تناولت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، هالة السعيد، الفجوة التمويلية الآخذة في الاتساع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) خلال حلقة نقاش في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي السابع والعشرين (SPIEF 2024).
وشدد السعيد على أنه في حين أن التمويل المطلوب لا يمثل سوى 1٪ من الثروة العالمية، إلا أن الافتقار إلى التعددية والتعاون بين المنظمات الدولية والدول أدى إلى تفاقم التحدي.
وشدد السعيد على أن التمويل هو عامل تمكين رئيسي لمسارات التنمية ويدعم جميع برامج التنمية. وأشارت إلى أن مصر، مثل العديد من الأسواق الناشئة، لا تزال عرضة للصدمات الخارجية والأزمات الجيوسياسية، مما يزيد من تعقيد المشهد التمويلي.
وأشار الوزير إلى توسيع مجموعة البريكس باعتباره فرصة فريدة لمواجهة هذه التحديات. وذكر السعيد أن مجموعة البريكس+، بقوتها الاقتصادية المتنامية وتركيزها على التعاون، يمكن أن تصبح قوة مهمة في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي ودعم جهود التنمية في مصر.
وسلطت الضوء على الفوائد المحتملة لمصر، بما في ذلك توسيع التجارة والاستثمارات وتطوير البنية التحتية، لا سيما من خلال بنك التنمية الجديد (NDB).
وناقش السعيد أيضًا رؤية مصر 2030 والدور الحاسم للقطاع المالي في تحقيق أهدافها التنموية الاستراتيجية. وأوضحت الصيغة المالية للحكومة لتخصيص الموارد لمختلف المحافظات بشكل عادل وموضوعي، بهدف تحسين إدارة الاستثمار العام وتعزيز اللامركزية.
علاوة على ذلك، سلط السعيد الضوء على جهود مصر في تعزيز تمويل المناخ والتنمية. وذكرت مبادرات مثل “دليل معايير الاستدامة البيئية”، والمنصة القطرية لبرنامج الترابط بين المياه والغذاء والطاقة، والإطار التنظيمي للإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ.
وأشار السعيد أيضًا إلى ريادة مصر في إصدار سندات المناخ والتنمية، بما في ذلك سندات الباندا المستدامة في الأسواق المالية الصينية وأول سندات خضراء سيادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي معرض تناوله للتحديات والفرص الحالية في الصناعة المالية، أقر السعيد بالصعوبات التي يفرضها عدم اليقين الجيوسياسي وضغوط الأسعار المستمرة. ومع ذلك، شددت على أهمية النظم المالية وأسواق رأس المال المرنة لتحقيق الاستقرار المالي ونمو الوظائف والتخفيف من حدة الفقر.
واختتم السعيد كلمته بالدعوة إلى سياسات حمائية معتدلة عند الضرورة، إلى جانب تعزيز الشراكات العالمية والاستفادة من التمويل المستدام للاستثمار في المشاريع الخضراء في جميع أنحاء العالم.
يجمع SPIEF 2024 مندوبين من 136 دولة، بما في ذلك مصر وأذربيجان والبرازيل وفنزويلا والهند وكازاخستان والصين. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للصحفيين إن عمان ستكون الدولة الضيف.
وسيكون رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا والرئيس البوليفي لويس آرسي ورئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك من بين الزعماء الأجانب الذين سيشاركون في هذا الحدث.
ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة أمام الجلسة العامة لـ SPIEF 2024.
موضوع SPIEF 2024 هو “أسس عالم متعدد الأقطاب – تشكيل مجالات جديدة للنمو”.
ويدرج برنامج المنتدى ما يقرب من 400 حدث تجاري، مثل حلقات النقاش وحوارات الأعمال، بما في ذلك الاتحاد الاقتصادي الأوراسي-آسيان، وروسيا-إفريقيا، وروسيا-أمريكا اللاتينية، وروسيا-الصين، وروسيا-جنوب أفريقيا، وغيرها من الاجتماعات الثنائية.
يُعقد SPIEF في سان بطرسبرغ منذ عام 1997، وتحت رعاية الرئيس الروسي منذ عام 2006. وشارك أكثر من 17000 مشارك من 130 دولة في أحداث SPIEF 2023، مع توقيع أكثر من 900 اتفاقية.