حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري. ودعا إلى تجنب مخاطر تصعيد الصراع والعواقب السلبية لأي غزو إسرائيلي لرفح الفلسطينية.
وتحدث شكري، في جلسة بعنوان “نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي التهدئة”، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن. وقال إن نزوح السكان، سواء داخليا أو خارجيا، يعد انتهاكا للقانون الدولي والإنساني.
وجدد أهمية قيام الجهات الدولية بالضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية ومحاولاتها تهجير سكان غزة أو إنهاء القضية الفلسطينية. وشدد شكري على ضرورة أن تأخذ الأطراف الدولية مسؤولياتها القانونية والإنسانية على محمل الجد، والتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
والتقى شكري، السبت، مع إسبن بارث إيدي، وزير خارجية النرويج، على هامش المؤتمر.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، إن الوزيرين بحثا الوضع الإنساني المتفاقم في غزة وخطوات تنفيذ قرار مجلس الأمن 2720 وتفعيل الآلية الأممية ذات الصلة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأطلع شكري نظيره النرويجي على نتائج الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها مصر مع الأطراف الدولية الرئيسية لإزالة العقبات التي أقامتها إسرائيل لمنع دخول المساعدات.
وشدد على أهمية الدعم السياسي الكامل من المجتمع الدولي للمنسقة العامة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لإنجاح المهام الموكلة إليها بموجب قرار مجلس الأمن لتسريع إيصال شحنات المساعدات إلى غزة.
وتبادل الوزيران وجهات النظر وتقييماتهما بشأن خطورة الوضع الحالي في غزة في ضوء خطط إسرائيل لشن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب غزة، والتي تعد الملاذ الأخير لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني من غزة.
وطالب شكري كافة الأطراف الدولية بالضغط على إسرائيل لوقف هذه المخططات التي من شأنها أن تتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
كما أكد الجانبان رفض بلديهما التام لجميع المحاولات التي تقوم بها إسرائيل لإجبار أهل غزة على الخروج من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية. وعكست المناقشات الاتفاق على الدور الحيوي الذي تلعبه الأونروا والذي لا يمكن الاستغناء عنه في دعم الفلسطينيين.
وشدد الوزيران على أهمية الاستمرار في تقديم الدعم المالي الكافي للوكالة للقيام بمهامها، وحثا الدول التي أوقفت تمويلها للوكالة على التراجع عن هذا القرار الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة، نظرا لأهمية الأونروا الأساسية. دورها في توزيع المساعدات والتعامل مع مختلف جوانب الأزمة الإنسانية في غزة.
كما أكدوا على أهمية استمرار المجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لسكان القطاع بشكل كاف ومستدام.
كما التقى شكري، اليوم السبت، مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية. وتطرق اللقاء إلى آخر تطورات الوضع الأمني والإنساني في غزة، حيث تبادل شكري وبوريل تقييماتهما ونتائج اتصالاتهما مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأوضاع المتصاعدة في القطاع.
كما ناقش الجانبان عدة مبادرات لإنهاء الأزمة من خلال التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل المعتقلين وتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.