المركزي يقرر اليوم سعر الفائدة وسط توقعات بتثبيتها للمرة الثالثة على التوالي

فريق التحرير

يقرر البنك المركزي المصري، الخميس، مصير سعر الفائدة على الجنيه المصري، ويتوقع محللون في السوق على نطاق واسع أن يختار البنك المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية للمرة الثالثة على التوالي.

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري في 18 يوليو/تموز الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند 27.25% للودائع، و28.25% للإقراض، و27.75% للعمليات الرئيسية والائتمان والخصم. وجاء هذا القرار في أعقاب موقف مماثل اتخذته في 23 مايو/أيار الماضي.

وقد تم تحديد المعدلات الحالية في 6 مارس/آذار عندما رفعتها لجنة السياسة النقدية بنسبة 6% في اجتماع استثنائي، ليصل إجمالي الزيادة منذ بداية عام 2024 إلى 8%. وترى اللجنة أن الإبقاء على هذه المعدلات مناسب في الوقت الحالي، حيث أنها تدعم الاتجاه الهبوطي المستمر للتضخم. وستواصل لجنة السياسة النقدية تقييم تأثير قراراتها على الاقتصاد، مع مراعاة الظروف النقدية المشددة المستمرة والبيانات القادمة. وأكدت اللجنة التزامها بمراقبة التطورات الاقتصادية عن كثب وتقييم المخاطر التي تهدد توقعات التضخم.

وبحسب لجنة السياسة النقدية، فإن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة الرئيسية سيعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس أرقام التضخم الحالية. وأكدت اللجنة أنها لن تتردد في استخدام كافة أدوات السياسة النقدية المتاحة للحفاظ على الظروف النقدية التقييدية، بهدف خفض التضخم بشكل مستدام واستقرار الأسعار في الأمد المتوسط.

وينتظر السوق بفارغ الصبر بيانات التضخم لشهر أغسطس/آب، والتي من المقرر أن يصدرها البنك المركزي المصري والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الثلاثاء المقبل.

وفي وقت سابق، أعلن البنك المركزي المصري أن معدل التضخم الأساسي السنوي انخفض إلى 24.4% في يوليو 2024، مقابل 26.6% في يونيو. وسجل التغير الشهري في مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يحسبه البنك المركزي، -0.5% في يوليو 2024، مقابل 1.3% في يوليو 2023 و1.3% في يونيو 2024.

كما أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن التغير الشهري في الرقم القياسي لأسعار المستهلك للحضر بلغ 0.4% في يوليو 2024، انخفاضاً من 1.9% في يوليو 2023 و1.6% في يونيو 2024. كما بلغ معدل التضخم السنوي للحضر 25.7% في يوليو، انخفاضاً من 27.5% في يونيو.

وتوقعت عدة بنوك استثمارية، منها المجموعة المالية القابضة، وبلتون، ونعيم، وزيلا كابيتال، وسي آي كابيتال، والأهلي فاروس، ومباشر المالية، وتندير، والعربي الأفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية، وكايرو كابيتال، وإتش سي لتداول الأوراق المالية، أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الخميس.

وأشار استطلاع أجرته رويترز إلى أن المحللين يتوقعون أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الخميس، نظرا لاستمرار تراجع التضخم. وكان متوسط ​​التوقعات بين 15 محللا استطلعت رويترز آراءهم أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة على الودائع عند 27.25% وسعر الفائدة على الإقراض عند 28.25%. وتوقع محلل واحد فقط خفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس.

وقال جيمس سوانستون من كابيتال إيكونوميكس: “نتوقع أن يبقي البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغيير مع بقاء التضخم أعلى بكثير من المستهدف”. وأضاف: “ومع ذلك، فإن الزخم يتجه في الاتجاه الصحيح، ومع الانخفاض الحاد في سعر الفائدة الرئيسي المتوقع في أوائل عام 2025، سيتحول الاهتمام إلى موعد حدوث أول خفض لأسعار الفائدة. لقد حددنا الربع الأول من عام 2025 باعتباره التوقيت المحتمل”.

وأشار الخبير المصرفي البارز محمد عبد العال إلى أن معدلات التضخم العام والأساسي انخفضت على التوالي لمدة خمسة أشهر، في حين بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وعدد من البنوك الأوروبية في التحول بشكل علني من سياسات نقدية تقييدية إلى أخرى أكثر تيسيراً، وتحويل تركيزها من احتواء التضخم إلى استهداف التشغيل. وقد يؤثر هذا التحول، الذي كان من المتوقع أن يتضمن خفضاً تدريجياً لأسعار الفائدة بدءاً من سبتمبر/أيلول، على قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري في اجتماعها الخميس بدراسة التحول نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً، لتشجيع النمو الاقتصادي بعد أن أصبحت واثقة من تراجع التضخم تدريجياً.

لكن عبد العال أشار إلى أن آراء المراقبين لا تزال متباينة بشكل كبير بشأن نهج لجنة السياسة النقدية، وهو ما سيحسم الأمر في النهاية. وأضاف: “رغم الانخفاض الأخير في معدل التضخم العنيد في مصر وبداية خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، يتعين علينا أن نتحلى بالحذر بسبب أربعة عوامل حاسمة قد تؤثر على قرارات أسعار الفائدة في المستقبل”.

وبحسب عبد العال، فإن هذه العوامل تشمل المخاطر الجيوسياسية والجيواقتصادية الجديدة والمستمرة في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى تعطيل خطوط الإمداد ودفع الأسعار إلى الارتفاع؛ والضغوط من صندوق النقد الدولي لمواصلة اتباع سياسات نقدية ومالية تقييدية لمكافحة التضخم؛ وخطة الحكومة لترشيد الدعم، والتي قد تؤدي إلى موجات تضخمية جديدة؛ وحقيقة أن معدلات التضخم الحالية لا تزال بعيدة عن النطاق المستهدف البالغ 7% (±2%).

وفي ضوء هذه الاعتبارات، رجح عبد العال أنه رغم التوجهات العالمية في أوروبا والولايات المتحدة نحو تخفيف السياسات النقدية تدريجيا وخفض أسعار الفائدة، فإن النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن تقرر لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية لدورة أخرى.

شارك المقال
اترك تعليقك