أجرى وزير الخارجية سامح شكري، الأحد، اتصالا هاتفيا مع نظيريه الأردني والسعودي أيمن الصفدي والأمير فيصل بن فرحان، لتنسيق الجهود العربية لمعالجة العنف المتصاعد في غزة والهجمات على المدنيين الفلسطينيين. كما حثهم على العمل معًا لتحقيق وقف إنساني فوري لإطلاق النار من شأنه إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة الناس في الجيب المحاصر.
وقال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الاتصالات الهاتفية تأتي في إطار المشاورات الجارية بين الدول العربية للتعامل مع العدوان العسكري غير المسبوق على غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من سبعة آلاف فلسطيني خلال ثلاثة أسابيع.
كما التقى شكري، اليوم الأحد، ديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، وشدد على ضرورة تحرك دولي جاد ومنسق لوقف إراقة الدماء وحماية المدنيين من المزيد من الأذى. ورفض المبررات الكاذبة المتمثلة في “الدفاع عن النفس” أو “محاربة الإرهاب” التي تستخدمها إسرائيل لمواصلة هجومها.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، إن اللقاء ناقش الوضع الإنساني في غزة وضرورة زيادة التنسيق بين كافة الأطراف لضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام. وأشار إلى الجهود المصرية بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لإرسال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح الذي يواجه معوقات من الجانب الإسرائيلي.
وشدد شكري على أن تقديم المساعدات ما هو إلا جانب واحد من جوانب معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، ويجب ألا يكون مصحوبا بتوسيع العمليات البرية الإسرائيلية داخل القطاع. وحذر من العواقب الوخيمة لمثل هذه الخطوة على المستويين الإنساني والأمني وتأثيرها المحتمل على انتشار العنف وتهديد السلام والاستقرار في المنطقة.
وأعرب المبعوث الأمريكي عن تقديره للدور المهم الذي تلعبه مصر في تسهيل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والتنسيق الثنائي مع منظمات الأمم المتحدة. وشدد على ضرورة مواصلة العمل معًا لضمان توصيل المساعدات بشكل مستدام وكامل، وتخفيف معاناة المدنيين في غزة.
وفي لقاء آخر، بحث الوزير شكري مع نظيرته البلجيكية الحاجة لحبيب المخاطر الجسيمة للعمليات البرية الإسرائيلية في غزة. ودعا إلى تنسيق الجهود الدولية لوقف الحرب وحماية المدنيين استنادا إلى قمة القاهرة للسلام. وحذر من التبعات الإنسانية والأمنية الوخيمة للسياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، مثل القصف والحصار والتهجير، والتي تنتهك القانون الإنساني الدولي. ورفض أي محاولات للنيل من القضية الفلسطينية على حساب المنطقة.
واعترفت وزيرة الخارجية البلجيكية بالتحديات التي تواجهها مصر بسبب الأزمة، وأعربت عن اهتمامها برؤية مصر لدعم القضية الفلسطينية وإحياء عملية السلام. وأشادت بقيادة مصر في تحقيق السلام في المنطقة وخبرتها في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي وقت لاحق، تلقى شكري اتصالا هاتفيا من فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، تناول الوضع الإنساني في غزة وتنسيق الجهود الدولية لتقديم المساعدات. وشدد شكري على دور المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة في تخفيف معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون للعقاب الجماعي من قبل إسرائيل، من قصف وحصار وتهجير، والذي ينتهك كافة القوانين الدولية والإنسانية.