بقلم غدير غلوم ووكالات
الكويت: أدانت الكويت واستنكرت بشدة اليوم الثلاثاء القصف الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على المستشفى الأهلي المعمدان في قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد المئات من المدنيين الأبرياء. وينظم الكويتيون منذ اليومين الماضيين وقفة تضامنية مع المقاومة الفلسطينية في ساحة الإرادة. استهداف قوات الاحتلال للمستشفيات والمرافق العامة انتهاك للقانون الدولي الإنساني، بحسب بيان لوزارة الخارجية الكويتية.
وقالت الوزارة إن الكويت تحث المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي على الوقف الفوري لمثل هذه الأعمال اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني. واعتبرت أن مثل هذه الممارسات تتعارض مع كافة القوانين والتعاليم الدينية والأعراف الإنسانية. كما جددت الكويت موقفها المبدئي الداعم للشعب الفلسطيني وتعهدت بمواصلة تقديم المساعدة التي يحتاجها للتخفيف من معاناته. كما جددت الدعوة إلى التحرك الجاد والسريع لوقف هذه الجرائم البشعة. كما حثت وزارة الخارجية المواطنين الذين يعتزمون السفر إلى لبنان على تأجيل ذلك “خلال هذه المرحلة الحالية”.
ودعت الوزارة في بيان المواطنين الموجودين في لبنان إلى “العودة الطوعية” إلى ديارهم ما لم تكن هناك حاجة معلقة لوجودهم هناك نظرا للأوضاع الراهنة في المنطقة. وقالت الكويت يوم الأربعاء إن دعمها للفلسطينيين سيظل “ثابتا” في الوقت الذي أدت فيه موجة من الهجمات الصهيونية على قطاع غزة إلى إغراق المنطقة في أسوأ أعمال عنف منذ عقود. دعا وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح، أمام جمع من كبار الدبلوماسيين من منظمة التعاون الإسلامي في جدة، إلى وضع حد حاسم لـ “الفظائع (الصهيونية)” المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، قائلاً إن هذه الأعمال “المروعة” تتعارض مع القانون الدولي الإنساني. القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية الأساسية.
وشكر الوزير الكويتي المملكة العربية السعودية على مبادرة استضافة المحادثات نظرا للوضع الراهن المثير للقلق، حيث كثفت القوات الصهيونية هجماتها على الفلسطينيين إلى “مستويات غير مسبوقة”، والتي تشمل “استهداف المدنيين الأبرياء والبنية التحتية الحيوية”، مؤكدا أن . وأعرب عن “إدانة الكويت الشديدة” لهذه “الأعمال الإجرامية” التي ترتكبها القوات (الصهيونية)، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل وضمان حماية الفلسطينيين الأبرياء، وعلى رأسها إنشاء “ممرات آمنة” تسمح بإيصال الكثير من المساعدات. -المساعدات اللازمة، قال الوزير.
وحذرت الكويت مرارا وتكرارا من التداعيات إذا استمر المجتمع الدولي في التعامل مع الوضع “بمعايير مزدوجة”، حسبما قال في المحادثات على مستوى وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا دعم الكويت لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967. دعا النائب عبد الكريم الكندري الحكومة إلى رفض السفيرة الأمريكية الجديدة لدى الكويت كارين ساساهارا بسبب دعم الولايات المتحدة الكامل للفظائع الصهيونية في غزة، وحذر من أنه إذا تم قبول أوراق اعتمادها فسوف يقوم باستجواب وزير الخارجية.
وقال الكندري، خلال وقفة احتجاجية نظمت مساء الثلاثاء في ساحة الإرادة للتنديد بالغارة الصهيونية على المستشفى في غزة، إن الهجوم يشير إلى موت الضمير الإنساني الدولي، مضيفا أن الهجوم مجزرة ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني، بل مجزرة ضده أيضا. إنسانية. أقل ما يمكن أن نفعله اليوم هو عدم استقبال السفير الأمريكي الجديد في الكويت. وقال الكندري أمام الحشود المبتهجة: “هذا هو أقل رد رسمي” من جانب الكويت على المجازر التي تعرض لها الفلسطينيون. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تقوم بتمويل الغارات الجوية الصهيونية على غزة وتوفير الحماية والغطاء الدولي لجرائمهم. وقال الكندري إنه لا ينبغي للكويت أن ترحب بالسفير الأمريكي المعين المقرر وصوله خلال اليومين المقبلين.
وأعلن الكندري: “إذا تمت الموافقة على أوراق اعتماد السفير، فسوف أتقدم بطلب لاستجواب وزير الخارجية”. وشغل ساساهارا منصب القنصل العام الأمريكي في القدس بين عامي 2018-2019 حتى نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس. وقد عملت أيضًا في عمان والمملكة العربية السعودية. وأيد النائب عبد العزيز الصقعبي دعوة الكندري، مضيفا أن وزير الخارجية يجب أن يرفض أوراق اعتماد السفير. وقال الصقعبي على قناة X إن “أقل قدر من الدعم (للفلسطينيين) هو رفض استقبال سفير من يدعم المجرمين الذين يقتلون الأطفال”.
قال النائب مهند الساير إن التطورات في غزة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي إعادة النظر في علاقاتها الخارجية. ودعا إلى استخدام النفط والاستثمارات الأجنبية كسلاح وفرض عقوبات تدريجية لإنقاذ “أهلنا في فلسطين”. ودعا النائب حسن جوهر على حسابه X الكويت إلى سحب استثماراتها بعشرات مليارات الدولارات من الشركات العالمية وصناديق الاستثمار التي أعلن مديروها دعمهم للكيان الصهيوني.
وقال جوهر إنه رصد ما لا يقل عن ثماني شركات وصناديق أعلنت دعمها للكيان الصهيوني، وطالب رئيس الوزراء بسحب الأموال الكويتية منها “حتى لا نصبح شركاء في سفك الدماء الفلسطينية”. من ناحية أخرى، جدد النائب مرزوق الغانم دعوته النواب الآخرين ورئيس مجلس النواب للنظر في اقتراحه الذي تقدم به قبل يومين بعقد دورة طارئة للمجلس لبحث الأوضاع في غزة بالإضافة إلى الخلافات. في حقلي خور عبد الله والدرة للغاز.
والمجلس حاليا في عطلة صيفية ولا يفتح الفصل الدراسي الجديد إلا في 31 أكتوبر. ولا يمكن عقد جلسات عادية قبل افتتاح الفصل الدراسي الجديد. وقال غانم إنه يجب على المجلس ألا ينتظر أسبوعين لمناقشة التطورات في غزة، وبدلا من ذلك يجب أن يعقد دورة طارئة ليوم واحد، الأمر الذي يتطلب توقيع 33 نائبا.