وسط هذه الديناميكيات المتطورة.

ولا ينصب التركيز على حل النزاعات فحسب، بل أيضا على خلق إطار يعزز الاستقرار والتعاون. وقال دي مايو: “كشركاء في هذا المسعى، فإن دعم الحلول الدبلوماسية أمر بالغ الأهمية، وهذا الموقف يعكس التفاني في الحل السلمي”. وقد تم التأكيد على هذا الالتزام بالدبلوماسية والتعاون خلال مناقشة مع نائب وزير الخارجية الكويتي الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح خلال زيارته. وأشار إلى أن مثل هذه الحوارات مفيدة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية وإيجاد حلول سلمية للقضايا المعقدة.

وفي الوقت نفسه، أشاد دي مايو بدور الكويت في الأمن الإقليمي وحل النزاعات في المنطقة، قائلا إن التزامها بالدبلوماسية والحل السلمي للصراعات لم يساعد فقط في الحفاظ على الاستقرار داخل حدودها، بل ساهم أيضا في تخفيف النزاعات الإقليمية الأوسع. وذكر أن الاجتماع الوزاري القادم بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي المقرر عقده هذا الشهر في سلطنة عمان يحمل أهمية كبيرة لأنه من المتوقع أن يكون حدثا بارزا. “خلال هذا الاجتماع، سيتم صياغة بيان مشترك نهائي، مما يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز التعاون بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.

إن الهدف الطموح للاتحاد الأوروبي يتلخص في معالجة النقاط الرئيسية التي يمكن تنفيذها بسرعة، مما يمهد الطريق أمام مفاوضات مثمرة وإجراءات مشتركة. والتفاؤل يحيط بالبيان الختامي ونتائجه المتوقعة. وقال دي مايو: “لا ينبغي الاستهانة بالجهود المشتركة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث أنهما يمثلان معًا 20 في المائة من التجارة العالمية”. وفيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، أقر دي مايو بأهميتها التاريخية، مؤكدا على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة لتعزيز الشراكات الاقتصادية.

وسلط الضوء على الدور المحتمل للممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) في تسهيل التجارة والخدمات اللوجستية بين منطقة الخليج والاتحاد الأوروبي، مشددًا على أهمية التعاون في منطقة تشهد تحولًا. وفيما يتعلق بسلسلة التأشيرات، التي تمنح الكويتيين تأشيرة شنغن متعددة الدخول لمدة خمس سنوات، قال دي مايو إنه تم الترحيب بها باعتبارها جهدًا تعاونيًا ناجحًا، مما يمهد الطريق لمزيد من التطورات والإعفاء من تأشيرة شنغن للكويتيين. وأعرب عن استعداده للاستثمار بشكل أكبر في تسريع هذه العملية، معترفا بأهميتها في تعزيز العلاقات.

وخلال زيارته، أجرى دي مايو مناقشات مثمرة مع مختلف المسؤولين الكويتيين، مع التركيز على الركائز الخمس الأساسية لولايته. وتشمل هذه الركائز فرص الاستثمار، والطاقة والمناخ، والأمن الإقليمي، والعلاقات بين الشعوب، والمستوى الجديد للتعاون بين المؤسستين. ودارت المناقشات حول الفرص الواعدة في أسواق الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، بما يتماشى مع الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي ورؤية الكويت 2035. ويمثل هذا التوافق أساسًا للتعاون في السعي لتحقيق التحولات الخضراء والحياد المناخي.

وأكد دي مايو الاستعداد للدخول في اتفاقيات تعزز التفاهم الثنائي في الاقتصاد والتكنولوجيا والقطاعات الأخرى، بما يعكس التوجه الاستراتيجي الجديد لمنطقة الخليج. ومن الجدير بالذكر أن الركيزة الثالثة تتضمن الاعتبارات المتعلقة بإشراك إيران في الأمن الإقليمي، مما يدل على اتباع نهج شامل. كما تطرقت المناقشات إلى رفع العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعاون الأكاديميات الدبلوماسية، وتعزيز علاقات المجتمع المدني، وتمكين المرأة.

وفي ضوء الأحداث الأخيرة المتعلقة بحرق القرآن الكريم، قال دي مايو: “من المهم جدًا ربط شعبنا ومجتمعاتنا المدنية لتعزيز الوعي المتبادل والاحترام والتعاون. تحتاج المنطقتان إلى الاتحاد في إدانة مثل هذه الأعمال والعمل معًا ضد مثل هذه الأحداث. ويشير تعيين دي مايو ممثلًا خاصًا للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج في مايو 2023 إلى الالتزام بتعزيز شراكة أكثر استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

ويشمل دوره دعم الممثل الأعلى في تنفيذ السياسة الخارجية والجوانب الأمنية للشراكة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي مع الخليج، والمساهمة في الاستقرار والأمن الإقليميين من خلال الحوار والحلول طويلة المدى. كما سيعمل ممثل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع المجلس والمفوضية الأوروبية لضمان تماسك الإجراءات الخارجية للاتحاد الأوروبي في المنطقة مع زيادة الوعي بدور الاتحاد الأوروبي في شؤون الخليج.

شارك المقال
اترك تعليقك