سافر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يوم الأحد للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد يومي 18 و19 نوفمبر.
وقال أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن القمة ستناقش العديد من الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة للدول النامية، أبرزها الإدماج الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع، وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، وتحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة.
وتعد هذه المشاركة الرابعة لمصر في قمم مجموعة العشرين، مما يعكس التقدير المتزايد لثقل مصر الدولي ودورها المحوري على المستوى الإقليمي.
ويلقي الرئيس السيسي كلمات مصر في جلسات القمة، تتناول جهود مصر التنموية، والتحديات التي تواجهها الدول النامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية الدولية المستمرة، ورؤية مصر في إعطاء الأولوية للتضامن وتعزيز التعاون. لمعالجة هذه التحديات.
وقال فهمي: إن كلمة الرئيس ستسلط الضوء أيضاً على الأوضاع الإقليمية والأزمة التي تواجهها المنطقة وسط التصعيد الإسرائيلي المستمر في فلسطين ولبنان وجهود مصر لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتشمل وقائع القمة الإطلاق الرسمي لـ “التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع”، وهو تحالف دولي أطلقته البرازيل في ضوء رئاستها لمجموعة العشرين. ويهدف هذا التحالف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والقضاء على الفقر والجوع من خلال تعبئة الموارد المالية والمعرفية لتسريع الجهود العالمية لمكافحتهما، باعتبارهما في مقدمة أهداف التنمية المستدامة.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس على هامش القمة بعدد من زعماء العالم لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآليات تعزيز التعاون الدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن جهود استعادة السلام والأمن الإقليميين. لتحقيق تطلعات الشعوب في الرخاء والتنمية.
ويجتمع زعماء مجموعة العشرين في قمة تستمر يومين تستضيفها الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين في ريو دي جانيرو يومي الاثنين والثلاثاء، في مواجهة قدر كبير من عدم اليقين وسط الاضطرابات السياسية الأمريكية وقائمة طويلة من التحديات العالمية. وستتضمن القمة، التي تنعقد تحت شعار “بناء عالم عادل وكوكب مستدام”، ثلاث جلسات تركز على الإدماج الاجتماعي، وإصلاح الحوكمة العالمية، والتنمية المستدامة. ومن المتوقع صدور الإعلان النهائي.
ويأتي الاجتماع القادم في وقت مضطرب بشكل خاص. تلقي الانتخابات الرئاسية الأمريكية بظلالها على مجريات الأمور. وبينما سيحضر الرئيس جو بايدن، فإن موقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تشير تصريحاته الأولية إلى الابتعاد عن التعاون العالمي، لا يزال مجهولا بشكل رئيسي. إن تهديدات ترامب بحروب اقتصادية جديدة من خلال التعريفات الجمركية ضد أوروبا والصين، إلى جانب الانسحاب المحتمل من اتفاقية باريس لتغير المناخ، تثير المخاوف بشأن مشاركة الولايات المتحدة في المستقبل.
وما يزيد الأمور تعقيدا هو عدم الاستقرار السياسي الأخير في ألمانيا. بعد إقالة وزير المالية كريستيان ليندنر، يتوجه المستشار أولاف شولز إلى ريو كزعيم ضعيف، مما يترك الموقف المستقبلي لواحد من أكبر الاقتصادات في العالم غير واضح. إن المواقف غير المؤكدة للولايات المتحدة وألمانيا ـ وهما من أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم ـ تؤدي إلى قدر كبير من عدم اليقين في القمة.
ويتناول جدول أعمال القمة العديد من التحديات العالمية الملحة. وتظل الحرب الروسية الجارية في أوكرانيا، والتي تدعمها الآن القوات الكورية الشمالية، تشكل مصدراً كبيراً للقلق. أما الغياب المحتمل للرئيس فلاديمير بوتين، بسبب مذكرة اعتقال دولية، فسيمثله وزير الخارجية سيرغي لافروف. إن تأثيرات تغير المناخ تتزايد حدتها، حتى في الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول، بما في ذلك الهند وإندونيسيا، نمواً اقتصادياً مثيراً للإعجاب يصل إلى 7%. ويتناقض هذا بشكل حاد مع الصراعات الاقتصادية في دول مثل ألمانيا والأرجنتين.
وستتناول الجلسة الأولى الإدماج الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر، مع التركيز على قضايا مثل عدم المساواة، والإدماج الاجتماعي والمالي، والتعاون الضريبي الدولي، والأمن الغذائي. وستغطي الجلسات المتبقية أولويات الرئاسة البرازيلية لإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية وتعزيز التنمية المستدامة وانتقال الطاقة. وتظل نتائج القمة غير مؤكدة نظرا لمزيج من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي.