يُقال للناس إن بإمكانهم تنظيم حياتهم بمجرد الحفاظ على أحذيتهم في المنزل
تم تحذير الأسر في المملكة المتحدة من أنه “ليس لديها أي فكرة” عن الضرر الذي تسببه عند ارتداء أحذيتها حول منزلها. وتأتي هذه الملاحظة التحذيرية في الوقت الذي تسلط فيه الأبحاث الضوء على مدى الضرر الذي يمكن أن يحدثه ارتداء الأحذية في الداخل، وربما إلى درجة أنها قد تؤدي إلى تقصير عمرك.
مع حلول شهر ديسمبر/كانون الأول بطقس أكثر رطوبة وشوارع أكثر موحلة، قد يجعل الناس منازلهم متسخة في الداخل تمامًا كما هو الحال في الخارج. تشعر العديد من الأسر براحة بشأن ارتداء الأحذية الخارجية في الداخل دون إدراك الضرر. تشير الدراسات إلى أن الأحذية يمكن أن تحمل مئات الآلاف من الجراثيم، بالإضافة إلى آثار البراز والمواد الكيميائية والمواد المسببة للحساسية التي يمكن أن تبقى على الأرضيات لعدة أيام.
وجدت الأبحاث التي أجرتها جامعة أريزونا أن 96% من نعال الأحذية تحمل بكتيريا القولون، وحوالي 27% تحمل بكتيريا الإشريكية القولونية، المرتبطة بالتهابات الجهاز الهضمي والتهابات المسالك البولية. قامت دراسة أخرى بقياس ما متوسطه 421000 وحدة من البكتيريا الملتصقة بالجزء الخارجي من الحذاء النموذجي، مع ما يصل إلى 99٪ منها يتم نقلها إلى الأرضيات النظيفة في غضون خطوات قليلة فقط.
وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن ما يصل إلى 40% من نعال الأحذية في الأماكن غير المخصصة للرعاية الصحية ملوثة بمادة المطثية العسيرة السامة. تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية: “المطثية العسيرة هي نوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب الإسهال. وغالبًا ما تؤثر على الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية. ويمكن علاجها عادةً بنوع مختلف من المضادات الحيوية”.
بمجرد وصول تلك الجراثيم إلى السجاد والبسط، يمكن لأي شخص يجلس أو يزحف أو يلعب على الأرض أن يلتقطها على يديه وملابسه وألعابه. الأحذية في الداخل هي في الأساس أطباق بتري مقنعة، وتقوم العائلات بالمشي بها مباشرة إلى الأماكن التي يقضي فيها الناس معظم وقتهم.
الشتاء يعني قضاء المزيد من الساعات في الداخل مع تشغيل التدفئة، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الجراثيم والمواد المسببة للحساسية في الهواء وعلى المفروشات الناعمة. يزحف الأطفال الصغار والرضع على الأرض، ثم يضعون الأصابع والدمى والألعاب مباشرة في أفواههم.
تنقل الحيوانات الأليفة ما هو موجود على السجادة إلى الأرائك والأسرة، وتلعق أقدامها بانتظام، والتي تكون على اتصال مباشر بالأرضية التي مشيت عليها للتو. كما أن الأقارب الأكبر سنًا الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض خطير بسبب العدوى التي يتم التقاطها في المنزل. وحذر خبراء الصحة من أن الأحذية يمكن أن تحمل ليس فقط الإشريكية القولونية، ولكن أيضًا المطثية العسيرة والميثيسيلين وغيرها من الجراثيم المرتبطة بالإسهال الشديد والتهابات الدم ومشاكل الجروح. الأماكن العامة مثل مراكز التسوق والمراحيض العامة ومواقف السيارات بالمستشفيات جميعها تترك آثارًا على نعال الأحذية. كما تم اكتشاف المبيدات الحشرية والرصاص الناتج عن حركة المرور والملوثات الأخرى على الأحذية. يمكن بعد ذلك توزيعها حول غرف المعيشة وغرف النوم.
ينصح متحدث باسم شركة التأمين على الحياة Life Pro بشدة بترك الأحذية الخارجية عند الباب لخفض مستوى الجراثيم في المنزل. تعتبر النعال والجوارب والأقدام العارية في الأماكن المغلقة فقط خيارات أكثر أمانًا، خاصة في المنازل التي بها سجاد وموكيت يصعب تنظيفه جيدًا. يمكن للأرضيات الصلبة أيضًا أن تمسك بالبكتيريا الموجودة في الشقوق والمفاصل إذا لم يتم تطهيرها بانتظام.
يتم تشجيع العائلات على الاحتفاظ برف الأحذية أو السجادة بجوار الباب الأمامي وترسيخ عادة إزالة أحذيتهم بمجرد دخولهم إلى الداخل. إن تقديم الجوارب أو النعال النظيفة للزوار يمكن أن يجعل القاعدة تشعر بالترحيب وليس الصارمة. يمكن أن يساعد التنظيف المنتظم بالمكنسة الكهربائية ومسح المناطق المزدحمة، إلى جانب غسل سجاد لعب الأطفال والبطانيات، في تقليل تراكم الجراثيم التي وصلت بالفعل.
وحذر المتحدث أيضًا البريطانيين من أنهم قد يُقصرون حياتهم من خلال إبقاء الأحذية في الداخل عامًا بعد عام، لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بعدوى خطيرة بين أصغر وأكبر أفراد الأسرة. وقالوا: “إن خلع الأحذية أو تركها عند الباب يعد من أسهل وأرخص عادات الحماية الصحية، خاصة خلال الأشهر الباردة عندما يقضي الجميع المزيد من الوقت في المنزل”.