ويعزز الزعيم الروسي شراكاته مع دول الخليج في الوقت الذي تواجه فيه موسكو عزلة متزايدة من قبل الغرب.
قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برفقة أربع طائرات مقاتلة، بجولة خاطفة نادرة ليوم واحد في الشرق الأوسط زار خلالها الإمارات العربية المتحدة قبل مغادرته إلى المملكة العربية السعودية.
ووصل بوتين يوم الأربعاء إلى أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة COP28.
وتم اصطحابه إلى القصر الرئاسي، حيث تم استقباله بإطلاق 21 طلقة تحية وتحليق طائرات عسكرية إماراتية خلف دخان بألوان العلم الروسي.
ووصف رئيس الدولة الخليجية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بوتين بأنه “صديقه العزيز”.
وقال الشيخ محمد: “أنا سعيد بلقائك مرة أخرى”. وأصدر في وقت لاحق بيانا قال فيه إنهما ناقشا “أهمية تعزيز الحوار والتعاون لضمان الاستقرار والتقدم”.
وردد الزعيم الروسي هذه المشاعر.
وقال بوتين للشيخ محمد: “لقد وصلت علاقاتنا، إلى حد كبير بفضل موقفكم، إلى مستوى عالٍ غير مسبوق”. “الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي”.
وكان الاجتماع جزءا من سعي روسيا للعب دور أكثر تأثيرا في الشرق الأوسط، مع إدراج التعاون النفطي والحرب بين إسرائيل وحماس على جدول الأعمال.
وناقش الزعيمان، من بين أمور أخرى، التعاون الثنائي في صناعة الطاقة والتقنيات المتقدمة، وفقًا لوكالة أنباء تاس المملوكة للدولة في روسيا.
وذكرت تاس أن بوتين توجه بعد ذلك إلى الرياض، حيث سيلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وهو أول اجتماع مباشر لهما منذ أكتوبر 2019.
جاء اجتماع بوتين مع الأمير، المعروف باسم MBS، بعد انخفاض أسعار النفط، على الرغم من تعهد أوبك + ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكذلك الحلفاء بقيادة روسيا، بمواصلة خفض الإنتاج.
لكن لم يتضح على الفور ما الذي ينوي بوتين، الذي نادرا ما يغادر روسيا منذ بداية الحرب الأوكرانية، إثارة الأمر على وجه التحديد بشأن النفط أو الشؤون الجيوسياسية مع ولي عهد أكبر دولة مصدرة للخام في العالم.
ويستضيف بوتين، الخميس، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو. وبعد ذلك، تستقبل الإمارات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يومي الجمعة والسبت.
ورحلة بوتين النادرة إلى المنطقة هي الأولى له منذ يوليو 2022، عندما التقى بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في إيران.
ولم يقم الزعيم الروسي سوى برحلات دولية قليلة بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في مارس/آذار، متهمة إياه بترحيل أطفال أوكرانيين.
ولم توقع الإمارات ولا المملكة العربية السعودية على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، وليستا ملزمتين باعتقاله إذا دخل أراضيهما.
وفيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي المستمر منذ شهرين على قطاع غزة المحاصر، انتقد بوتين الحرب ووصفها بأنها فشل للدبلوماسية الأمريكية. واقترح أن تلعب موسكو بدلا من ذلك دور الوسيط بسبب علاقاتها الودية مع كل من إسرائيل والفلسطينيين.
وتعد جولة بوتين في الشرق الأوسط أيضا جزءا من جهوده لإظهار أن المحاولات الغربية لعزل موسكو من خلال العقوبات بسبب حربها على أوكرانيا قد باءت بالفشل.
وقال جيمس بايز، المحرر الدبلوماسي لقناة الجزيرة: “يبدو أنه سعيد للغاية بتواجده على الأرض في أبو ظبي”. وأضاف أنه من غير الواضح كيف سيتم النظر إلى هذه الزيارة في واشنطن، حيث تتمتع الإمارات أيضا بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.