قام رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بزيارة إلى مدينة سانت كاترين المعروفة بأهميتها الروحية، لاستعراض التقدم المحرز في مشروع “التجلي العظيم”. ويهدف المشروع، الذي يقع على الأراضي المقدسة لجبل سيناء، إلى تحويل المنطقة إلى وجهة روحانية وسياحية عالمية المستوى.
مشروع “التحول الكبير” هو مخطط قومي يضم 14 خطة لتنمية جنوب سيناء. ويركز المشروع على منطقة جبل سيناء خلف دير سانت كاترين، وهو المكان الذي ظهر فيه الله لموسى وأعطاه الوصايا العشر بحسب العهد القديم من الكتاب المقدس.
ولطالما طالب المستثمرون وسكان سيناء بهذا المشروع لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية لسانت كاترين وإرث منطقة مليئة بالمواقع الدينية التي كانت في حاجة ماسة إلى البنية التحتية وشبكات المرافق.
وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي تنفيذ كافة عناصر المشروع قبل افتتاحه، للتأكد من ملاءمته لأهميته التاريخية والثقافية.
وينفذ مشروع التحول الكبير الجهاز المركزي للتعمير التابع لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالتعاون المشترك مع وزارتي السياحة والبيئة. ويتضمن خططًا لإعادة استخدام المياه الجوفية وإنشاء شبكة طرق تربط بين الوجهات السياحية بجنوب سيناء مثل دهب وشرم الشيخ.
واستمع مدبولي، يرافقه عدد من المسئولين الحكوميين، إلى عرض توضيحي لمكونات المشروع، والتي تشمل تطوير مطار سانت كاترين، الذي تنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وعرض عمرو العوفي عضو المكتب الفني للمحافظ تفاصيل عن نطاق المشروع والتقدم الذي حققته كل شركة مقاولة. وتشمل المشاريع قيد الإنشاء حاليًا مركزًا جديدًا للزوار عند مدخل المدينة في ميدان وادي القدس.
وهناك أيضًا “ساحة ومبنى السلام”، وهو موقع تبلغ مساحته 12 ألف متر مربع، وسيشمل منطقة احتفالات خارجية، ومتحفًا، ومسرحًا، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وقاعات اجتماعات. ويجري حاليًا توسيع النزل البيئي الحالي، ليضم 74 شاليهًا ومطعمًا جديدًا، لاستيعاب عدد متزايد من الزوار.
ويجري حاليًا تطوير نزل صديق للبيئة في وادي الراحة، يضم 192 غرفة صديقة للبيئة و56 جناحًا. فندق جبلي على مساحة 12900 متر مربع، سيتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين وهضبة جبل التجلي ووادي الراحة. وسيضم الفندق كهفًا كبيرًا في الجبال، مما يخلق أجواءً فريدة من نوعها مع إطلالات بانورامية.
بجوار سفح الجبل، ستربط حديقة صحراوية النزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي، كما سيحاكي ممشى المشاة المعروف باسم “طريق موسى” المسار التاريخي لموسى عبر وادي الراحة المؤدي إلى الجبل. جبل التجلي. ويتضمن المشروع أيضًا منطقة سكنية جديدة في منطقة الزيتونة ستضم وحدات سكنية وخدمات و21 مجمعًا فندقيًا بإجمالي 546 وحدة سكنية.
ويتضمن مشروع “التحول الكبير” تطوير المنتجع البيئي الحالي وإنشاء منتجع جديد، وإنشاء حديقة السلام، وبناء فندق على الجبل، وافتتاح مركز جديد للزوار ومجمع إداري، وتطوير المنطقة السياحية والمركز التراثي في المنطقة. مدينة.
كما سيتم التركيز على تطوير المنطقة السكنية للبدو المحليين وبناء مجمع سكني جديد، وتطوير وادي الدير، وإنشاء شبكة جديدة من الطرق والمرافق مع اتخاذ إجراءات السلامة ضد الفيضانات.
كما سيكون هناك ملاذ روحاني في الجبال المحيطة بالوادي المقدس، والذي سيصبح وجهة متميزة للسياحة الشمولية والعلاجية، بالإضافة إلى كونه قبلة لمتسلقي الجبال. وسيوفر المشروع خدمات سياحية وترفيهية متنوعة للزوار، مثل سيارات الجولف لنقل السياح من منطقة وقوف السيارات إلى دير سانت كاترين، أحد أقدم الأديرة المسيحية في العالم.
وأكد مدبولي حرص الحكومة على تذليل أي عقبات تواجه تنفيذ المشروع. وشدد على أهمية التشغيل كعامل أساسي في نجاح المشروع، لافتاً إلى ضرورة تأمين المشغلين للمرافق السياحية المختلفة داخل المشروع. وحث بشكل خاص على التوقيع الفوري على الاتفاقيات مع الفاعلين المحتملين للمشاريع السياحية في منطقة الزيتونة.
كما وجه رئيس الوزراء بتكثيف العمل لتسريع إنجاز المشروع وافتتاح المرافق المختلفة.
وشدد على ضرورة توفير المزيد من الخدمات والأنشطة الترفيهية خاصة في منطقة الزيتونة وتحويلها من منطقة سكنية إلى مجمع فندقي قادر على استيعاب التدفق المتوقع للسياح. وهذا من شأنه أن يخلق عناصر جذب قوية للمشروع، مما يسهل تسويقه على مستوى عال.
وخلال زيارته للموقع، شرح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية شريف الشربيني لرئيس الوزراء مكونات المشروع.
وقال الشربيني، إن الوزارة وضعت خطة شاملة لمشروع “التجلي الكبير” على أرض السلام في سانت كاترين، بهدف خلق وجهة روحانية على الجبال المحيطة بالوادي المقدس. وستكون وجهة عالمية للسياحة الروحية والجبلية والصحية والبيئية.
وسيوفر المشروع كافة الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، ويعزز تنمية المدينة والمناطق المحيطة بها مع الحفاظ على الطابع البيئي والبصري والتراثي للطبيعة البكر، وتوفير أماكن إقامة للعاملين في مشاريع سانت كاترين.
وأوضح أن الوزارة تنفذ المشروع من خلال الجهاز المركزي للتعمير وهيئة تنمية سيناء، بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.