مصر تبرز كدولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تبني إطار القيمة المجتمعية للصحة: ​​شركة روش

فريق التحرير

وقال زياد الأحول، رئيس الشئون الحكومية والسياسة الصحية والوصول إلى الأسواق بشركة روش مصر، إن مشاركة روش في التعاون الثلاثي مع وزارة الصحة المصرية ومعهد WifOR تنبع من رؤية مشتركة: تحويل الرعاية الصحية من تكلفة إلى استثمار اقتصادي طويل الأجل.

وأوضح أن الشراكة – التي تتمحور حول تقرير تأسيسي شاركت في تطويره الوزارة وWifOR – تعكس الالتزام باستخدام بيانات قوية لتوضيح كيف يولد الابتكار الصحي عوائد مجتمعية واقتصادية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

وأشار الأحول إلى أن تواجد شركة روش منذ فترة طويلة في مصر ركز باستمرار على تقديم حلول تشخيصية وعلاجية عالية القيمة مع تعزيز القدرات المحلية. وسلط الضوء على الشراكات مع GYPTO Pharma وEva Pharma في عامي 2022 و2023، والتي دعمت التصنيع المحلي للمستحضرات البيولوجية المتقدمة ووسعت القدرة الصناعية والقوى العاملة العلمية في مصر.

وفي معرض مناقشة التعاون بين القطاعين العام والخاص، قال إن شراكة روش التي استمرت لما يقرب من 40 عامًا مع نظام الرعاية الصحية المصري تمثل نموذجًا للتعاون المستدام، مما يؤكد أهمية التوافق مع الاستراتيجيات الوطنية، وتعزيز الأهداف المشتركة، وضمان أن الابتكار يحقق فوائد قابلة للقياس للمرضى. كما أوجز أيضًا العديد من المبادرات الجارية التي تهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى الأدوية المبتكرة.

تواصل شركة روش دعم إصلاحات الرعاية الصحية الوطنية من خلال برامج الكشف المبكر، والتشخيصات المحسنة، والعلاجات المتقدمة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك مساهمة الشركة في المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، والتي تعزز المسار الكامل لرعاية مرضى سرطان الثدي – بدءًا من الفحص وحتى العلاج والمتابعة. وبعيدًا عن علاج الأورام، تساهم شركة روش في مبادرات التهاب الكبد ودخلت مؤخرًا في شراكة مع الهيئة العامة للتأمين الصحي لتعزيز إدارة الرعاية الصحية لطب العيون.

وتماشياً مع رؤية 2030، أكد الأحول التزام شركة روش ببناء قدرات الرعاية الصحية الوطنية. وتستثمر الشركة بكثافة في تدريب فرق متعددة التخصصات، وتمكين المواهب المحلية، ودعم التحول الرقمي لأنظمة الرعاية الصحية. يظل نقل التكنولوجيا والبرامج التعليمية المستمرة عنصرًا أساسيًا في هذا النهج، مما يساعد على تنمية الخبرة العلمية والتقنية اللازمة لنظام رعاية صحية حديث ومستدام.

أوضح دينيس أوستفالد، الرئيس التنفيذي لمعهد WifOR، المفهوم الأساسي وراء إطار “القيمة المجتمعية للصحة” المعترف به عالميًا التابع لـ WifOR. ووصفه بأنه نموذج قائم على أسس علمية يوضح سبب وجوب النظر إلى الصحة كاستثمار وليس إنفاق. وأشار إلى أن السكان الأصحاء هم أكثر إنتاجية، وأكثر قدرة على التعلم والعمل، وأكثر قدرة على المساهمة في التنمية الوطنية. وعلى الصعيد العالمي، ساهم قطاع الصحة بنسبة 7.6% في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 – أي ما يعادل 6.3 تريليون دولار – ودعم 194 مليون وظيفة، مما يوضح بوضوح الأثر الاقتصادي للاستثمار في الصحة.

وأكد أوستفالد أن منهجية WifOR تختلف عن تقييم التكنولوجيا الصحية التقليدية (HTA) من خلال تقديم منظور أوسع وأكثر شمولاً. بينما يركز HTA بشكل أساسي على الفعالية السريرية وتكاليف الرعاية الصحية المباشرة، فإن نموذج القيمة المجتمعية للصحة يقيس فوائد أوسع مثل مكاسب الإنتاجية والرعاية غير مدفوعة الأجر والابتكار وتنمية رأس المال البشري والمرونة المالية. وهذا يمكّن الحكومات من اتخاذ قرارات أكثر استدامة وقائمة على التأثير.

وفي معرض مناقشة الدراسة المشتركة لسرطان الثدي التي أجريت مع وزارة الصحة، سلط أوستوالد الضوء على أن علاجات سرطان الثدي الإيجابية لـ HER2 في مصر حققت عوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة. وساعدت العلاجات المبتكرة في تجنب خسائر في الإنتاجية تقدر بنحو 45 مليون دولار – أي ما يعادل حوالي 21% من تكلفة بناء مستشفى متخصص. وأشار إلى أن 62% من خسائر الإنتاجية التي تم تجنبها كانت مرتبطة بالعمل غير مدفوع الأجر، بما في ذلك تقديم الرعاية والمسؤوليات المنزلية، مما يؤكد القيمة الاقتصادية التي يتم تجاهلها في كثير من الأحيان للعمل غير مدفوع الأجر في المجتمع المصري.

وأضاف أن الدراسة ركزت على نوع فرعي واحد فقط من سرطان الثدي ومجموعة محدودة من العلاجات، مما يشير إلى أن القيمة المجتمعية الإجمالية لجميع أنواع السرطان ستكون أكبر بكثير.

ووصف أوستوالد مصر بأنها مثال رائد بين البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تطبق هذه المنهجية. وقد أدت القيادة الحكومية القوية – وخاصة من خلال وزارة الصحة والمبادرات الرئاسية – إلى التنفيذ الفعال والمشاركة العامة. ويؤدي هذا النهج الاستباقي إلى تعزيز المرونة الاقتصادية، وتعزيز النتائج الصحية، ووضع مصر في مكانة رائدة إقليميا.

وأعرب عن ثقته في أن مصر يمكن أن تصبح نموذجًا إقليميًا، مشيرًا إلى أنها بالفعل واحدة من أكثر الدول تقدمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تبني إطار القيمة المجتمعية للصحة. وقال إن التزامها بالابتكار وصنع السياسات القائمة على الأدلة لديه القدرة على إلهام الدول الأخرى التي تسعى إلى إصلاحات مستدامة في مجال الرعاية الصحية.

شارك المقال
اترك تعليقك