دواء جديد محتمل لمرضى السكتة الدماغية والخرف في الأفق

فريق التحرير

تطرح الدكتورة ميريام ستوبارد سؤالاً مهمًا يمكن أن يساعد في مكافحة السكتات الدماغية والخرف الوعائي – هل يمكننا ابتكار دواء لسد التسريبات وحتى منع أمراض الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ؟

مع تقدمنا ​​في السن، تميل الأوعية الدموية الصغيرة لدينا إلى التسرب. إذا كانت هذه الأوعية الدموية المتسربة موجودة في الدماغ، فإنها يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية والخرف الوعائي.

ولكن هل يمكننا ابتكار دواء لسد التسريبات وحتى منع الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ؟ يعد مرض الأوعية الدموية الصغيرة (SVD) سببًا رئيسيًا للتدهور المعرفي ويساهم في ما يقرب من نصف (45٪) حالات الخرف في جميع أنحاء العالم. كما أنه مسؤول عن واحدة من كل خمس سكتات دماغية إقفارية، وهو النوع الأكثر شيوعًا من السكتات الدماغية، حيث تمنع جلطة الدم تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ.

غالبية الأشخاص المصابين بمرض SVD وارتفاع ضغط الدم المرتبط به ومرض السكري من النوع الثاني هم في منتصف العمر. تصيب الأشكال النادرة والموروثة من مرض SVD الأشخاص الذين لا تتجاوز أعمارهم منتصف الثلاثينيات من العمر. أخذ علماء جامعة كامبريدج خلايا من خزعات جلدية للمرضى الذين يعانون من أحد هذه الأشكال النادرة من SVD. ومن خلال إعادة برمجة الخلايا، قاموا بإنشاء خلايا جذعية قادرة على التطور إلى أي نوع من الخلايا في الجسم تقريبًا. ثم استخدم الفريق هذه الخلايا الجذعية لتوليد خلايا الأوعية الدموية في الدماغ وإنشاء نموذج للمرض يحاكي العيوب التي تظهر في SVD. تقول الدكتورة أليساندرا جراناتا من كامبريدج، التي قادت الدراسة: “على الرغم من عدد الأشخاص المصابين بمرض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم، إلا أننا لا نملك سوى القليل من العلاجات لأننا لا نفهم تمامًا ما الذي يدمر الأوعية الدموية ويسبب المرض.

“معظم ما نعرفه عن الأسباب الكامنة يأتي من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، لكنها محدودة فيما يمكن أن تخبرنا به. ولهذا السبب لجأنا إلى الخلايا الجذعية لتوليد خلايا الأوعية الدموية في الدماغ وإنشاء نموذج للمرض “في طبق” يحاكي ما نراه في المرضى”. في نموذج المرض الخاص بهم، وجد الفريق للأسف أن الخلايا غير قادرة على الانضمام، خاصة في ما يسمى بـ “الوصلات الضيقة”، والتي تعمل على “ضغط” الخلايا معًا. يؤدي هذا إلى تسرب الأوعية الدموية الصغيرة، وهي سمة رئيسية تظهر في مرض الأوعية الدموية الصغيرة، حيث يتسرب الدم من الأوعية إلى الدماغ.

وحدد الباحثون جزيئات تسمى البروتينات المعدنية (MMPs) المتورطة في هذا الضرر، عندما يتم إنتاج الكثير منها. وعندما عالج الفريق الأوعية الدموية بأدوية تمنع الـ MMPs – وهو مضاد حيوي وأدوية مضادة للسرطان – وجدوا أنهم عكسوا الضرر وأوقفوا التسرب. الشيء الوحيد هو أن الأدوية المستخدمة لها آثار جانبية كبيرة، لذا لا يمكن استخدامها عمليًا. ولكنها خطوة كبيرة إلى الأمام، وهي بمثابة نموذج للأدوية المستقبلية.

شارك المقال
اترك تعليقك