أصدر زعماء الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي “إعلان القاهرة” يوم الخميس، في أعقاب ذلك استنتاج قمتهم في القاهرة. ويحدد الإعلان الالتزام بتعزيز الشراكات وتعزيز التنمية الاقتصادية بين الدول الأعضاء.
صدر “إعلان القاهرة” عقب القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني، الذي كان تحت شعار “الاستثمار في الشباب ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد”. ويؤكد الإعلان حرص المنظمة على مبادئ الأخوة والسلام والحوار والعدالة والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية. التي كانت أنشئت عند تأسيس المنظمة. الدول الأعضاء تتكون من بنجلاديش، مصر، إندونيسيا، إيران، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، تركيا.
ويؤكد الإعلان على أهمية الوحدة والمساواة والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي. ويؤكد من جديد الالتزام بتعزيز الشراكات في المجالات الرئيسية، بما في ذلك الزراعة والأمن الغذائي والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والصناعة وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والنقل. بهدف الترويجالتنمية الشاملة والعادلة بين الدول الأعضاء.
وأكد القادة التزامهم بتنفيذ خارطة الطريق العشرية لمجموعة الثماني للأعوام 2020-2030، والتي تسعى إلى تعميق التعاون الاقتصادي بما يتماشى مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية. كما أكدوا إيمانهم بالتعددية وأهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الأخرى، مثل الأمم المتحدة واللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك). كما أبرز إعلان القاهرة أهمية التعاون فيما بين بلدان الجنوب لتعزيز التنمية المستدامة. سلامومعالجة التحديات العالمية مثل الفقر وتغير المناخ وعدم المساواة.
وشدد الزعماء على الحاجة إلى التفعيل الكامل لاتفاقية التجارة التفضيلية لمجموعة الثمانية، واتفاقية مجموعة الثمانية المتعددة الأطراف بشأن المساعدة الإدارية في المسائل الجمركية، الاتفاق بشأن تبسيط إجراءات التأشيرة لرجال الأعمال. كما دعا الإعلان إلى التحول من اتفاقية التجارة التفضيلية إلى أداة أكثر تقدمية، مثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة. علاوة على ذلك، أكد القادة أهمية تعزيز فرص الاستثمار وزيادة التجارة بين الدول الأعضاء من خلال آليات فعالة، بما في ذلك المنصات الإلكترونية. كما التزموا بتعزيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في القطاعات الناشئة مثل التجارة الرقمية والتكنولوجيا المالية.
وجاء في إعلان القاهرة أن الدول الأعضاء سوف تعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار ودراسة المؤشرات الرئيسية لتقييم فرص التحول الرقمي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. كما سلطوا الضوء على أهمية معالجة تغير المناخ في سياق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر.
وأشار الإعلان إلى التقدير لقيادة بنجلاديش منذ توليها الرئاسة في أبريل 2021. كما أشاد بمصر لاستضافتها القمة الحادية عشرة لمجموعة الثمانية ورحب بمصر كرئيس جديد للمنظمة. علاوة على ذلك، اعترف الإعلان بعمل الأمين العام لمجموعة الثمانية السفير إسحاق عبد القادر إمام، ورحب بالتعاون مع المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية.
وأشاد الزعماء بإنشاء مجلس تنمية الشباب لمجموعة الثمانية، الذي ستستضيفه بنجلاديش، وشجعوا الدول الأعضاء على دعم عمله. كما رحبوا بمبادرة إيران لإنشاء آلية مجموعة الثمانية لدعم الأفكار المبتكرة لشباب مجموعة الثمانية. وبالإضافة إلى ذلك، أقر الزعماء بالتزام نيجيريا باستضافة مركز تنمية مجموعة الثماني للشركات الصغيرة والمتوسطة في أبوجا.
وأشار الإعلان أيضًا إلى التقدم المحرز في تعزيز السياسات التجارية، بما في ذلك من خلال الاجتماع الثالث لمجلس وزراء التجارة لمجموعة الثمانية للتنمية الصناعية (IDG-8) في دكا والاجتماع غير الرسمي لمجلس وزراء التجارة لمجموعة الثمانية للتنمية الصناعية في إسطنبول. . ومن المقرر أن تستضيف مصر الاجتماع الرابع لمجلس وزراء التجارة IDG-8 في عام 2025.
وشدد القادة أيضًا على أهمية الاقتصاد الحلال، واتفقوا على تعزيز التعاون في هذا القطاع من خلال مبادرات بناء القدرات وتبادل أفضل الممارسات. كما وجهوا أمانة مجموعة الثمانية للتنمية الصناعية بدراسة سبل تسهيل حركة رجال الأعمال بين بلدان مجموعة الثمانية.
كما تناول الإعلان أهمية الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي والتنمية الريفية. كما أشادوا بجهود مركز بحوث مجموعة الثماني للتنمية الزراعية والأمن الغذائي في باكستان. كما التزم القادة بتعزيز التعاون في مجال السياحة المستدامة والتبادل الثقافي والحفاظ على التراث، ومن المقرر أن تستضيف مصر الاجتماع الوزاري الرابع للسياحة في مجموعة الثماني في أسوان عام 2025. كما تمت الإشادة بالأمانة العامة لإطلاقها أول مدينة سياحية في مجموعة الثماني. الجائزة، مع اختيار أنطاليا، تركيا كأول متلقي.
كما أقر الزعماء بالحاجة إلى تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، وتعزيز تطوير وتطبيق تكنولوجيات توفير الطاقة والطاقة المتجددة. وشددوا أيضًا على أهمية الاتصال، بما في ذلك الاتصال الجوي والطيران المدني. وأخيرا، ذكروا أن التدابير المتخذة لمكافحة تغير المناخ لا ينبغي أن تكون وسيلة لتقييد التجارة الدولية. كما دعوا إلى توفير التمويل من الدول المتقدمة إلى الدول النامية من أجل التحول العادل للطاقة. ال واختتم الإعلان بالإشارة إلى أهمية الاقتصاد القائم على المحيطات في دعم أهداف المجموعة.
تأسست منظمة الثماني للتعاون الاقتصادي، والمعروفة أيضاً باسم الدول الثماني النامية، في إسطنبول عام 1997. وهي تضم بنجلاديش، ومصر، وإندونيسيا، وإيران، وماليزيا، ونيجيريا، وباكستان، وتركيا. الهدف الأساسي للمنظمة هو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء فيها، والذي يهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي، واستدامة التنمية، ورفع مستويات المعيشة. ويتم تحقيق ذلك من خلال تركيز الجهود على تحسين وتعزيز التعاون في العديد من المجالات الرئيسية بما في ذلك الزراعة والتجارة والنقل والصناعة والطاقة والسياحة.