السيسي يدعو إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن سد النيل مع افتتاح مصر لأسبوع القاهرة الثامن للمياه

فريق التحرير

افتتحت مصر رسميًا النسخة الثامنة لأسبوع القاهرة للمياه يوم الأحد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويجمع هذا الحدث، الذي يستمر حتى 16 أكتوبر، وزراء وصانعي سياسات وخبراء من حوالي 50 دولة لمناقشة الحلول المبتكرة للتكيف مع المناخ واستدامة المياه.

وفي خطاب مسجل في الجلسة الافتتاحية، أكد الرئيس السيسي أن المياه أصبحت قضية عالمية حاسمة تتطلب التعاون عبر الحدود. وأكد مجددا رفض مصر الحازم للإجراءات الأحادية فيما يتعلق بنهر النيل، داعيا إلى إبرام اتفاق ملزم قانونا لتنظيم تشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير. وشدد السيسي على أن أكثر من 98% من إمدادات المياه في مصر تأتي خارج حدودها وأن نصيب الفرد من المياه يبلغ حوالي 500 متر مكعب سنويا، وشدد على الأضرار الناجمة عن إطلاق السدود بشكل غير منسق ودعا إلى إطار مشترك لإدارة تدفقات المياه أثناء فترات الجفاف والفيضانات.

وأشار الرئيس أيضًا إلى الدور القيادي لمصر في رفع قضايا المياه على المسرح العالمي، ولا سيما خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ لعام 2022 في شرم الشيخ، حيث أطلقت البلاد مبادرة للتكيف مع المياه والقدرة على الصمود بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة. وأشار إلى المشاريع الجارية التي تدعم الدول الأفريقية، بما في ذلك آبار المياه الجوفية التي تعمل بالطاقة الشمسية، وأنظمة تجميع مياه الأمطار، وتقنيات الإنذار المبكر، وتقنيات الري الحديثة، إلى جانب برامج التدريب السنوية التي تهدف إلى بناء القدرات.

أوضح وزير الموارد المائية والري هاني سويلم انتقال مصر إلى نظام “الجيل الثاني” لإدارة المياه الذي يركز على إعادة الاستخدام وتحلية المياه والابتكار الرقمي. وشرح بالتفصيل كيفية جمع ومعالجة الصرف الزراعي في ثلاث محطات عملاقة – بحر البقر والمحسمة والدلتا الجديدة – لدعم استصلاح الأراضي في مناطق سيناء والدلتا الجديدة. وتم التأكيد على تحلية المياه، المدعومة بالطاقة المتجددة والمتكاملة مع الأساليب الزراعية المتقدمة مثل الزراعة المائية والزراعة المائية، كأولوية استراتيجية لتعزيز إنتاجية المياه.

كما سلط سويلم الضوء على جهود التحول الرقمي التي تبذلها الوزارة، بما في ذلك نماذج التنبؤ بهطول الأمطار والتدفقات، ومراقبة المحاصيل عبر الأقمار الصناعية، وعمليات التفتيش باستخدام الطائرات بدون طيار للقنوات والبنية التحتية للمياه، وتحسين الشبكة، وأدوات التعلم الآلي لتقدير مستويات مياه النيل. تقوم منصات الأقمار الصناعية الإضافية بمراقبة الدفاعات الساحلية والأنواع الغازية مثل صفير الماء. وقامت الوزارة برقمنة أصول القنوات والصرف الصحي وطوّرت 27 تطبيقًا للهاتف المحمول لتحسين خدمات المزارعين والمراقبة الميدانية.

وتشمل مبادرات التكيف إعادة تأهيل القنوات، وتحديث أنظمة المراقبة في السد العالي بأسوان، وتجديد البنية التحتية الرئيسية مثل قناطر ديروط الجديدة، وتنفيذ مشاريع حماية السواحل في الإسكندرية ودمياط ومطروح. كما تساهم أعمال السور البحري في رشيد والحماية من الفيضانات في إعادة تغذية طبقة المياه الجوفية وإمدادات المياه المحلية. وتواصل الوزارة جهودها لإزالة التعديات على النيل، وإجراء مسوحات دقيقة على ضفاف النهر، وتنظيم استخدام الأراضي في الجزر النهرية.

وفيما يتعلق بالتنمية المؤسسية، أشار سويلم إلى برنامج “قادة الجيل الثاني” الذي يهدف إلى رعاية المواهب الشابة. وتلاحق الوزارة أيضا استثمارات القطاع الخاص لزيادة الإيرادات، وقد قامت بالفعل برفع رواتب الموظفين بنحو 200%، مع خطط لزيادة إضافية بنسبة 100% بحلول عام 2026، مع استهداف التعويضات التنافسية بحلول عام 2030.

وفيما يتعلق بأزمة غزة، أعرب سويلم عن استعداده لتبادل الخبرات ودعم جهود إعادة الإعمار في مجال المياه والخدمات الأساسية بعد وقف إطلاق النار المعلن في شرم الشيخ. وشدد على أن نجاح الأسبوع سيتم قياسه من خلال القرارات الملموسة والتعاون عبر الحدود الذي يترجم إلى تأثير في العالم الحقيقي.

ويعرض معرض موازي 24 شركة مصرية وعالمية تقدم حلولاً متطورة في إدارة المياه والضخ والمعالجة ومراقبة الجودة والمسح وأنظمة الرفع التي تعمل بالطاقة الشمسية. ومن بين المشاركين المركز القومي لبحوث المياه، واللجنة الفنية المشتركة الدائمة لمياه النيل، ومركز التدريب الإقليمي التابع للوزارة، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويتضمن برنامج الأسبوع 126 جلسة بمشاركة أكثر من 95 منظمة إقليمية ودولية، بحضور 15 وزيرا وثمانية نواب وزراء ومبعوثين من فنلندا وهولندا و10 رؤساء وفود.

وتشمل الفعاليات اجتماعات محافظي المجلس العالمي للمياه، وجلسة وزارية عربية مشتركة للمياه والزراعة، واليوبيل الذهبي للاحتفال بالبرنامج الهيدرولوجي الدولي التابع لليونسكو والمركز القومي لأبحاث المياه في مصر، والمؤتمر السنوي السادس لتمويل المياه للاتحاد الأوروبي، واللجنة المصرية الهولندية المشتركة رفيعة المستوى المعنية بالمياه. تتناول الجلسات العامة الرئيسية الإدارة المستدامة، والضعف، والتخفيف والتكيف، والابتكار، والحلول القائمة على الطبيعة، وإدارة الأصول والبنية التحتية.

وشهدت المسابقات التي أقيمت خلال الأسبوع تقدم 12 متأهلاً للتصفيات النهائية من مصر والصين وكينيا في مسابقة الأطروحة التي مدتها ثلاث دقائق من أصل 52 مشاركة. وصلت ستة مشاريع تخرج إلى المرحلة النهائية من 31 مشاركة، وتقدمت خمسة ابتكارات في مسابقة مبتكري المياه الشباب من 334 مشاركة، وقامت مبادرة “على العاد” باختيار 10 مقاطع فيديو وملصقات. بالإضافة إلى ذلك، تم عرض خمس تجارب زراعية بارزة من الدقهلية وكفر الشيخ والفيوم والمنيا وأسوان.

شارك المقال
اترك تعليقك