السينما المصرية عام 2024: عام محوري للابتكار والتنوع

فريق التحرير

في عام 2024، شهدت السينما المصرية طفرة ملحوظة في كل من الإبداع والتجريب، حيث قدمت مجموعة متنوعة من الأفلام عبر الأنواع مثل الكوميديا ​​والدراما والإثارة والحركة. ومع ذلك، تباينت جودة هذه الأعمال بشكل كبير، مما أثار نقاشات حية بين النقاد والجمهور على حد سواء.

ومن الأفلام التي حظيت باهتمام كبير كان فيلم “لماذا نعيشها منفردين؟!” (ليه تعيش وحدك) بطولة شريف منير وخالد الصاوي. استكشف الفيلم تعقيدات العلاقات الإنسانية بعمق عاطفي، لكن بدا الجزء الأوسط منه بطيئًا، مما أدى إلى تراجع مشاركة الجمهور.

“أنا وابن عمي” (أنا وابن خالتي) بطولة بيومي فؤاد وسيد رجب، كان كوميديا ​​خفيفة، رغم أنها ممتعة في الوقت الحالي، إلا أنها تفتقر إلى العمق، وفشلت في ترك انطباع دائم. في المقابل، قدم فيلم “عصابة عزيمة” أجواء عائلية مع أداء قوي لإسعاد يونس وفرح الزاهد، رغم أن بعض المشاهد بدت متكررة وغير ضرورية.

السينما المصرية عام 2024: عام محوري للابتكار والتنوع

وأظهرت دراما «الإسكندراني» (الإسكندراني)، بطولة أحمد العوضي وزينة، نضجًا أكبر وأظهر تمثيلًا مبهرًا. ومع ذلك، كانت حبكاتها الفرعية تتأخر أحيانًا، مما ينتقص من التأثير الإجمالي. وبالمثل، جذب فيلم “الحريفة: الجزء الأول” الانتباه لممثليه الشباب، بما في ذلك نور إيهاب ونور النبوي، واستكشافه للقضايا ذات الصلة بالجمهور الأصغر سنًا. ومع ذلك، فإن نهايتها المفتوحة تبدو وكأنها إعداد متعمد لتكملة، وهو ما وجده بعض المشاهدين مبالغًا فيه.

في عالم الدراما، قدم فيلم “مقسوم”، بطولة ليلى علوي وشيرين رضا، بعض العمق العاطفي الملحوظ، لكنه وقع في الكليشيهات المألوفة في الأفلام الاجتماعية. أما فيلم «المليكة» للمخرجة هالة صدقي، فقد ساهم في تألق مهاراتها التمثيلية، رغم أن الفيلم افتقر إلى المفاجأة، مما جعله متوقعاً في بعض الأحيان.

كما شكلت أفلام الإثارة والتشويق نقطة انطلاق للسينما المصرية في عام 2024. وكان فيلم “رحلة 404” (رحلة 404)، بطولة منى زكي، متميزًا في هذا النوع من الأفلام، حيث أبقى المشاهدين على حافة مقاعدهم. ومع ذلك، كان من الممكن قطع بعض المشاهد من أجل الإيقاع. على الجانب المظلم، اعتمد «عادل مش عادل» على الكوميديا ​​السوداء لكنه عانى من إيقاع متفاوت كان يقطع تدفقه أحيانًا.

ظلت التعليقات الاجتماعية موضوعًا قويًا هذا العام، حيث تناولت “ليلة العيد” قضايا مجتمعية معقدة من خلال أداء يسرا المقنع. ومع ذلك، فإن نهايتها المتسرعة تركت بعض خطوط الحبكة متخلفة. “أنف وثلاث عيون” بطولة ظافر العابدين، دراما رومانسية أنيقة، لكنها للأسف افتقرت إلى العمق العاطفي اللازم لجعل صراعاتها المركزية يتردد صداها.

السينما المصرية عام 2024: عام محوري للابتكار والتنوع

وفي عالم السينما التجريبية، مزج فيلم «التجربة المكسيكية» للمخرج عمرو عبد الجليل، بين الكوميديا ​​والتشويق بطريقة مشوقة، رغم أن بعض اللحظات الكوميدية بدت قسرية. في المقابل، يستكشف فيلم “النظام” التكنولوجيا وتأثيرها على المجتمع، ويقدم أداءً قويًا لطارق لطفي وأحمد الفيشاوي، رغم أنه كان من الممكن أن يستفيد من نص أكثر ديناميكية.

وفي نوع الأكشن، كان فيلم “أخوه” (شاكو)، بطولة عمرو يوسف ومحمد ممدوح، فيلم تشويق سريع الوتيرة يوازن بين الإثارة والعمق العاطفي. ومع ذلك، فقد اعتمد بشكل كبير على تسلسل الأحداث، مما لم يترك مجالًا كبيرًا لتطوير الشخصية. وفي الوقت نفسه، قدم فيلم «فاصل من اللحظات المبهجة» مزيجًا خفيفًا من الكوميديا ​​والرومانسية، مدعومًا بالكيمياء الساحرة بين هشام مجدي وهنا الزاهد.

أتاحت الدراما الوطنية “الصرب” لأحمد السقا أن يقدم أحد أقوى عروضه لهذا العام، حيث مزج الفخر الوطني بالدراما المؤثرة، على الرغم من أن بعض اللحظات انحرفت إلى المبالغة. من ناحية أخرى، تناول فيلم “تاني تاني” للمخرجة غادة عبد الرازق موضوعات اجتماعية لكنه ترك الجمهور يفكر في نهاية مفتوحة شعر البعض أنها غامضة للغاية.

السينما المصرية عام 2024: عام محوري للابتكار والتنوع

ومن بين سلاسل الأفلام، أثبت فيلم “ولاد رزق 3: القضية” أنه استمرار قوي للسلسلة، حيث تميز بأداء قوي لأحمد عز وعمرو يوسف. ومع ذلك، تم رسم بعض مشاهد الحركة دون داع. وفي الوقت نفسه، كان فيلم “اللعب مع العيال” بطولة محمد إمام، فيلماً كوميدياً خفيفاً فشل في إحداث نفس التأثير الذي حققته الأفلام الأخرى من هذا النوع. قدم كتاب خالد النبوي “أهل الكهف” رواية تاريخية رائعة، على الرغم من أن إيقاعه البطيء أعاق تأثيره الإجمالي.

كما حظيت الأفلام الكوميدية الرومانسية بشعبية كبيرة، حيث تصدرت هذه الأفلام فيلم “Toxic Marriage” (Gawaza Toxic) و”My Wifes X” ('X Merati). ليلى علوي وبيومي فؤاد جلبا السحر إلى “الزواج السام”، بينما ساهم هشام مجدي وأمينة خليل في المتعة في “زوجة سابقة”. ومع ذلك، افتقر كلا الفيلمين إلى الابتكار الكبير واعتمدا على مجازات مألوفة.

مع اقتراب عام 2024 من نهايته، سعت أفلام مثل «الحريفة 2: الريمونتادا» إلى الاستفادة من نجاح أسلافها، على الرغم من أن الوقائع المنظورة المتشابكة بدت معقدة للغاية. قدمت رواية “ساعات قليلة في يوم ما” (بدعة ساعة في يوم ما) مقاربة رومانسية صادقة لكنها عانت من نقص التماسك السردي. أخيراً، قدم فيلم «آخر لحظة» بطولة بسمة أداءً قوياً، لكن نهايته التقليدية لم تترك مجالاً كبيراً للمفاجأة.

باختصار، كان عام 2024 بمثابة عام من التجارب والنمو الكبير للسينما المصرية. على الرغم من أن كل الأفلام لم تحقق نجاحًا كبيرًا، إلا أن التنوع في المواضيع والأنواع يشير إلى مستقبل واعد لهذه الصناعة. على الرغم من استمرار مشاكل السرد والإيقاع في العديد من الأعمال، إلا أن العام مثّل خطوة حيوية في تنشيط مكانة السينما المصرية على المستوى العالمي.

شارك المقال
اترك تعليقك