مصر تكثف الدعم الضريبي والجماركي لقطاع السياحة من خلال اللجان المشتركة

فريق التحرير

قالت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، إن وزارة المالية والهيئة توليان اهتماما خاصا لقطاع السياحة، ووصفته بأنه مساهم حيوي في الدخل القومي ويحظى بدعم مستهدف للمساعدة في حل تحدياته.

وقال عبد العال، خلال ندوة صالون السياحة التي نظمتها لجنة السياحة بغرفة الصناعة والتجارة العربية الألمانية بالتعاون مع جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية، إنه تم تشكيل عدة لجان متخصصة لمعالجة القضايا الخاصة بالقطاع. وتشمل هذه اللجنة لجنة رفيعة المستوى تجمع بين وزارة المالية والاتحاد المصري للسياحة، بالإضافة إلى لجنة فرعية يرأسها رئيس مصلحة الضرائب.

وأوضحت أنه بينما تطبق الهيئة القانون في حالات التهرب الضريبي، فقد ساعدت هذه اللجان في حل العديد من النزاعات وإعادة هيكلة المستحقات المستحقة على الشركات المتعثرة ماليا من خلال آليات مرنة تحقق التوازن بين حماية الإيرادات العامة وضمان استمرارية الأعمال.

وأشار عبد العال إلى أن الخدمات المقدمة داخل قاعات العرض بالمتحف المصري الكبير تم تصنيفها ضمن الخدمات المتحفية المعفاة من ضريبة القيمة المضافة، وهو ما يعكس إدراك وزارة المالية لدور السياحة في تعزيز الدخل القومي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضافت أنه منذ الساعات الأولى لتولي أحمد كوشوك منصب وزير المالية، أعطيت الأولوية لمعالجة التحديات الضريبية الأكثر إلحاحا التي تواجه مجتمع الأعمال. وقالت إن هذا النهج يهدف إلى تذليل المعوقات مع ضمان العدالة الضريبية وحماية المكلفين ودعم استمرارية النشاط الاقتصادي، وصولا إلى إطلاق الحزمة الأولى من تدابير التيسير الضريبي.

وبحسب عبد العال، فإن العلاقات بين مصلحة الضرائب المصرية ودافعي الضرائب شهدت تحسنا ملموسا خلال العام ونصف العام الماضيين.

وقالت: “منذ عام 2018، انطلقنا في رحلة ناجحة – باعتراف مجتمع الأعمال والمستثمرين والمؤسسات الدولية – نحو التحول الرقمي”، مشيرة إلى أن حجم الاقتصاد غير الرسمي لا يزال أحد التحديات الرئيسية التي تعيق تحقيق العدالة الضريبية الكاملة.

وشددت على أهمية تحديد أولويات التحديات وفقا لمدى إلحاحها، وهو النهج الذي انعكس في الحزمة الأولى من تدابير التيسير الضريبي التي تم إطلاقها في فبراير. وتضمنت الحزمة حوافز أساسية أبرزها السماح بتقديم أو تعديل الإقرارات الضريبية للفترة من 2020 إلى 2024 دون غرامات.

وقال عبد العال إن هذه الإجراءات عززت الامتثال الطوعي وأثارت استجابة إيجابية من دافعي الضرائب خلال موسم الإيداع الأخير، حيث قدم العديد منهم الإقرارات مبكرًا وتسوية الالتزامات طوعًا، مما ساعد على بناء الثقة والشراكة بين الهيئة ومجتمع الأعمال.

وأضافت أن هذه ردود الفعل الإيجابية شجعت وزارة المالية وهيئة الضرائب على توسيع الحوافز من خلال حزمة ثانية من إجراءات التيسير، والتي تم فتح أحكامها للحوار المجتمعي طوال شهر ديسمبر قبل إطلاقها رسميًا.

وقال عبد العال إنه تم إصدار دليل إرشادي شامل لتوضيح المعاملة الضريبية للخدمات المصدرة بموجب قانون ضريبة القيمة المضافة ولائحته التنفيذية. ويشرح الدليل مفهوم الخدمات المصدرة وقواعد تحديد مكان الضريبة والمستندات المطلوبة وأمثلة عملية لتطبيق المعاملة الضريبية صفر بما في ذلك الخدمات المقدمة عن بعد من مصر للعملاء في الخارج.

من جانبه، قال أحمد عموي، رئيس مصلحة الجمارك المصرية، إن قطاع السياحة يعد ركيزة أساسية للدخل القومي، مشيراً إلى أن الجمارك تتفاعل مع القطاع من خلال إعفاءات على بعض المستلزمات التي تستخدمها الفنادق والمؤسسات السياحية، بما في ذلك المركبات والأتوبيسات السياحية.

وقال العموي إن مصلحة الجمارك نفذت منذ عام 2019 سلسلة من الإصلاحات تهدف إلى تبسيط ورقمنة الإجراءات وتخفيف الأعباء على المستثمرين وتجنب عقوبات التخزين وتسريع عمليات الاستيراد والتصدير. وأضاف أن هذه الإجراءات كان لها أثر إيجابي على استيراد مستلزمات المنشآت السياحية.

وشدد على أهمية اللقاءات الحوارية في تحديد التحديات ومراجعة الإصلاحات المنفذة والوصول إلى إجراءات وتشريعات موحدة تحقق التوازن بين مصالح المستثمرين ومتطلبات الدولة مع دعم قطاع السياحة.

شارك المقال
اترك تعليقك