بقلم غدير غلوم
الكويت: لقد أسند المجتمع إلى حد كبير المسؤوليات المنزلية، مثل الطبخ والأعمال المنزلية، إلى المرأة. ونظراً لتوارث هذه المهمة للمرأة من جيل إلى آخر، فقد أصبح تقليداً أن المجتمع، بما في ذلك المرأة نفسها، يعتبر مثل هذه المرأة واجباً طبيعياً. ومع ذلك، بينما نتقدم نحو مجتمع أكثر شمولاً وعدالة، فمن الأهمية بمكان أن نعترف بأن هذه المهام لا ينبغي أن تقع على عاتق المرأة وحدها. إن الطبخ والقيام بالأعمال المنزلية لا يقتصر على النساء، بل يجب أن يُنظر إليه على أنه خدمة اختيارية يقوم بها أي فرد من أفراد الأسرة عن طيب خاطر.
هذا ما سلطت الضوء عليه ريم فارس، الأم والزوجة العاملة، خلال مقابلتها مع صحيفة كويت تايمز. وقال فارس إن المسؤوليات المنزلية لا ينبغي أن تقتصر على الإناث فقط، لأن الرجال والنساء متساوون في القدرة على إدارة المهام المنزلية بفعالية، كما يمكن للرجال والنساء مغادرة منازلهم لرعاية حياتهم المهنية ويصبحون معيلين للأسرة. إن تعيين الطبخ والأعمال المنزلية كمسؤولية للمرأة يتجاهل حريتها في الاختيار والمضمون واهتماماتها الشخصية.
تطورت المرأة اليوم في مختلف جوانب الحياة المهنية؛ ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الرجال الذين لديهم اهتمام بفنون الطهي وغيرها من المهام المنزلية. ومن هنا لا بد من إدراك أن الأفراد يختلفون في قدراتهم وتفضيلاتهم. وهذا يشجع ويستلزم تطوير ثقافة يكون فيها اختيار المساهمة في الواجبات المنزلية مبنيًا على الاختيار الشخصي بدلاً من فرضه حصريًا على المرأة، ويتوقع من كل امرأة أن تتقن الطبخ والتنظيف بغض النظر عن اهتمامها بهذه الواجبات.
وشدد فارس على أهمية المسؤولية المشتركة والشراكة. وقالت إنه عندما يتم تقاسم الطبخ والقيام بالأعمال المنزلية بين الزوجين أو بين جميع أفراد الأسرة، فإن ذلك يؤدي بالتالي إلى حياة أكثر صحة وسعادة. سواء كانت عائلة كبيرة أو زوجين فقط، كان على كل منهما المساهمة. ويرى الأطفال من خلال وسائل الإعلام أن المرأة هي المسؤولة عن الأعمال المنزلية، بالإضافة إلى رؤية أمهم في المنزل، ناهيك عن الخادمات في دول مثل الكويت، حيث العمالة المنزلية من النساء فقط.
ولذلك، لا بد من التغيير فيما يتعلق بما يرونه من خلال وسائل الإعلام والمدارس، والأهم من ذلك، داخل منازلهم. يحتاج الرجال في مجتمعنا إلى البدء بالتعاون مع زوجاتهم في أداء الأعمال المنزلية من أجل بدء التغيير. سيسمح هذا أيضًا بالقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة، مثل المتطلبات المهنية أو الالتزامات الشخصية التي قد تتطلب من أفراد مختلفين تحمل مسؤوليات مختلفة في أوقات مختلفة. إن تبني هذا التحول سوف يعكس الاحترام المتبادل والتعاون والعدالة بين أفراد الأسرة.