اليونيدو وشركاؤها يوسعون مبادرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدائرية في مصر، ويكشفون عن استراتيجية شراكة جديدة

فريق التحرير

احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ووفد الاتحاد الأوروبي في مصر، والحكومة الفنلندية، ووزارة الصناعة المصرية، جنبًا إلى جنب مع شركاء التكنولوجيا الرئيسيين بما في ذلك Orange Group وNokia وCordon، بالتقدم الذي أحرزه مشروع One Circle التجريبي منذ إطلاقه في عام 2023.

خلال هذا الحدث، أعلن أصحاب المصلحة عن المرحلة التالية من المبادرة، مع شرح تفاصيل توسعها، وشراكات استراتيجية جديدة، وخريطة طريق حتى عام 2026. وأقيم الحدث تحت شعار “دائرة واحدة – معالم التغيير”، وسلط الضوء على كيفية تحويل المشروع للتدوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر من طموح مفاهيمي إلى واقع عملي من خلال الجهود المنسقة بين القطاع الخاص والحكومة وشركاء التنمية.

ويتمثل جزء أساسي من هذا التقدم في إنشاء مركزين رئيسيين: خط إصلاح معدات الشبكات الذي تم تطويره بالتعاون مع Nokia وDSV، ومركز تجديد الهواتف الذكية الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع Upgrade وE-Tadweer وOrange Egypt. تمثل هذه المراكز تحولًا كبيرًا في كيفية إدارة الأجهزة الإلكترونية طوال دورة حياتها.

وقال موجي دولون، مدير البرنامج في اليونيدو، إن One Circle يوضح أن الاقتصاد الدائري هو نموذج قابل للتطبيق يوفر القيمة الاقتصادية والاستدامة والتنمية على مستوى القطاع. وأشارت إلى أن المركزين قاما بإصلاح أكثر من 300 وحدة شبكة وبيع أكثر من 1300 هاتف ذكي مُجدد معتمد من خلال أورانج مصر، وهو دليل واضح على زيادة ثقة المستهلك في الأجهزة الدائرية المستدامة وبأسعار معقولة.

وقام المشروع أيضًا بجمع 10.22 طنًا من النفايات الإلكترونية وأكثر من 2000 هاتف محمول من خلال القنوات الرسمية، مما يضمن المعالجة المناسبة وتقليل الأثر البيئي للنفايات غير المدارة. من خلال إطالة دورات حياة الأجهزة وتعزيز إعادة الاستخدام، ساعدت One Circle في تجنب 70,918 كجم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وبعيدًا عن البنية التحتية، أعطى المشروع الأولوية لبناء القدرات – مما أدى إلى خلق أكثر من 60 فرصة عمل في أنشطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدائرية، وتقديم التدريب المهني، وتوسيع شبكة الشركاء من 15 كيانًا عند الإطلاق إلى 44 كيانًا اليوم. ويعكس هذا النمو تأثيره المتوسع عبر سلاسل القيمة الفنية واللوجستية والتنظيمية.

وتأتي هذه الإنجازات في وقت حرج، حيث تظل مصر أكبر منتج للمخلفات الإلكترونية في أفريقيا، مما يؤكد الحاجة إلى حلول دائرية قابلة للتطوير. وأظهر المشروع أيضًا أن التغيير السلوكي أمر ممكن: فقد سجلت برامج التوعية المدرسية تحسنًا بنسبة 100% في فهم الطلاب للنفايات الإلكترونية، في حين وصلت أنشطة التوعية إلى أكثر من 3000 شخص عبر المدارس والقرى والمجتمعات الريفية.

وشددت سفيرة فنلندا لدى مصر، ريكا إيلا، على أهمية التعاون الدولي، قائلة: “تدعم فنلندا المبادرات في مصر لأن التحديات مثل الحد من النفايات هي تحديات كوكبية بطبيعتها وتتطلب تجميع الخبرات عبر الحدود. ويعد التعاون، بما في ذلك الجهود المبذولة بين الحكومة، ضروريًا لضمان الانتقال السلس والمستدام إلى الاقتصاد الدائري.”

وقال لورينزو فينجوت هارينجتون، رئيس فريق التحول الأخضر والمستدام في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر: “تركز مبادرة SWITCH2CE على تعزيز الممارسات المستدامة المتوافقة تمامًا مع مبادئ الاقتصاد الدائري للاتحاد الأوروبي”.

وفي ختام الحدث، أشار عماد عبد الحميد إلى أن “دائرة واحدة” تتوافق مع الاستراتيجية الصناعية لمصر 2025-2030 ورؤية 2030، والتي تهدف إلى رفع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 20%، وزيادة الصناعات الخضراء إلى 5% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع العمالة الصناعية إلى سبعة ملايين وظيفة بحلول عام 2030.

واعتبارًا من عام 2026، سيعمل المشروع على توسيع نطاق عمليات الإصلاح والتجديد، وتعزيز القنوات الرسمية لجمع النفايات الإلكترونية، ودعم التطوير التنظيمي. كما تعمل أيضًا على توسيع شراكاتها الإستراتيجية، بما في ذلك الآن Raya Trade و The Grek Campus، مما يضع مصر كنموذج إقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدائرية.

شارك المقال
اترك تعليقك