وواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على غزة لليوم الـ19، مما أدى إلى استشهاد 700 مدني خلال 24 ساعة، ورفع عدد الشهداء إلى 6546، بحسب وزارة الصحة في القطاع المحاصر. كما سجلت الوزارة 17500 إصابة أغلبها بين الأطفال والنساء.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي أسقط أكثر من 12 ألف طن من المتفجرات على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت إن تأثير هذه المتفجرات يعادل تأثير القنبلة الذرية التي فجرتها الولايات المتحدة فوق هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.
وردا على الهجمات الإسرائيلية، أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صاروخا من طراز “عياش 250” على مدينة إيلات الواقعة على البحر الأحمر وتبعد 220 كيلومترا عن غزة. كما أطلقت صاروخاً من طراز “R-160” على حيفا.
كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت مدينة عسقلان بالصواريخ ردا على المجازر الإسرائيلية. وأكدت أنها ضربت سديروت بصاروخ أيضاً.
وفي الضفة الغربية المحتلة، استمر التصعيد الإسرائيلي، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 6 فلسطينيين، واعتقلت 80 آخرين خلال مداهمات شملت مناطق شملت جنين ومخيمها.
ودعت مصر وقطر وتركيا إلى إنهاء الحرب على غزة وإيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين. وفي نيويورك، قدمت المجموعة العربية في الأمم المتحدة وروسيا مشروعي قرارين منفصلين يدعوان إلى وقف إطلاق النار. وقدمت الولايات المتحدة مشروع قرار يدعو فقط إلى هدنة إنسانية.
وأعلنت وكالة الأونروا، الأربعاء، مقتل 3 آخرين من موظفيها بنيران إسرائيلية، ليصل العدد الإجمالي إلى 38 منذ بدء العدوان. وقالت الوكالة إنها ستضطر إلى تقليص أو وقف عملياتها الإنسانية في غزة إذا لم يصل الوقود.
كما أشارت الوكالة إلى أن ما يقرب من 600 ألف نازح يعيشون في 150 منشأة تابعة لها في غزة. وقالت إن الملاجئ تستقبل الآن أربعة أضعاف طاقتها وأن الكثير من الناس ينامون في الشوارع. ووفقا للأونروا، تضرر ما لا يقل عن 40 من مرافقها بسبب القصف في غزة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الأربعاء أيضا أن إسرائيل وافقت على طلب أمريكي بتأجيل الغزو البري لغزة حتى تتمكن واشنطن من إرسال دفاعات صاروخية إلى الشرق الأوسط.
وفي القاهرة التي استضافت قبل أيام قمة السلام، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤتمرا صحفيا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأعرب السيسي عن قلقه إزاء الوضع في غزة وضرورة إطلاق سراح المزيد من الأسرى والرهائن. ودعا إلى استعادة الهدوء وإنهاء العنف في القطاع.
كما أكد السيسي دعمه لحل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال إنه وماكرون اتفقا على هذا المبدأ.
وحذر الرئيس المصري إسرائيل من شن غزو بري على غزة، قائلا إن ذلك سيؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وتفاقم الأزمة. وقال أيضًا إن هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على حماس والفصائل الأخرى في غزة غير ممكن وسيستغرق سنوات لتحقيقه.
وأضاف: “ندين أي أعمال تلحق الضرر بالمدنيين، بغض النظر عمن كانوا”، وشدد على أن “فقدان الأمل في حل الدولتين، وتوسيع المستوطنات، والانتهاكات في المسجد الأقصى، أججت الكراهية”. (بين الفلسطينيين تجاه إسرائيل).”
في المقابل، جدد ماكرون دعم بلاده لإسرائيل، ووصف حركة حماس بأنها جماعة إرهابية، ودعا إلى القضاء عليها مع كل الجماعات الأخرى التي يعتبرها إرهابية.
وفي الوقت نفسه، رفضت إسرائيل ادعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن حماس “ليست منظمة إرهابية”. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن حماس جماعة إرهابية وأن دفاع أردوغان عنها “لن يغير الفظائع التي شهدها العالم”.
وردا على الانتقادات الإسرائيلية لتصريحاته بأن عملية فيضان الأقصى لم تكن حادثة منعزلة بل نتيجة عقود من الاحتلال والقمع للشعب الفلسطيني، دافع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن نفسه قائلا: “أنا لقد صدمت من سوء تفسير بياني في مجلس الأمن يوم الثلاثاء. ومن الخطأ القول بأنني كنت أبرر أعمال حماس الإرهابية”.
وأوضح غوتيريس أنه كان يشير إلى مظالم الشعب الفلسطيني يوم الثلاثاء، وقال إنها لا تبرر “الهجمات المروعة التي تشنها حماس”. وأشار إلى أن النساء والأطفال يشكلون أكثر من نصف ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة.