تركز القمة الافتتاحية بين الاتحاد الأوروبي ومصر على الاستثمار وغزة والهجرة

فريق التحرير

عقد الاتحاد الأوروبي ومصر أول قمة ثنائية على الإطلاق في بروكسل يوم الأربعاء، وتعهدا بتعميق شراكتهما الاستراتيجية حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 75 مليون يورو ووعد بتعزيز الاستثمار في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

وركزت القمة، التي حضرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، مع مناقشات تغطي الأمن الإقليمي والتجارة والهجرة.

وقال كوستا: “ستكون قمتنا الثنائية الأولى فرصة ممتازة لتعميق شراكتنا والتعاون في مواجهة تحدياتنا المشتركة وإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لعلاقتنا”.

وعلى هامش القمة، ألقى السيسي وفون دير لاين كلمة أمام مؤتمر الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وهو حدث حضره أكثر من 400 ممثل من أكثر من 60 شركة أوروبية و100 شركة مصرية، بالإضافة إلى 15 مؤسسة مالية دولية.

أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة بقيمة 75 مليون يورو لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والنمو الشامل في مصر. تعد المنحة جزءًا من إطار مالي كلي أكبر تم اعتماده في مارس 2024، والذي يتوقع استثمارًا إجماليًا قدره 7.4 مليار يورو في مصر خلال الفترة 2024-2027. كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن انضمام مصر إلى صندوق “آفاق” التابع له والذي تبلغ قيمته 175 مليار يورو للبحث العلمي والابتكار.

وقال السيسي في كلمته أمام مؤتمر الاستثمار، إن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري والاستثماري الأول لمصر، حيث يمثل حوالي 27% من تجارتها الخارجية و32% من رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024.

وقال السيسي: “أنا على يقين أن مصر اليوم تمثل فرصة حقيقية وملموسة لمجتمع الأعمال الأوروبي، وليس مجرد شريك قريب جغرافيا”، داعيا الشركات إلى النظر إلى مصر على أنها “شريك إنتاجي موثوق به” وبوابة للأسواق الإفريقية والعربية.

وسلط الضوء على برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه حكومته، والذي أدى إلى رفع التصنيف الائتماني ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.4% في الربع الأخير من العام المالي 2024/2025. وأشار السيسي أيضًا إلى موقع مصر الاستراتيجي وحوافز الاستثمار والاستقرار السياسي كمزايا رئيسية للشركات الأوروبية، خاصة في قطاعات مثل الأدوية والسيارات والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

من جانبها، قالت فون دير لاين أمام المؤتمر إن وجود هذا العدد الكبير من ممثلي الأعمال “يعكس حقيقة بسيطة: مجتمعاتنا تدرك أن هناك فرصًا جديدة لأن مصر وأوروبا تقتربان أكثر من أي وقت مضى”.

وأشارت إلى أن أوروبا ظلت لسنوات أكبر شريك لمصر، حيث بلغت صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي ثلاثة أضعاف صادراتها إلى الولايات المتحدة والهند والصين مجتمعة. وأعلنت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فتح مصانع الذكاء الاصطناعي أمام الشركاء في جنوب البحر الأبيض المتوسط، مما يسمح للشركات الناشئة المصرية باختبار التكنولوجيا الخاصة بها واستخدام قدرات الحوسبة الأوروبية.

وقالت “دعونا نبني جسرا جديدا بين مصر وأوروبا ونعبره معا لخلق مستقبل أقوى لكلا الجانبين”.

وتأتي القمة في أعقاب رفع العلاقة إلى “شراكة استراتيجية شاملة” في مارس 2024. وتأتي العلاقات المتعمقة في الوقت الذي تضرر فيه الاقتصاد المصري بشدة من العديد من الأزمات العالمية والإقليمية، بما في ذلك تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤخرًا، الانخفاض الحاد في إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر.

وقبل القمة، التقى السيسي مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاجا كالاس. وقال مكتب الرئيس إنه استعرض دور مصر في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة وجهودها للحد من الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أنه لم تغادر أي قوارب مهاجرين من مصر منذ عام 2016. وأشاد كالاس بدور مصر الحيوي في تحقيق الاستقرار ليس فقط في غزة ولكن أيضا في السودان وغيرها من البلدان المتضررة من الأزمات.

شارك المقال
اترك تعليقك