شكري يدعو إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

فريق التحرير

قال وزير الخارجية سامح شكري، إن قطاع غزة يعاني من حصار وحشي منذ سنوات، وأن إسرائيل لا تزال تنتهج سياسة التهجير القسري التي يرفضها العالم. وقال إن إسرائيل لا تطلق تصريحات ودعوات لطرد سكان غزة من أراضيهم فحسب، بل تخلق واقعا قاسيا على الأرض لتصفية قضيتهم من خلال فصل الشعب عن أرضه والاستيلاء عليها.

وقال إن المجتمع الدولي فشل في منع ذلك، كما فشل مرارا في الماضي في مواجهة الانتهاكات والممارسات غير القانونية التي تمارسها إسرائيل، مثل الضرب والهدم والقتل خارج نطاق القانون، والتي صمت عنها المجتمع الدولي.

وأكد شكري رفض مصر لأية محاولات لإنهاء القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وحث المجتمع الدولي على منع الممارسات التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك. وأشار إلى أن مصر نجحت بالتعاون مع قطر في تفعيل صفقة تبادل الأسرى، وستواصل جهودها لتمديد التهدئة ووقف إطلاق النار.

وأكد أن مصر طالبت منذ اليوم الأول بالإفراج عن الرهائن والمدنيين والأبرياء، لكنه تساءل عن الموقف الدولي تجاه الأسرى والأطفال والنساء الفلسطينيين الذين يتعرضون لظروف اعتقال قاسية دون تهمة أو محاكمة. وسأل عما إذا كانوا ليسوا أيضاً رهائن لدى سلطة الاحتلال.

“لقد أدانت مصر بأشد العبارات استهداف المدنيين من أي جهة كانت منذ بداية الأزمة، لكن الدمار في قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث تم استهداف النظام الصحي بأكمله وهدم نصف المنازل. وقال إن هذه انتهاكات جسيمة وواضحة للقانون الدولي ومأساة حقيقية بكل معنى الكلمة لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة.

وأضاف: “ما زلنا نستغرب أن تمتنع الدول التي تدعي أنها مدافعة عن حقوق الإنسان والشرعية الدولية عن وصف ذلك بأنه انتهاك للقانون الدولي الإنساني، وتكتفي بالدعوة إلى احترام هذا القانون.

وقال الوزير شكري إن تصرفات إسرائيل في غزة لا يمكن تبريرها بمفهوم الدفاع عن النفس، لأنها تنتهك القانون الإنساني الدولي.

وأضاف: “الدفاع عن النفس لا يسمح بتدمير حياة السكان تحت الاحتلال، رغم تحذيراتنا وتحذيرات دول العالم من استهداف المدنيين في قطاع غزة”. وقال إن ما تفعله إسرائيل منذ أكثر من 50 يوما لا يمكن تفسيره إلا بسياسة ممنهجة لجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة وإجبار سكان شمال غزة على الفرار إلى الجنوب.

وقال إن مصر تعمل مع شركائها في اللجنة التي شكلتها القمة العربية الإسلامية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقدمت مشروعا غير مسيس يقوم على إنقاذ 2.5 مليون إنسان بريء في قطاع غزة. وقال إن هذا المشروع أدى إلى زيادة كبيرة في حجم المساعدات لقطاع غزة، وأن مصر قدمت وساهمت بنسبة 70% منها. ومع ذلك، قال إن هذا لا يكفي.

وحث شكري المجتمع الدولي على عدم تبني معايير مزدوجة وترك الأطفال بلا مأوى في ظروف قاسية للغاية مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال: “لا نرى بديلاً لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع والأسباب الحقيقية للمآسي التي نشهدها اليوم.

وشدد على أنه “بدون ذلك فإن نتائج كل جهودنا ستكون مؤقتة وستتكرر دورات العنف ولن يتحقق الأمن والاستقرار الذي تنشده المنطقة، بما في ذلك إسرائيل نفسها”.

“يجب علينا جميعا أن نتفق على حل الدولتين، وأن نعترف بالدولة الفلسطينية من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي لم تفعل ذلك. كما أدعو المجلس إلى قبول العضوية الكاملة لفلسطين”.

شارك المقال
اترك تعليقك