المجالات الرئيسية للشراكة الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة

فريق التحرير

وتتميز العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بتنوع كبير، حيث تمتد الشراكة عبر مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية التي تشكل أسسًا رئيسية لدفع النمو والاستثمار.ويبرز التعاون في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة بين أهم المجالات، إلى جانب توسيع الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية.للمزيد من الأخبار عن المملكة العربية السعودية، قم بزيارة صفحتنا المخصصة.ويتعمق التنسيق أيضًا في مجالات الأمن السيبراني، والصناعات العسكرية، ونقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى التعاون المتزايد في سلاسل التوريد، والمعادن الاستراتيجية، والبنية التحتية اللوجستية.وتشكل التجارة والاستثمارات المشتركة ركيزة أساسية للعلاقة بين الرياض وواشنطن، مع تزايد حضور الشركات الأمريكية في مشاريع الرؤية السعودية 2030. كما حدث تطور ملحوظ في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والابتكار والسياحة والترفيه. ويعكس هذا التنوع حجم العلاقة الاستراتيجية بين البلدين ودورها في دعم الاستقرار الاقتصادي العالمي.أعلن الديوان الملكي السعودي، الاثنين، أن ولي العهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان غادر إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل رسمية، في خطوة قد تفتح الباب أمام شراكات اقتصادية كبيرة بين البلدين.وتأتي الزيارة بتوجيه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز واستجابة لدعوة وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولي العهد. ومن المقرر أن يبحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إن واشنطن تستعد لاستضافة نسخة جديدة من منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي 2025، مع توقعات كبيرة بتوسيع التعاون بين البلدين.وفي منشور على موقع X، كتب الفالح أن المنتدى يعكس الالتزام المشترك بتعزيز الشراكات الاستراتيجية في القطاعات التي تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي.وأضاف أن الحدث يركز على تبادل الخبرات وتوسيع الاستثمارات لتعزيز التكامل والتطوير وإيجاد فرص استثمارية جديدة تحدد معالم المرحلة المقبلة.وخلال زيارة ترامب للسعودية في مايو الماضي، وقع البلدان على وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية.الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدةوتعمل السعودية والولايات المتحدة على فرص شراكة اقتصادية بقيمة 600 مليار دولار، بما في ذلك اتفاقيات تزيد قيمتها عن 300 مليار دولار تم الإعلان عنها خلال زيارة ترامب للرياض. ويعتزم ولي العهد والرئيس الأمريكي الانتهاء من المرحلة الثانية من الاتفاقيات، ليصل الإجمالي إلى تريليون دولار.وتشمل هذه الاستثمارات الجديدة مشتريات القطاعين العام والخاص. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تتجاوز 770 مليار دولار.ويلعب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يدير أصولا تتجاوز 940 مليار دولار، دورا رئيسيا في العلاقة الاستثمارية مع الولايات المتحدة.وبلغت محفظتها من الشركات الأمريكية المدرجة في البورصة 27 مليار دولار بنهاية الربع الرابع من عام 2024، بينما بلغت استثمارات السعودية في سندات الخزانة الأمريكية نحو 127 مليار دولار في يناير 2025.الشراكة التجاريةوتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من 2013 إلى 2024 نحو 500 مليار دولار، في حين بلغت الصادرات السعودية غير النفطية وحدها نحو 82 مليار دولار العام الماضي.وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، تجاوز إجمالي التجارة بين المملكة والولايات المتحدة 603 مليارات ريال (160.8 مليار دولار) خلال السنوات الخمس الماضية المنتهية في 2024.وبلغت الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة نحو 278 مليار ريال خلال السنوات الخمس الماضية، لترتفع من 31 مليار ريال عام 2020 إلى 53.5 مليار ريال عام 2021، ثم إلى 87.1 مليار ريال عام 2022، ثم إلى 58.49 مليار ريال عام 2023، وإلى 47.95 مليار ريال عام 2024.أما بالنسبة للواردات السعودية من الولايات المتحدة، فتظهر البيانات أنها بلغت 325 مليار ريال خلال فترة الخمس سنوات، لترتفع من 55.1 مليار ريال في 2020 إلى 73.74 مليار ريال في 2024.ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، بلغت تجارة السلع الثنائية بين البلدين ما يقرب من 6 مليارات دولار. وبلغت الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة في الربع الأول من عام 2025، 2.974 مليار دولار، مقارنة بـ 3.289 مليار دولار في الربع نفسه من عام 2024.وفي الوقت نفسه، بلغت الواردات السعودية من الولايات المتحدة 3.021 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ 3.233 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.الشركات الأمريكية في المملكةوفي إطار رؤية 2030، أنشأت الشركات العالمية بشكل متزايد مقارها الإقليمية في المملكة العربية السعودية، حيث أنشأت أكثر من 600 شركة مكاتبها الرئيسية في المملكة. والعديد من هذه الشركات هي شركات أمريكية، بما في ذلك البنوك الكبرى مثل مورجان ستانلي، وسيتي جروب، وجولدمان ساكس، فضلا عن شركات مثل بيبسيكو وبكتل. كما أعلنت شركات التكنولوجيا العملاقة أمازون ومايكروسوفت وجوجل عن خطط للمتابعة.وفي تصريحات سابقة، قال وزير الاستثمار السعودي إن العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة مبنية على الثقة وروح الشراكة المرتكزة على الاحترام المتبادل والمصالح الاقتصادية المشتركة في جميع القطاعات.وأشار إلى أن هناك فرصا استثمارية للشركات في كلا البلدين في مجالات الطاقة والتعدين والصناعة والبناء والتنمية والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات.وأشار أيضًا إلى الفرص المتاحة في مجالات التكنولوجيا الحيوية والسياحة والضيافة والخدمات المالية والذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات والحوسبة السحابية.وخلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في ميامي في فبراير الماضي، أكد الفالح أن الولايات المتحدة هي الوجهة الأولى للمملكة العربية السعودية للاستثمارات الأجنبية وهي أيضًا المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي القادم إلى المملكة.وأوضح الفالح أن 25 بالمئة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة جاءت من الولايات المتحدة، منوها بالدور الذي لعبته الشركات الأجنبية في السعودية على مدى تسعة عقود.وأوضح الفالح أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تتجاوز الآن 750 مليار دولار، مضيفا أن المملكة مستعدة لزيادة هذه الاستثمارات من القطاعين العام والخاص بمبلغ إضافي قدره 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك زيادة الواردات من السوق الأمريكية.أرامكو والولايات المتحدةوفي شهر مايو، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر أن الشركة ستستثمر 3.4 مليار دولار لتوسيع مصفاتها في الولايات المتحدة، مما يعكس التزام أرامكو بتعزيز حضورها العالمي، خاصة في مجال الطاقة المتكاملة.وأكد الناصر خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي أن أرامكو ستوقع اتفاقية مع شركة سيمبرا الأمريكية لتوريد 6.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا كجزء من استراتيجية الشركة التوسعية في هذا القطاع الحيوي.كما وقعت أرامكو والشركات التابعة لها 34 مذكرة تفاهم واتفاق مع شركات أمريكية كبرى في مجالات مختلفة، بقيمة محتملة تقترب من 90 مليار دولار.وبحسب أرامكو، فإن مذكرات التفاهم والاتفاقيات الموقعة خلال المنتدى تغطي التعاون في مجموعة من الأنشطة المتعلقة بعمليات أرامكو، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال والوقود والمواد الكيميائية وتقنيات خفض الانبعاثات والذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية والتصنيع وإدارة الأصول المالية والاستثمارات النقدية قصيرة الأجل وشراء المواد والمعدات والخدمات.وتشمل قائمة الاتفاقيات شراكات مع كيانات أمريكية كبرى مثل Honeywell UOP، وAfton Chemical، وExxonMobil، وSempra Infrastructure، وWoodside Energy، وNextDecade، وAmazon، وNvidia، وQualcomm، وGuardian Glass، وPIMCO، وState Street، وBlackRock، وGoldman Sachs، وMorgan Stanley.التعاون الأمنيوافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بيع طائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف-35 للسعودية قبل لقائه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يزور واشنطن اليوم.وقال الرئيس الأمريكي: “سنبيع الطائرات المقاتلة للسعودية، وسننظر في توقيع اتفاقية أمنية مع السعودية، حليفتنا الرائعة، كما أخطط لذلك، وهم يكنون لنا احتراماً وتقديراً كبيراً”.وكانت الرياض طلبت شراء نحو 48 طائرة من طراز إف-35. وكانت رويترز ذكرت في وقت سابق أن الطلب مر بمرحلة مهمة في البنتاغون الذي راجع الصفقة على مدى أشهر قبل رفعها إلى مستوى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث.صندوق الاستثمارات العامةوتعد الولايات المتحدة الوجهة الأساسية لصندوق الاستثمارات العامة الذي يخصص نحو 40 بالمئة من استثماراته العالمية للسوق الأميركية. ويعكس هذا الثقة في قدرة الاقتصاد الأمريكي على الابتكار، وخاصة في القطاعات ذات النمو المرتفع مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي تسهل نقل المعرفة وتبادل الخبرات.وقبل أيام، ناقش وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت سبل تعزيز استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في الولايات المتحدة خلال لقائه مع محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان.وكتب بيسنت على موقع X: “ناقشنا الفرص المتاحة لصندوق الاستثمارات العامة لتوسيع استثماراته في الولايات المتحدة ودعم النمو الاقتصادي وبناء علاقات قوية بين بلدينا”.الذكاء الاصطناعيويعد قطاع الذكاء الاصطناعي أحد أهم مجالات التعاون بين المملكة والولايات المتحدة. وتهدف الرياض إلى تأمين صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي كجزء من خطتها الطموحة لرؤية 2030 لتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها في هذا المجال.يعد الحصول على الموافقة للحصول على رقائق الحوسبة المتقدمة أمرًا بالغ الأهمية لخطة المملكة العربية السعودية لتصبح مركزًا رائدًا في الذكاء الاصطناعي.أشارت التقارير إلى أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أحرزتا تقدمًا كبيرًا في المناقشات حول اتفاقية مرتقبة من شأنها أن تسمح لشركات الرقائق الأمريكية بتصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى المملكة العربية السعودية.بدأت هذه المناقشات في شهر مايو الماضي بعد أن تحدث الرئيس الأمريكي عن اتفاقيات محتملة تشمل شركتي Nvidia و Advanced Micro Devices (AMD) لاستخدام الرقائق لمراكز البيانات المخصصة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وتتوافق هذه الخطوة مع استراتيجية الإدارة الأمريكية لتوسيع صادراتها التكنولوجية وتعزيز الوجود العالمي للشركات الأمريكية، وفقًا لتقرير سابق نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.وتهدف السعودية من خلال الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي إلى أن تكون ضمن أفضل 15 دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وجذب استثمارات بقيمة تقارب 75 مليار ريال في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتدريب أكثر من 20 ألف متخصص وخبير في هذه المجالات.اقرأ المزيد: ولي العهد السعودي يبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة

شارك المقال
اترك تعليقك