وتسهل مصر المناقشات بين فصائل فتح وحماس الفلسطينية في القاهرة، مع التركيز على إنشاء لجنة دعم مجتمعي للإشراف على قطاع غزة. وأبلغ مصدر مصري رفيع ديلي نيوز إيجيبت أن هذه اللجنة سيتم إنشاؤها بقرار رئاسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وستضم شخصيات مستقلة وستعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
وأعربت كل من فتح وحماس عن تفاؤلهما بشأن اللجنة، معترفتين بقدرتها على تعزيز الوحدة الفلسطينية ومنع المزيد من الانقسامات بين الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن التحديات لا تزال قائمة بالنسبة للقضية الفلسطينية، بحسب مصدر مصري مطلع.
وتأتي هذه اللقاءات، التي تعتبر قضية فلسطينية بحتة، في إطار الجهود التي تبذلها مصر لتوحيد الفصائل الفلسطينية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مصر بنشاط مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتأمين وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية للمنطقة.
وأوضح المصدر المصري الرفيع أن هناك دعما دوليا لجهود مصر للتوسط في وقف إطلاق النار واستعادة الهدوء. ومع ذلك، لم يُظهر أي من الطرفين استعداده للتعاون.
وقد أعربت حماس عن مخاوفها بشأن احتمال استئناف الهجمات الإسرائيلية بعد تبادل الأسرى. وأشار المصدر المصري الرفيع إلى أن حماس ملتزمة بضمان أن تظل المفاوضات شاملة.
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “مقترحات التهدئة لعدة أيام مجرد ذر الرماد في العيون”. وأضاف الرشق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يماطل لكسب الوقت ويستخدم المفاوضات كغطاء لمواصلة عدوانه”.
وعلى الأرض، أفادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بتنفيذ “كمين معقد” استهدف جرافة إسرائيلية وجنوداً قرب مدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة. كما أكدت المجموعة تفجير منزل مفخخ بالقرب من المدرسة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات الاحتلال.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من العنف المكثف في غزة، حيث أبلغت وزارة الصحة عن مقتل 55 فلسطينيًا وإصابة 192 آخرين نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 43314 قتيلاً، و102019 جريحاً.
وعلى الجبهة اللبنانية، تشتد حدة الاشتباكات البرية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الثاني. وعلى الرغم من القتال، لم تتمكن إسرائيل من السيطرة الكاملة أو احتلال أي قرية على الحافة الأمامية للحدود.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية على مدن وبلدات بعلبك الهرمل وحدها أسفرت عن مقتل 52 شخصا وإصابة 72 آخرين. وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى والجرحى منذ بدء العدوان على لبنان إلى 2949 و13220 على التوالي.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن الجهود الأمريكية للتوسط في وقف إطلاق النار باءت بالفشل بعد أن صاغت واشنطن اقتراحا “غير واقعي” وإصرار تل أبيب على تطبيق الهدنة بشكل مباشر. وقال مصدر سياسي لبناني مقرب من حزب الله ودبلوماسيان وشخص مطلع على المحادثات إن الحرب قد تستمر لأشهر في غياب اقتراح قابل للتطبيق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء المقبل.