وجدت دراسة أن وجود دهون في البطن يعرض النساء لخطر أكبر
كشفت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يعانين من اتساع محيط الخصر خلال منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بالخرف. لقد وجد العلماء أن الدهون الزائدة في البطن لدى النساء في منتصف العمر يمكن أن تكون علامة حمراء للتدهور المعرفي.
ويشير البحث، الذي نشر في مجلة انقطاع الطمث، إلى أن حجم خصر المرأة يمكن أن يوفر أدلة حيوية حول خطر تعرضها للتدهور العقلي مع تقدمها في السن. ويشير الأطباء إلى أن زيادة الوزن، وخاصة حول الحجاب الحاجز، أمر شائع خلال مراحل ما قبل انقطاع الطمث وما بعد انقطاع الطمث.
ترتبط هذه الزيادات في الوزن، إلى جانب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين النموذجي بعد انقطاع الطمث، بانخفاض حساسية الأنسولين وزيادة العمليات الالتهابية. وتشير أحدث دراسة إلى أن “السمنة المركزية” – المصطلح الطبي للدهون الزائدة في البطن – هي أيضًا عامل خطر للتدهور المعرفي.
يسلط المتخصصون في مجال الصحة الضوء على أن الأنسجة الدهنية الحشوية – الدهون المخزنة حول الأعضاء المختلفة بما في ذلك المعدة والأمعاء والكبد – تحمل مخاطر صحية أكثر من الدهون العامة في الجسم. وتشمل هذه الأمراض مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الزهايمر.
يبدو أن ارتفاع علامات الالتهاب بسبب الدهون الحشوية وانخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث هو العامل الرئيسي في عمليات المرض هذه. وقد دفع هذا الباحثين إلى اقتراح أن قياسات الدهون المركزية في الجسم – مثل نسبة الخصر إلى الورك – يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات خطر “مبكرة ويمكن التعرف عليها بسهولة” لكل من المشاكل الأيضية والمعرفية، حيث تتركز مستقبلات هرمون الاستروجين في الدماغ في المناطق المسؤولة عن الوظيفة التنفيذية والذاكرة، وفقا لتقارير بريستول لايف.
أنتجت التجارب السريرية السابقة التي فحصت العلاقة بين العلاج الهرموني والإدراك نتائج غير متناسقة، اعتمادًا على أعمار المشاركين. وقد دفع هذا الباحثين في أحدث دراسة إلى استكشاف العلاقة بين الدهون المركزية في الجسم والوظيفة الإدراكية واستخدام العلاج الهرموني لدى النساء اللاتي دخلن مرحلة انقطاع الطمث مؤخرًا.
وشملت الدراسة أكثر من 700 امرأة تتراوح أعمارهن بين 42 و58 عامًا، وكان عمرهن أقل من 36 شهرًا بعد انقطاع الطمث الطبيعي. تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: أولئك الذين أعطوا هرمون الاستروجين الخيلي المترافق عن طريق الفم، وأولئك الذين أعطوا استراديول عبر الجلد، وأولئك الذين أعطوا علاجًا وهميًا.
تم تقييم الدهون المركزية في الجسم باستخدام قياسات نسبة الخصر إلى الورك. ووجد الباحثون أن النساء ذوات نسبة الخصر إلى الورك الأساسية الأعلى أظهرن أداءً أسوأ في جميع المقاييس المعرفية، مع ملاحظة تغيرات فقط في الاهتمام البصري والوظيفة التنفيذية خلال فترة الدراسة التي استمرت أربع سنوات.
صرح الدكتور تارين جيمس، وهو مؤلف مشارك في الدراسة من جامعة ويسكونسن ماديسون: “لم يتم العثور على السمنة المركزية لتخفيف العلاج الهرموني بالمقارنة مع النتائج الخاصة بالمجال المعرفي الوهمي”.
يوصي الباحثون، بناءً على النتائج التي توصلوا إليها، بضرورة فحص التأثيرات الصحية المعرفية لدى النساء بعد انقطاع الطمث المبكر، حتى أولئك اللاتي لديهن حالات منخفضة المخاطر على القلب والأوعية الدموية. ورحبت الدكتورة مونيكا كريسماس، المدير الطبي المساعد لجمعية انقطاع الطمث، بهذه النتائج.
وقالت: “إن معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل في وقت مبكر وغالباً ما يكون أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة المثالية والاستقلالية مع تقدم المرأة في العمر. إن التغيرات الأيضية والمعرفية التي تحدث عادة أثناء وبعد مرحلة انقطاع الطمث غالباً ما تفاجئ النساء وتصعب معالجتها بعد إجراء التشخيص”.
علاوة على ذلك، أضاف الدكتور كريسماس: “إن وضع استراتيجيات نمط حياة وقائية قبل الانتقال إلى سن اليأس سيؤدي إلى مكاسب صحية طولية وانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات”.