تُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة PlanetLabs صباح يوم 20 سبتمبر/أيلول مركبات بالقرب من منصة الإطلاق في قاعدة القطب الشمالي، بما في ذلك شاحنة بمقطورة “يبدو أنها تتوافق مع أبعاد الصاروخ”.
ربما تستعد روسيا لاختبار صاروخ كروز تجريبي يعمل بالطاقة النووية ويصل مداه إلى 14 ألف ميل، وفقًا لصور الأقمار الصناعية الجديدة وبيانات الطيران.
وبحسب ما ورد كانت الاستعدادات لإطلاق صاروخ Burevestnik أو صاروخ SSC-X-9 Skyfall جارية. وأدت الاختبارات السابقة لهذا السلاح إلى مقتل عدة أشخاص، ولكن إذا نجحت الاختبارات المستقبلية للصاروخ الباليستي العابر للقارات طويل المدى، فقد يغير ذلك وجه الحرب في أوكرانيا. ويظهر التحليل الذي أجراه المنشور أن حركة الطائرات والمركبات في قاعدة وبالقرب منها في منطقة القطب الشمالي النائية في روسيا تتوافق مع الاختبارات السابقة.
وقال داريل جي كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، لصحيفة نيويورك تايمز: “إنه أمر غريب – إنه خطير في مرحلة الاختبار والتطوير”. وبينما قال إنه لا يزال أمامنا سنوات قبل “الانتشار العملي”، قال في نهاية المطاف، إن اختبار الصاروخ سيكون “علامة على أن روسيا تتحرك في الاتجاه الخاطئ”. ويقول الخبراء إنه إذا تم استخدامه في زمن الحرب، فقد يكون للصاروخ القدرة على تدمير مناطق حضرية كبيرة وأهداف عسكرية. ولكن لا يُعرف سوى القليل عن Burevestnik بخلاف أنه تم تصميمه لتحقيق أوقات طيران أطول وسرعات أعلى. وقد طرحها بوتين، داعية الحرب الوحشي، في خطاب ألقاه عام 2018، واستهدف “الغرب”، في تهديد واضح، حيث قال: “لقد فشلتم في احتواء روسيا”.
تُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة PlanetLabs صباح يوم 20 سبتمبر/أيلول مركبات بالقرب من منصة الإطلاق في قاعدة القطب الشمالي، بما في ذلك شاحنة بمقطورة “يبدو أنها تتوافق مع أبعاد الصاروخ”. وبعد ساعات قليلة، اختفت المقطورة، ولكن بعد ثمانية أيام عادت منصة الإطلاق نشطة مرة أخرى. وفي إشارة أكيدة إلى تحركات خطيرة واضحة، أصدرت السلطات الروسية إشعاراً جوياً بشأن “منطقة خطر مؤقتة” في 31 أغسطس/آب. ونصحت الطيارين بتجنب جزء من بحر بارنتس قبالة الساحل وعلى بعد 12 ميلاً من موقع الإطلاق، المعروف باسم بانكوفو. ومنذ ذلك الحين تم تمديد الإشعار عدة مرات وهو مشابه للإشعار الصادر قبل اختبار Burevestnik في عام 2019.
وفي عام 2019، أدى اختبار فاشل إلى إطلاق إشعاعات قبالة سواحل شمال روسيا، وربما كان أحد أسوأ الحوادث النووية في المنطقة منذ تشيرنوبيل. ويُعتقد أن صاروخ بوريفيستنيك هو الذي تحطم وانفجر في نهاية المطاف أثناء محاولة التعافي، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. ويرى الدكتاتور الروسي أن السلاح عبارة عن قطعة أدوات “يوم القيامة” التي ستغير قواعد اللعبة بمدى غير محدود. وينظر إليه الكرملين على أنه صاروخ كروز “شبح” يحلق على ارتفاع منخفض وغير قادر على اعتراضه بواسطة الدفاعات الجوية الغربية الحالية وإيصال رؤوس حربية نووية إلى أي مكان حول العالم. وقد وصفها بوتين بأنها “نوع جديد جذريا من الأسلحة” ذات “نطاق غير محدود وقدرة غير محدودة على المناورة”.
وقالت صحيفة موسكو تايمز إن الصاروخ بوريفيستنيك كان يلقب بـ “تشيرنوبيل الطائر”، ولكن وفقا للمخابرات الأمريكية، فإن الصاروخ “لم يتمكن أبدا من التحليق أكثر من 22 ميلا، واستغرقت أطول رحلة له دقيقتين فقط”.