التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، لبحث الوضع في غزة وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري وكبار المسؤولين الصينيين والسفير الصيني بالقاهرة، التأكيد على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين.
وذكر بيان للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أحمد فهمي، أن وانغ يي سلم رسالة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، يهنئ فيها السيسي بإعادة انتخابه، ويعرب عن تقدير الصين لدور مصر في تعزيز الأمن والاستقرار والأمن. التنمية في الشرق الأوسط.
كما اتفق الجانبان على مواصلة مشاريعهما التنموية الاقتصادية المشتركة، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار مجموعة “بريكس” ومبادرة الحزام والطريق.
وركز اللقاء على تطورات العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي تسببت بكارثة إنسانية للشعب الفلسطيني. وشدد السيسي على ضرورة وقف إطلاق النار لحماية المدنيين وإراحتهم ونزع فتيل التوتر وتجنب عدم الاستقرار الإقليمي.
وأشاد وانغ يي بدور مصر المعترف به دوليا على المسارين السياسي والإنساني، وأكد تنسيق الصين مع مصر لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
كما استعرض اللقاء جهود مصر في حشد واستقبال وتوصيل المساعدات الإنسانية لغزة، بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وقدمت مصر الجزء الأكبر من إجمالي المساعدات، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإنفاذ المساعدات لغزة، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي سياق متصل، أكد شكري أن مصر تواصل سعيها لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق مع الصين في القضايا الإقليمية والدولية.
وعقد شكري ونظيره الصيني وانغ يي مؤتمرا صحفيا مشتركا، اليوم الأحد، ناقشا العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والأوضاع في غزة.
وقال شكري إن مصر والصين تربطهما دائما علاقات قوية، وأن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وأضاف أن مصر تدعم مبدأ صين واحدة وتسعى إلى تطوير العلاقات الثنائية والتنسيق في الشؤون الإقليمية والدولية.
وقال إن المباحثات تناولت مجالات التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى أهم القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأشار إلى أن العلاقات بين مصر والصين هي شراكة استراتيجية شاملة، انطلقت عام 2014، وأنه تم يوم الأحد التوقيع على البرنامج التنفيذي للشراكة للسنوات الأربع المقبلة (2024-2028).
وشدد شكري على أهمية التعاون البناء بين مصر والصين في العديد من المجالات، خاصة فيما يتعلق بالأحداث الجارية في المنطقة، والأزمة في غزة، والتوتر في البحر الأحمر. وأعرب عن جهود مصر المتواصلة لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وشكر الصين على دعمها لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2027، الذي يسمح للأمم المتحدة بالتحقق من المساعدات وتسريع تسليمها إلى غزة.
كما جدد التأكيد على التزام مصر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق الاستقرار والأمن لكافة شعوب المنطقة.
من جانبه، أكد وانغ يي أن الصين ومصر ستواصلان تعزيز التنسيق والتعاون لإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية.
وشدد على أهمية تنفيذ حل الدولتين لخلق آفاق سياسية للسلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ودعا إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين والرهائن من الجانبين، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإنشاء آليات لتقديم المساعدات الإنسانية الفعالة، وتسهيل مهام السلطة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية.
كما أكد تفهم الصين ودعمها لموقف مصر بشأن القضية الفلسطينية، وقال إن الصين تعتقد أن وقف إطلاق النار وإنهاء القتال في غزة يمثلان الأولوية القصوى فوق أي اعتبارات أخرى.
وأشار إلى أن الصراع في غزة أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص وأن الوضع خطير للغاية. وحث المجتمع الدولي على تركيز كافة الجهود على الدفع من أجل وقف إطلاق النار وإنقاذ أرواح المدنيين.