تعد المدينة الواقعة في جنوب إسبانيا واحدة من أكثر المناطق المشمسة في جميع أنحاء أوروبا ولديها الكثير من الأشياء التي يمكن رؤيتها والقيام بها، بدءًا من الهندسة المعمارية التاريخية وحتى مشهد الطعام النابض بالحياة.
في حين لا يُظهر الطقس البريطاني أي علامات على التحسن، يمكن للبريطانيين المتعطشين للشمس أن يجدوا العزاء في حقيقة أن إحدى أكثر مدن أوروبا المشمسة لا تبعد سوى ثلاث ساعات بالطائرة. مثالي لأولئك الذين يبحثون عن بعض شمس الشتاء.
تقع قرطبة في جنوب إسبانيا، على بعد ساعة واحدة فقط بالقطار من ملقة أو إشبيلية، وتقع في منطقة الأندلس الجبلية والتاريخية. توجت المدينة كواحدة من أكثر المدن المشمسة من قبل هوليدو، حيث تتمتع بمتوسط مثير للإعجاب يبلغ 268.2 ساعة من أشعة الشمس كل شهر.
في أكتوبر، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى 26 درجة مئوية، وتنخفض قليلاً إلى حوالي 19 درجة مئوية في نوفمبر. كانت قرطبة، التي كانت ذات يوم عاصمة الإمبراطورية المغاربية خلال العصر الذهبي الإسلامي في القرن العاشر، موطنًا للعديد من الجواهر المعمارية المحفوظة جيدًا من تلك الحقبة.
يمكنك التنزه عبر الجسر الروماني والتجول عبر الممرات المرصوفة بالحصى في البلدة القديمة، حيث سترى الهياكل المزخرفة مثل مسجد وكاتدرائية قرطبة. تم تشييد هذا المبنى الكبير بين عامي 785 و786، ولا تزال أقواسه وأعمدته المثيرة مرئية حتى اليوم، حسبما ذكرت صحيفة إكسبريس.
وقد تم تحويلها فيما بعد إلى كاتدرائية في القرن الثالث عشر، إلا أن العديد من الفسيفساء والتفاصيل التاريخية لا تزال سليمة حتى يومنا هذا.
تعد قرطبة أيضًا موطنًا للحي اليهودي (La Judería) الذي يضم كنيسًا يهوديًا يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، ويقدم لمحة عن العصر الذي عاش فيه المسلمون واليهود والمسيحيون معًا في المدينة. يعد برج توري دي لا كالاهورا، وهو برج بوابة من العصور الوسطى تم تحويله إلى “متحف حي”، بمثابة كنز دفين من القطع الأثرية من عصور مختلفة من تاريخ المدينة.
وبعد استكشاف المعروضات، يمكنك الصعود إلى أعلى البرج للاستمتاع بمناظر المدينة القديمة الخلابة.
جانب آخر مميز في قرطبة هو ساحاتها القديمة، والتي يعود تاريخ العديد منها إلى العصر الروماني والمغاربي. تم تصميم هذه الأفنية، التي غالبًا ما كانت مزينة بالزهور والنباتات والنوافير، لتكون بمثابة ملاذ بارد من الحرارة.
في حين أن بعض الساحات مفتوحة للزوار على مدار العام، فإن مهرجان الساحات في شهر مايو يشهد فتح العديد من أصحاب القطاع الخاص مساحاتهم للاستكشاف.
بعد يوم من مشاهدة المعالم السياحية، يمكنك الاسترخاء في حمام الأندلس التاريخي، الذي تم بناؤه على موقع الحمامات العربية التي تعود إلى القرن الثالث عشر. تم تزيين كل غرفة بشكل رائع بجدران من البلاط وإضاءة ناعمة، مما يخلق أجواءً هادئة وأصيلة.
وبعد الاستمتاع بتجربة الحمام التقليدي، يمكنك أيضًا حجز علاجات مثل التدليك لتخفيف تعب العضلات.
تشتهر الأندلس بمشهد الطهي النابض بالحياة، وفي قرطبة، تأكد من تجربة أطباق مثل سلموريجو قرطبة، وهو حساء منعش مصنوع من الطماطم المحلية، متبل بسخاء بزيت الزيتون والثوم. أو جرب رابو دي تورو القوي، وهو يخنة ذيل الثور القادمة من المدينة.
لتنغمس حقًا في ثقافة المدينة، احجز إقامتك في أحد الفنادق التاريخية. فندق Las Casas de la Judería هو فندق بوتيكي ذو 4 نجوم يقع في الحي اليهودي، على بعد مرمى حجر من العديد من الأماكن التي يجب مشاهدتها في قرطبة. كما يضم ساحة فناء ساحرة مع مسبح لمساعدتك على التغلب على الحرارة الإسبانية.
وبدلاً من ذلك، يمكنك التفكير في H10 Palacio Colomera، الذي يطل على ساحة تاريخية ويتميز بتراس على السطح حيث يمكنك الاستمتاع بالكوكتيلات ومشاهدة غروب الشمس فوق المدينة.