نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر يصل إلى 3.5% في الربع الأول من السنة المالية 2024/2025

فريق التحرير

شهد الاقتصاد المصري نموًا بنسبة 3.5٪ في الربع الأول (الربع الأول) من السنة المالية 2024/2025، وفقًا لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي. ويمثل هذا زيادة عن نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.7% المسجل خلال نفس الربع من السنة المالية السابقة. وأبرز التحديث ربع السنوي الذي تصدره الوزارة عن الأداء الاقتصادي في مصر أن هذا التحسن في نمو الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعًا بالأداء الإيجابي في القطاعات الرئيسية، وخاصة قطاع الصناعات التحويلية غير النفطية. وتعزو الحكومة هذا النمو الإجمالي إلى سياسات الإصلاح الاقتصادي التي تهدف إلى استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وتعزيز حوكمة الاستثمارات العامة.

أظهر قطاع الصناعات التحويلية غير النفطية نموًا ملحوظًا، مسجلاً زيادة بنسبة 7.1% في الربع الأول من السنة المالية 2024/2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويمثل هذا الربع الثاني على التوالي من النمو الإيجابي للقطاع، بعد تنفيذ سياسات الإصلاح الاقتصادي التي بدأت في مارس 2024. ويعزى النمو إلى تدابير تشمل تبسيط عمليات التخليص الجمركي في الموانئ، وزيادة المعروض من مدخلات الإنتاج الأساسية وتسريع الصناعة. إنتاج. وتنعكس هذه الجهود أيضًا في مؤشر الإنتاج الصناعي الشهري (باستثناء تكرير النفط)، الذي نما بنسبة 6% في الربع الأول من السنة المالية 2024/2025، مقارنة بانكماش بنسبة 7.7% في نفس الربع من السنة المالية السابقة. كما شهد قطاع التصدير نتائج إيجابية، خاصة في الصناعات الكيماوية والأسمدة والأدوية والعطور ومستحضرات التجميل والملابس الجاهزة.

وساهمت عدة قطاعات رئيسية أخرى في أرقام النمو الإيجابية، بما في ذلك الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي نمت بنسبة 12.2%، والنقل والتخزين بنمو 15.6%، والسياحة (التي تنعكس في المطاعم والفنادق) بنسبة 8.2%، والكهرباء بنسبة 7.4%، والخدمات الاجتماعية ومنها الصحة والتعليم بنسبة 4.5% والزراعة بنسبة 2.65%. وينسجم هذا النمو مع استراتيجية الحكومة لتنويع الاقتصاد من خلال تعزيز مساهمات قطاعات التصنيع والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى القطاعات المرتبطة بالتنمية البشرية والاجتماعية.

ومع ذلك، ظل قطاع قناة السويس يتأثر بشكل كبير بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة، حيث شهد انكماشًا بنسبة 68.4% خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025. ويرجع ذلك إلى انخفاض عدد السفن المارة عبر القناة، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات. كما شهد قطاع الاستخراج أيضًا انخفاضًا بنسبة 8.9٪ في الربع الأول من السنة المالية 2024/2025. ومن المتوقع أن يتحسن إنتاج الغاز والنفط خلال الأشهر المقبلة، بسبب جهود الحكومة لتسوية المستحقات المستحقة لشركات النفط والغاز الأجنبية.

وعلى صعيد الاستثمار، شهدت الاستثمارات الخاصة ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 30% لتصل إلى 133.1 مليار جنيه بالأسعار الثابتة، مقابل 102.3 مليار جنيه في نفس الربع من العام المالي السابق. ويتماشى ذلك مع جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لتنفيذ حوكمة قوية للاستثمارات العامة. وفي المقابل، شهدت الاستثمارات العامة تراجعاً كبيراً بنسبة 60.5% لتبلغ 57 مليار جنيه مقارنة بـ 144.4 مليار جنيه في الربع المقابل من العام المالي السابق.

البيانات عالية التردد تدعم التطورات الإيجابية في النشاط الاقتصادي في مصر. وأظهر مؤشر مديري المشتريات (PMI) ارتفاعا متواضعا، ليصل إلى 49.2 نقطة في نوفمبر 2024، مقارنة بنحو 49 نقطة في أكتوبر، ليظل قريبا من العتبة المحايدة (50 نقطة) للشهر الثالث على التوالي. وكان هذا مدفوعًا في المقام الأول بالتوسعات في أنشطة التصنيع، فضلاً عن الزيادة المستمرة في تدفقات طلبات التصدير الأجنبية الجديدة، والتي ارتفعت لمدة سبعة أشهر متتالية. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر بارومتر الأعمال، الصادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، فوق الحد المحايد خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025، ليصل إلى 51 نقطة. ويعود هذا التحسن إلى المكاسب في الإنتاج والمبيعات والصادرات واستخدام الطاقة الإنتاجية. يأتي ذلك بعد تراجع المؤشر في الربع الرابع من العام المالي 2023/2024.

وتتوقع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4% في السنة المالية 2024/2025. وتدعم هذه النظرة الإيجابية توقعات العديد من المؤسسات الدولية، ويرجع ذلك إلى الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة لتعزيز النمو الذي يقوده القطاع الخاص، مع اعتماد تدابير لتحسين السياسات النقدية والمالية لدعم التعافي الاقتصادي بشكل أفضل.

شارك المقال
اترك تعليقك