مصر وبلغاريا تبحثان التعاون الاقتصادي والسياسي

فريق التحرير

التقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ونائبة رئيس الوزراء وزيرة الخارجية البلغارية ماريا جابرييل، اليوم السبت، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين مصر وبلغاريا، مع الإعراب عن قلقهما إزاء الحرب المستمرة في غزة.

وأعرب مدبولي عن حرص الحكومة المصرية على تعزيز العلاقات الثنائية والتبادل التجاري مع بلغاريا، مسلطًا الضوء على الفرص المحتملة للتعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات، مثل الأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.

واقترح مدبولي إنشاء منطقة خاصة للشركات البلغارية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتمكينها من استخدام مصر كبوابة لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا. واقترح أيضًا أن تعمل بلغاريا كمركز للصادرات المصرية إلى الاتحاد الأوروبي، لتكون بمثابة قاعدة لوجستية وتخزينية في جنوب شرق أوروبا ومنطقة البلقان.

كما تناول مدبولي جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدا التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي، معربا عن الرغبة في تعزيز التعاون مع بلغاريا في هذا الصدد.

وعلى المستوى الإقليمي، أكد مدبولي على التأثير السلبي للصراع في غزة، والذي أدى إلى زيادة التوتر في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام. وحث على إيجاد حل سريع للصراع وحل شامل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى الوضع الإنساني الكارثي في ​​غزة وتداعياته الاقتصادية على العالم.

وتحدث وزير الخارجية سامح شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع جبرائيل، حيث أكد على جهود مصر المستمرة للتوسط في هدنة إنسانية وتأمين إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. واعترف بتعقيد المفاوضات وسط مصالح متباينة، لكنه قال إن مصر لا تزال ملتزمة بإيجاد حل، بالنظر إلى محنة الفلسطينيين، وخاصة المدنيين.

وأعرب شكري عن انزعاجه من التصريحات والأنشطة العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة، والتي قد تؤدي إلى وضع إنساني مزري. وحث على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وحذر من تصعيد العمليات العسكرية، الأمر الذي قد يكون له تداعيات خطيرة. ورفض أي محاولات من جانب تل أبيب لتطبيق سياسة تهجير ممنهجة.

كما أكد شكري وجابرييل على التعاون والتنسيق القوي بين مصر وبلغاريا، وهو ما انعكس في الاجتماع الأخير للجنة التعاون المشترك في القاهرة. واتفقوا على تعزيز الحوار السياسي والعلاقات متبادلة المنفعة والتعاون في مجالات مثل الطاقة والزراعة والذكاء الاصطناعي. كما أعربا عن اهتمامهما بتعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة ودعم القطاع الخاص، خاصة فيما يتعلق بالأطر التنظيمية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما تناول الجانبان التوترات الجيوسياسية على مستوى العالم، مع التركيز على التطورات في أوروبا ومنطقة البلقان، والصراع المتصاعد في قطاع غزة المحتل.

وشهدت الجلسة الختامية توقيع اتفاقيات، من بينها الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الإقامة القصيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات البعثات. بالإضافة إلى ذلك، تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الغاز الطبيعي بين وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ووزارة الطاقة البلغارية.

واتفق الجانبان على عقد الاجتماعات السنوية المقبلة للجنة التعاون المشترك في بلغاريا عام 2025.

شارك المقال
اترك تعليقك