السياحة الفلسطينية ودورها في النمو الاقتصادي

mohamed

تحظي السياحة بتأثير كبير على الاقتصادات الوطنية على مستوى العالم من قبل القطاعين العام والخاص على حد سواء، ونظراً لديناميكيتها كصناعة اقتصادية ودورها في تنمية الموارد المحلية، فضلاً عن قدرتها على تعزيز النمو الاقتصادي، فقد أصبحت السياحة أولوية في دوائر صنع القرار، تكشف الإحصائيات والتقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية أن الحركة السياحية الدولية تنمو بمعدلات أكبر بكثير من بعض الأنشطة الاقتصادية الأخرى.

ويعتبر تعزيز السياحة أمر حيوي للنمو الاقتصادي الفلسطيني على المدى الطويل، فمنطقة الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة غنية للغاية بالمعالم التاريخية والبيئية، حيث يعد التنوع الجغرافي والتاريخي لفلسطين عامل جذب سياحي كبير، وعلى الرغم من التغيرات والتشوهات الجيوسياسية التي أحدثتها الحروب مع اسرائيل على مدى العقود الأربعة الماضية، إلا إنه لا يزال لديها آفاق واسعة لنمو السياحة وتطويرها خاصتا مع ارتفاع سعر دولار شيكل مما يجعل المساهمة المحتملة لهذا القطاع في النمو الاقتصادي كبير.

لسنوات عديدة، تركزت صناعة السياحة الفلسطينية بشكل رئيسي حول السياحة الدينية، والتي تتركز في المدن التي تضم المواقع الدينية الكبرى مثل بيت لحم وأريحا، ولكن اليوم توسعت السياحة في يهودا والسامرة وأماكن أخري لا تحتوي على مناطق جذب دينية.

وقد أدى ارتفاع السياحة إلى ارتفاع إيرادات المدن الفلسطينية، وشهدت السلطة الفلسطينية نموا ملحوظا بشكل استثنائي في قطاع السياحة في عام 2017 على سبيل المثال، وفقا لبيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وقد أدى ارتفاع السياحة إلى ارتفاع إيرادات المدن الفلسطينية، وبحسب الأرقام المنشورة عام 2017 ارتفع إجمالي إيرادات السياحة في يهودا والسامرة بنسبة 27% تقريبًا من مليار دولار عام 2016 إلى 1.3 مليار دولار عام 2017، وتأتي هذه الزيادة من العائدات المالية بشكل رئيسي من قطاعات الفنادق والمطاعم والنقل. .

السياحة في فلسطين

تعد فلسطين وجهة آسرة للسياح من جميع مناحي الحياة بفضل تراثها الثقافي الغني وتاريخها العميق وجمالها الطبيعي، وتشتهر بمواقعها الدينية التي تعتبر ذات أهمية كبيرة لأتباع الإسلام والمسيحية واليهودية على حد سواء، ويستطيع الحجاج المسيحيون زيارة كنيسة المهد في بيت لحم والتي ولد فيها النبي عيسي عليه السلام، ومن بين المعالم الدينية التاريخية البالغ عددها 220 في القدس المسجد الأقصى والذي يعتبر ثالث أقدس موقع في الإسلام، وإلى جانب المسجد الأقصى توجد قبة الصخرة المذهلة وهي عمل معقد من العمارة الإسلامية، وله أيضًا أهمية دينية بالنسبة للمسلمين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن حائط المبكى في القدس هو أقدس مكان للصلاة في الديانة اليهودية.

الآثار الدينية في فلسطين مصحوبة بمواقع تاريخية رائعة، يعود تاريخ تل السلطان (مدينة أريحا القديمة) إلى أكثر من 10000 عام وتقع على ارتفاع 258 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وهي أقدم وأدنى مدينة على وجه الأرض، وتعتبر أيضًا مدينة الخليل موقعاً تاريخياً بحد ذاتها حيث لديها أسطح مقوسة ومذهلة وأزقتها الرائعة التي تعد من سمات العمارة ذات الطراز المملوكي المحفوظة جيدًا في الخليل.

وتتمتع فلسطين أيضًا بمناظر طبيعية هادئة ومناطق غنية بالتنوع البيولوجي، يتبع مسار النبي إبراهيم (مسار إبراهيم الخليل) خطى إبراهيم لاستكشاف المناظر الطبيعية الدرامية والنباتات والحيوانات والتاريخ العميق والثقافة المتنوعة في فلسطين، وقد أطلقت مجلة ناشيونال جيوغرافيك ترافيلر على طريق إبراهيم لقب أفضل مسار جديد للمشي في العالم في عام 2014.

يقع البحر الميت على ارتفاع 417 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وهو أدنى نقطة على وجه الأرض وأكثر المسطحات المائية ملوحة في العالم، وتتمتع مياه وطين البحر الميت بخصائص علاجية يتم الاستفادة منها للأغراض الطبية والتجميلية، وعلى الرغم من الغياب شبه الكامل للحياة في الماء، فإن الوشق المحيط بها يعد موطنًا للوعل والفهود والعديد من أنواع الطيور المهاجرة.

تعد غزة أيضًا مكانًا مهمًا لاستراحة الطيور المهاجرة، بما في ذلك مالك الحزين والكركي وطيور النحام، كما تعتبر المطاعم المطلة على البحر في مدينة غزة مكانًا رائعًا للاستمتاع بالمأكولات البحرية الطازجة أثناء الاستمتاع بإطلالة على البحر الأبيض المتوسط الهادئ، وتشتهر المدينة بالسجاد المنسوج يدوياً والأثاث المصنوع من الخيزران والأواني الفخارية والتي يمكنك العثور عليها في السوق المحلي، كما أن مقبرة حرب غزة هي المثوى الأخير لجنود أنزاك الذين ماتوا أثناء القتال في غزة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.

تشتهر مدينة نابلس بصابون زيت الزيتون وصاغة الذهب والحلويات التقليدية، يتميز وسط المدينة بسوق صاخب وحمامات تركية ومساجد رائعة ومصانع الصابون التقليدية، وعلى النقيض من ذلك، فإن وسط مدينة رام الله العالمية النابض بالحياة مليء بالمعارض الفنية والمتاحف والمسارح والحدائق والمطاعم والحانات.

وتعتبر مدينة الطيبة الخلابة القريبة موطنًا لمصنع الجعة الوحيد في فلسطين، يستضيف مصنع الجعة الطيبة مهرجان البيرة السنوي على طراز مهرجان أكتوبر، والذي يعتبر من المهرجانات التقليدية التي تقام سنويًا في فلسطين.

شارك المقال
اترك تعليقك