“الحب والأمل والأمان يمكن أن تساعد الأطفال على النمو”

فريق التحرير

تشارك الدكتورة ميريام ستوبارد بحثًا رائعًا من جامعة لوبورو يوضح كيف أن نقص الحب في مرحلة الطفولة يؤخر النمو، بل ويمكن أن يقتل

إن الشعور بالحب والأمان ليس مفيدًا للصحة العقلية فحسب، بل يمكن أن يساعدك على النمو أيضًا. هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه دراسة رائعة بحثت في سجلات الارتفاع من القرن التاسع عشر إلى التسعينيات وحللت ارتباطها بالظروف الاقتصادية.

ويكشف الاستكشاف العميق الذي أجراه البروفيسور باري بوجين في جامعة لوبورو أن “الافتقار إلى الحب و/أو الأمل يؤخر النمو، ويعوق التطور والنضج، بل ويمكن أن يقتل”.

تبين أن الحب والأمل هما عاملان حاسمان في تعزيز التنمية البشرية الصحية ويجتمعان معًا بطرق معقدة لدعم الرفاهية العاطفية.

ويعرّف “الحب والأمل” بأنهما “الأمان والكثافة العاطفية الإيجابية لشبكة العلاقات الاجتماعية التي يحتاجها جميع الناس”، و”القدرة على رؤية أنفسنا في عالم أفضل”.

لقد وجد البروفيسور بوجين هذا الرابط بين طولنا وحبنا وأملنا مرات عديدة على مر العقود. ويقول إن الأشخاص الذين ولدوا خلال فترات الركود الاقتصادي، مثل الكساد الطويل في الفترة 1873-1896، كانوا أقصر من الأشخاص الذين ولدوا خلال أوقات أكثر ازدهارا.

أظهرت السجلات التي تغطي أكثر من 300 عام من الرضع في دور الأطفال ودور الأيتام أن الأطفال غالبًا ما يعانون من ضعف النمو البدني والعقلي وارتفاع معدلات الوفيات.

ويعتقد البروفيسور بوجين أن انعدام الأمن والتوتر يمكن أن يقتلا كما يتضح من معدلات الوفيات المرتفعة للغاية في دور الأيتام عبر التاريخ الأوروبي وفي نيويورك. في عشرينيات القرن العشرين، عندما توفي معظم الأطفال دون سن الثانية في دور الأطفال، لم تكن الرعاية الأساسية كافية بدون الحب أو الارتباط بشخص آخر.

من ناحية أخرى، عندما ترك الناس والأطفال الصعوبات خلفهم وشعروا بمزيد من الحب و/أو الأمل، وجد أن طولهم زاد. وقال البروفيسور بوجين في شرح النتائج: “يلعب الحب والأمل أدوارا أساسية في مساعدة الناس على النمو بطريقة صحية. إنهم يجتمعون معًا بطرق معقدة لمساعدتنا على الشعور بالراحة العاطفية.

ويضيف: “عندما لا يكون لدينا الحب أو الأمل، فإننا نتعرض للضغط العاطفي السام، الذي له آثار بيولوجية ضارة، بما في ذلك إعاقة الهرمونات اللازمة للنمو والطول”.

نحن كجنس بشري نحتاج إلى ارتباطات اجتماعية وعاطفية قوية، وبعبارة أخرى: الحب. وهو يعتقد أن هذه الارتباطات تعزز جميع الوظائف البيولوجية تقريبًا، مثل الهضم ونظام المناعة الصحي والسعادة والنظرة الإيجابية للحياة.

ويضيف: «يعيش معظم الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النمو في مجتمعات تعاني من تفاوتات اجتماعية واقتصادية وسياسية هائلة. هذه المجتمعات غالبا ما تكون عنيفة. يخلق الخوف الناتج عن عدم المساواة والعنف عبئًا عاطفيًا يبطئ نمو الطول، وفي الوقت نفسه، يعزز نمو الوزن.

“نحن بحاجة إلى تدخلات جديدة لمعالجة الخوف من عدم المساواة والعنف، وآمل أن يؤدي بحثي إلى تعزيز التغييرات في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من أجل عالم أكثر عدلاً وسلامًا.”

شارك المقال
اترك تعليقك