أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال زيارته لواشنطن، الأربعاء، اجتماعات محورية مع زعماء مجلس الشيوخ الأمريكي، مؤكدا التزام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة ومعالجة الوضع في قطاع غزة إلى جانب مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
أفاد أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن مباحثات الوزير شكري شملت لقاءات مع السيناتور الديمقراطي كريس كونز، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ؛ والسيناتور الجمهوري تيد كروز، عضو لجنة العلاقات الخارجية؛ والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو، نائب رئيس لجنة الاستخبارات وعضو لجنتي العلاقات الخارجية والمخصصات. وضمت الاجتماعات أيضا السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، زعيم الأقلية في اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، والسيناتور الديمقراطي بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية.
وأعرب الوزير شكري عن التزام مصر بالشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، مسلطًا الضوء على الطبيعة المتعددة الأوجه لهذه العلاقة بين الحزبين.
وتناولت الحوارات مع المسؤولين الأمريكيين مختلف جوانب التعاون الثنائي، واستكشاف سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري. وأعرب الوزير شكري عن حرص مصر على استضافة منتدى القاهرة للمستقبل الاقتصادي العام المقبل، مما يمثل علامة فارقة في العلاقات التجارية. وأشاد بالخطوات الإيجابية في العلاقات الاقتصادية بعد جولة الحوار الاستراتيجي في أواخر عام 2021 وافتتاح اللجنة الاقتصادية المشتركة في مايو 2023، والتي ساهمت في زيادة القيمة التجارية وتعزيز التعاون في قطاعات تغير المناخ والاستثمار والطاقة المتجددة.
وشدد الوزير شكري على الضرورة الملحة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان توصيل المساعدات الإنسانية بشكل مستمر. وأكد مجددا رفض مصر للتهجير القسري أو إعادة توطين اللاجئين والنازحين الفلسطينيين خارج أراضيهم الأصلية.
كما أوضح أيضًا اصطفاف مصر مع موقف الإدارة الأمريكية ضد المقترحات التي تهدد بتفاقم عدم الاستقرار الإقليمي وتقويض القضية الفلسطينية، مسلطًا الضوء على احتمال تصعيد الصراعات ومخالفة القانون الدولي والمعايير الإنسانية، فضلاً عن مسؤوليات إسرائيل باعتبارها كيانًا محتلًا.
وأقر أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي بالأهمية الإستراتيجية للعلاقات الأمريكية المصرية وضرورة تحصينها، مدركين للتحديات التي يفرضها الوضع في قطاع غزة على الاستقرار الإقليمي. وعلى العكس من ذلك، أشاد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بدور مصر في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط ومساهماتها في جهود السلام، بما في ذلك تبادل الأسرى، وأعربوا عن امتنانهم لمساعدة مصر في إجلاء المواطنين الأمريكيين من غزة.
وتحدث شكري مع مجموعة أصدقاء مصر في الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء، حيث سلط الضوء على الدور الحاسم للمجموعة في دعم التحالف الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة. ويعد هذا التعاون حيويا بشكل خاص وسط تصاعد التحديات الإقليمية والدولية.
وأعرب الوزير شكري عن امتنانه للدعم الذي قدمته المجموعة والذي كان له دور فعال في تعزيز العلاقات الثنائية. ويتوقع استمرار الجهود المشتركة لتعزيز السلام الدولي، ودعم النمو الاقتصادي في مصر، ومواجهة التحول الاقتصادي والاجتماعي المستمر في البلاد، مع معالجة أي عوامل يمكن أن تؤدي إلى توتر العلاقات المصرية الأمريكية.
وتناول الاجتماع المخاوف الإقليمية الملحة، مع إعطاء الأولوية للصراع في قطاع غزة. وتم التأكيد على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين الفلسطينيين، إلى جانب الحاجة الملحة إلى إعادة إطلاق عملية السلام على أسس متينة وجديدة لتسهيل إنشاء دولة فلسطينية ضمن إطار زمني محدد. كما تناولت المناقشات الأوضاع في السودان وليبيا، بالإضافة إلى التطورات المحيطة بقضية سد النهضة الإثيوبي الكبير.