انطلقت الدورة الثانية لمهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدًا يوم الأحد في مدينة السخنة الخلابة على ساحل البحر الأحمر في مصر. وشهد حفل الافتتاح حضور طارق الشاذلي، محافظ السويس، إلى جانب كوكبة من النجوم وصناع السينما من جميع أنحاء العالم العربي وخارجه. هذا العام، استقبل المهرجان، الذي يختتم أعماله في 6 نوفمبر، 2500 فيلم مقدم، تم اختيار 300 منها بدقة للقسمين التنافسيين والبرامج الرسمية خارج المنافسة.
يضم المهرجان مسابقتين متميزتين: واحدة للأفلام التي لا تزيد مدة عرضها عن خمس دقائق، والأخرى للأفلام التي لا تتجاوز مدتها عشر دقائق.
وأكد أسامة أبو نار، رئيس المهرجان، مؤخراً التزام المنظمين بتشكيل لجنة تحكيم تضم نجوماً سينمائيين وفنيين محليين وعالميين متنوعين. ويهدف هذا المزيج من الخبرة، الذي يشمل الإخراج والتمثيل والإنتاج وكتابة السيناريو والرسوم المتحركة، إلى تعزيز التفاعل الديناميكي مع الأفلام المقدمة وضمان معايير صارمة في اختيار الفائزين بالجوائز.
وأوضح كذلك أن المهرجان سعى منذ بدايته إلى إشراك صانعي الأفلام العالميين لإنشاء أسس قوية لإنتاج الأفلام القصيرة جدًا والاستفادة من الخبرات الموجودة في لجان التحكيم وورش عمل صناعة الأفلام. وأشار زياد باسمير، المدير التنفيذي للمهرجان، إلى أن عدد الأفلام المتنافسة على الجوائز في هذه الدورة الثانية ارتفع بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الافتتاحي.
أبرز أحداث ليلة الافتتاح
وشهد حفل الافتتاح، الذي استضافه الإعلامي بوسي شلبي وياسمين بكير باللغتين العربية والإنجليزية، عرض الفيلم القصير النادر والمرمم “السويس مدينتي” للمخرج الراحل علي عبد الخالق. يعد هذا الفيلم أحد أقدم أعمال عبد الخالق الإخراجية، وهو بمثابة إشارة مؤثرة إلى تاريخ السينما.
تكريم أشرف عبد الباقي
ومن أبرز أحداث الأمسية تكريم الممثل أشرف عبد الباقي، الذي تم تكريمه على شاطئ البحر لمسيرته السينمائية الواسعة. عبد الباقي، الذي بدأ رحلته الفنية في مرحلة مبكرة، قام ببطولة أكثر من 65 فيلما، حصد الكثير منها جوائز في مهرجانات سينمائية محلية ودولية.
وحضر الندوات المخصصة للفنانة المخضرمة هالة صدقي، ونخبة من الفنانين، منهم شيري عادل، ومحمد رضوان، وصبري فواز، وألفت عمر، وحمزة العيلي، والمخرج عادل أديب وزوجته منال سلامة، والمخرج عمر عبد العزيز، والمخرج أشرف فايق.
أشادت الفنانة ألفت عمر بأشرف عبد الباقي، مؤكدة قدرته الرائعة على دعم المواهب الشابة وتعزيز الروح الإيجابية في أي إنتاج ينضم إليه. وخلال ندوة عبد الباقي، قال عمر: “أشرف يحتضن الشباب ويعتني بكل التفاصيل بدقة وبحب كبير، ويعرف كيف يوحد الناس من حوله”. وأشارت إلى تعاونها معه في مشروعين فنيين، وأضافت: «في فيلم خلي من الكوليسترول (2005) (خالي من الكوليسترول) مع المخرج محمد أبو سيف والممثلة إلهام شاهين، قدم أشرف عبد الباقي دورًا صعبًا للغاية وباحترافية عالية، ويتفاعل مع الجميع بالحب والطاقة الإيجابية.
وردد الممثل صبري فواز هذه المشاعر، مشيدًا بإخلاص عبد الباقي للفنانين الشباب.

أشرف عبد الباقي: رحلة عبر السينما والمسرح
تحدث أشرف عبد الباقي عن بداياته السينمائية، مستذكرا دخوله المجال في أواخر الثمانينات بفيلم “الجحيم تحت الماء” للمخرج نادر جلال، إلى جانب نخبة من النجوم البارزين. خلال ندوته في مهرجان VS-FILM، قال عبد الباقي: “أول مشهد لي في السينما كان مع الفنان الكبير عادل أدهم، وكنت مرعوبًا، أحسست بفرق كبير بين المسرح والسينما، وقلت في نفسي: ما هذه المبالغة؟”، ورغم الخوف الأولي، أوضح أن هذه التجربة الأولى المحورية أطلقت مسيرته الفنية بشكل كبير، وصقلت موهبته وزودته بخبرة لا تقدر بثمن أمام الكاميرا.
وتعمق عبد الباقي في رحلته الفنية، فتناول تفاصيل بدايات أعماله المسرحية. وكشف أنه قدم ما يقرب من 80 مسرحية للهواة قبل التحاقه بالمعهد، معتبراً هذه الفترة أساسية في تشكيل شخصيته الفنية. وفي ندوة مهرجان السخنة، قال عبد الباقي: «بدأت بمسرحية روزوود، ثم تجربة تياترو مصر، ثم مسرح مصر، وهي تجربة جديدة تمامًا للجمهور». وأضاف أن التقدم التكنولوجي أدى إلى اختفاء العديد من المهن، وظهر مفهوم “مسرح مصر” ليواكب هذا التغيير. وأوضح: “في السابق، كانت المسرحيات تستمر ثلاث ساعات أو أكثر، لذلك فكرت في إنشاء مسرحية مدتها ساعة واحدة تكون مليئة بالضحك والاستمتاع”. وأشار عبد الباقي إلى أن “مسرح مصر” بني على الارتجال والعمل الجماعي، وكان جوهره البث التلفزيوني، وهو ما قوبل في البداية ببعض المقاومة. إلا أن التجربة حققت نجاحا هائلا، وشكلت نقطة تحول في تاريخ المسرح المصري.

لجنة التحكيم المتميزة
ويرأس المخرج المخضرم عمر عبد العزيز لجنة تحكيم المهرجان التي تضم الأعضاء المصريين شيري عادل ومنال سلامة وأستاذ الرسوم المتحركة محمد غالب. ويضم التمثيل الدولي في لجنة التحكيم المخرج الفرنسي جان ماري فيلمو الحائز على جائزة أفضل مخرج في إنديانابوليس عام 2014 عن فيلمه الكوميدي المؤثر “The Cream”؛ المخرج وكاتب السيناريو البريطاني بيتر لويد، الأستاذ بالجامعة البريطانية في مصر؛ والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو النيجيري ديزموند أوفبياجيل، الذي كان فيلمه “The Milkmaid” أول مشاركة لنيجيريا يتم ترشيحها لجائزة الأوسكار الثالثة والتسعين وحصل على خمس جوائز من جوائز أكاديمية السينما الأفريقية. “The Milkmaid” مستوحى من التمرد في شمال شرق نيجيريا.