افتتح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، خالد عبد الغفار، اليوم الأحد، المؤتمر العالمي الثاني للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC24)، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويعد المؤتمر، الذي يحمل عنوان “التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام”، عنصرًا أساسيًا في استراتيجية مصر الشاملة للتنمية البشرية والتحسين السكاني، بما يتماشى مع رؤية “مصر 2030” ومخرجات الحوار الوطني.
وشدد عبد الغفار على أهمية المؤتمر الرابع والعشرين لتنمية الصحة العامة ومبادرة الرئيس السيسي “بداية جديدة لبناء الإنسان” باعتبارهما ركائز أساسية لاستراتيجية التنمية البشرية في مصر.
وخلال حفل الافتتاح، قدم عبد الغفار للرئيس السيسي نسخة من الاستراتيجية الوطنية للصحة لمصر (2024/2030). كما حصل أيضًا على شهادة اعتماد القضاء على الملاريا من منظمة الصحة العالمية، وهي شهادة على التزام مصر المستمر منذ عقود بالقضاء على المرض.
وأكد عبد الغفار أن المؤتمر الثاني يأتي في إطار جهود مصر السابقة في مجال السكان والتنمية. إن إطلاق المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية، “بداية جديدة لبناء الإنسان”، في 17 سبتمبر/أيلول، يبرهن على التزام البلاد الثابت بهذا المجال.
وشدد الوزير أيضًا على الطبيعة التعاونية للمؤتمر، حيث عرض نموذجًا للتعاون بين الوزارات والهيئات في مصر. وأشاد بالتعاون المكثف بين اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومنظمات الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) كمثال رئيسي للتعاون الدولي.
وأعرب عبد الغفار عن ثقته في أن المناقشات المتعمقة خلال المؤتمر ستؤدي إلى برامج قابلة للتنفيذ تنفذها جميع القوى المشاركة، بما يضمن التنفيذ الفعال.
وأكد أن المؤتمر يتناول قضايا مصيرية تتعلق بحاضر ومستقبل الحياة على الأرض، ويعالج قضايا وطنية حاسمة تتعلق بحاضر المجتمعات ومستقبلها. وتمثل هذه القضايا تحديات كبيرة لهذا الجيل والأجيال القادمة، مما يعيق نمو الدول وتنميتها وجهودها لرفع مستويات المعيشة.
وتضمن الحفل كلمة مسجلة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي شكر الرئيس السيسي على استضافة المؤتمر “الأساسي”. وأكد أن الصحة شرط أساسي للتنمية ونتيجة لها، وهو مبدأ تقوم عليه المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة” التي حققت نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأشار أدهانوم إلى التقدم الملحوظ الذي حققته مصر نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة. ومع ذلك، فقد أقر بأن العديد من الدول تكافح من أجل تحقيق هذه الأهداف. وأكد التزام منظمة الصحة العالمية بتسريع الجهود الرامية إلى الحد من وفيات الأمهات والأطفال والمواليد هذا العام، وهو ما يتطلب الاستثمار في مختلف القطاعات الصحية والتنموية، بما في ذلك تعزيز النظم الصحية، وإشراك المجتمع، والتعاون مع الشركاء لتحقيق النتائج المرجوة.
وتسلم عبد الغفار خلال الحفل شهادة اعتماد القضاء على الملاريا من منظمة الصحة العالمية، مقدمة من حنان بلخي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وأكد أدهانوم أن هذا الإنجاز هو نتيجة قرن من التزام مصر حكومة وشعبا. وشدد على أن هذا النجاح يوضح قوة القيادة الحكومية القوية، والتخصيص الفعال للموارد، والتطبيق المتسق لأدوات مكافحة الأمراض التي أثبتت جدواها، والتعاون عبر الحدود.
ويعد المؤتمر بمثابة منصة لمصر لإظهار التزامها بالتنمية البشرية وتحسين السكان مع تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية. إنها خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية “مصر 2030” وخلق مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا للجميع.