مصر تعارض العقاب الجماعي للمدنيين في غزة: السيسي

فريق التحرير

تعرضت المنطقة القريبة من معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، لقصف جوي جديد يوم الاثنين، في اليوم العاشر من الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية.

وكانت هذه الضربة الثالثة في هذه المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وكان مئات الفلسطينيين ينتظرون عند المعبر يوم الاثنين، على أمل السماح لهم بالعبور.

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن قمة القاهرة للسلام ستعقد السبت المقبل بمشاركة دولية وإقليمية واسعة تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تلقى الرئيس السيسي، مساء الاثنين، اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحث الرئيسان التصعيد الأخير في قطاع غزة، واستعرضا الجهود الدبلوماسية المستمرة لاحتواء الأوضاع ومنع انتشار العنف والصراع الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.

واتفق الزعيمان على أهمية إعطاء الأولوية لمسار دعم الهدوء واستعادة الاستقرار الأمني ​​وحماية المدنيين وتجنب استهدافهم، فضلا عن معالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل.

وفي سياق مماثل، أكد الرئيس السيسي على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال تقديم الاستجابة الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالي قطاع غزة وتخفيف معاناتهم. كما أكد على ضرورة التهدئة ورفض سياسات العقاب الجماعي مثل الحصار أو التجويع أو التهجير للمدنيين.

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي، اليوم الاثنين، مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بحضور وزير الخارجية سامح شكري.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، إن اللقاء شهد تأكيد الجانبين على أهمية الطبيعة الإستراتيجية للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية، فضلاً عن كما تم التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين حول مختلف القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الجانبان على خطورة الوضع الحالي وتهديده لأمن واستقرار المنطقة، وضرورة العمل على منع توسع الصراع، وكذلك حماية المدنيين وتجنب استهدافهم واحترام القانون الدولي الإنساني. .

وأشار الرئيس السيسي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال تقديم الاستجابة الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالي القطاع وتخفيف معاناتهم.

وشدد في هذا الصدد على ضرورة التهدئة ورفض سياسات العقاب الجماعي كالحصار أو التجويع أو تهجير المدنيين.

كما اتفق الجانبان على أهمية العمل الدولي الفاعل تجاه حل القضية الفلسطينية من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين وفق معايير الشرعية الدولية، وبما يحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة. .

وأكد وزير الخارجية شكري أن مصر تعمل على إبقاء معبر رفح مفتوحًا بشكل مستمر منذ بدء الأزمة، كما قامت بالتنسيق مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لجمع كافة المساعدات في العريش.

وقال إن المساعدات مطلوبة بشكل عاجل لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ أي إجراءات من جانب غزة للسماح بدخولها. وشدد على أهمية استعادة الهدوء أولا ومن ثم استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتحدث شكري في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، وقال إن مصر مستعدة لإيصال المساعدات الإنسانية وتشغيل المعبر بشكل طبيعي وتسهيل حركة المواطنين.

كما بحث مع المبعوث الأممي مسألة إيصال المساعدات ووصف وضع الشعب الفلسطيني في غزة بالحرج بسبب نقص الضروريات.

وأدان شكري الممارسات التي تنتهك القانون الدولي والإنساني وتؤدي إلى تعقيد الأوضاع في غزة، ودعا إلى توفير احتياجات الشعب الفلسطيني دون تأخير.

وأكد شكري أن مصر تكثف اتصالاتها لوقف المواجهات العسكرية في غزة، وطالب بالوقف الفوري للعنف والعودة إلى الهدوء. وقال إن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من منازلهم وأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية. وأضاف أن هناك جهودًا مصرية مستمرة لاحتواء التصعيد في قطاع غزة.

وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا عن دعم بلادها لمبادئ القانون الدولي في حماية المدنيين في غزة، وحثت على ضبط النفس والعقلانية في غزة. ووصفت الوضع في القطاع ومحيطه بالخطير والمهدد لأمن المنطقة برمتها.

وقال الوزير الفرنسي إن الحصار الإسرائيلي على غزة يعد انتهاكا للقانون الدولي، وأشار إلى أن مصر لا تستطيع تحمل مسؤوليات ليست من مسؤولياتها. ودعت إلى حماية المدنيين في غزة وتلبية احتياجاتهم الأساسية. وقالت إن فرنسا ومصر لديهما مخاوف مشتركة بشأن خطورة الوضع في غزة.

وقالت أيضًا إن السلام هو السبيل الوحيد لضمان الأمن المستدام للجميع، وأن وكالات الأمم المتحدة أكدت أن غزة تواجه كارثة إنسانية. وأعلنت أن بلادها ستخصص 10 ملايين يورو من المساعدات الإنسانية لغزة.

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن إدارته تعمل على منع توسع أو انتشار الأزمة الحالية إلى مناطق أخرى وضمان أمن وسلامة المدنيين من خلال تجنب الإضرار بهم وتقديم المساعدة لهم.

وقال إنه أجرى محادثات مهمة في المنطقة مع قادتها حول هذه القضية، أدان فيها العنف والتصعيد، وعمل على إيجاد مخرج للأزمة.

ورحب وزير الخارجية الأمريكي بدعوة مصر لعقد قمة دولية لبحث مستقبل القضية الفلسطينية. وقال: “الدعوة مرحب بها ونرحب بأي جهود للعمل معا لتحديد أفضل السبل التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها دعم الشعب الفلسطيني وضمان حصوله على المساعدة التي يحتاجها، فضلا عن مناقشة الرؤى المستقبلية للقضية برمتها”. “

شارك المقال
اترك تعليقك