منذ ظهورها الأول على الشاشة كفتاة صغيرة وحتى تطورها لتصبح واحدة من أكثر الفنانات تنوعًا واستمرارية في العالم العربي، لم تبتعد لبلبة أبدًا عن شغفها الأكبر. لم تتعامل مع الفن أبدًا كمجرد مهنة، بل عاشته كدعوة، وجزء لا يتجزأ من حياتها. ولا يمكن أن يقتصر حضورها على الأداء الكوميدي أو الموسيقي؛ إنه يشمل أدوارًا إنسانية عميقة سمحت لها بجعل الجمهور يضحك بصدق، ويتألم بالتعاطف، ويبكي من القلب.
في هذه المقابلة الحصرية مع ديلي نيوز إيجيبت، تتحدث لبلبة عن رحلتها الفنية وعلاقتها بالجمهور وتجاربها في العمل مع أيقونات مثل عادل إمام ويوسف شاهين وعاطف الطيب. تتحدث بصراحة عن مخاوفها وشجاعتها والأحلام التي تواصل رعايتها.
لقد قلت ذات مرة أنك لم تشعر أبدًا بلحظة ندم واحدة لاختيارك الفن كمسار حياتك. كيف تنظرون إلى هذا القرار اليوم بعد كل هذه السنوات؟
والحقيقة أنني لم أشعر بالندم قط، ولا للحظة واحدة. لا يوجد شيء اسمه خسارة في الفن. لقد اكتسبت نفس الشيء الذي أحببته منذ الصغر، واكتسبت جمهورًا واسعًا يحبني ويثق بي. ما لا يدركه الكثير من الناس هو أن حياتي الشخصية وحياتي الفنية هما نفس الشيء. لم أكن أعرف أي عالم آخر.
قالت الفنانة إلهام شاهين ذات مرة إنك تعطي كل شخصية قطعة من روحك وتجعلها أجمل مما هو مكتوب. كيف تلقيت ذلك؟
ويسعدني جدًا سماع ذلك، لأن التمثيل في جوهره ليس حوارًا محفوظًا؛ إنه شعور وروح وتجربة معيشية تُسكب في الشخصية حتى تصبح حقيقية وقابلة للتواصل مع الناس.
في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قلت إن الجمهور لم يرى سوى نصف إمكاناتك. ماذا تقصد؟
لقد لعبت العديد من الأدوار عبر العديد من الأنواع، لكني ما زلت أرغب حقًا في القيام بالأدوار التي لم أتعامل معها بعد، خاصة تلك المعقدة نفسيًا، مثل الشخصيات التي تعاني من اضطرابات عاطفية أو عقلية. تمثل هذه الأدوار تحديًا فنيًا حقيقيًا بالنسبة لي.
ومع ذلك تصرين دائماً على اختيار الأدوار المناسبة لعمرك؟
قطعاً. أنا لا أخدع الجمهور أبدًا. أتأكد دائمًا من أن الشخصية صادقة وتناسب مرحلة حياتي، لأن الحقيقة هي مفتاح أي نجاح.
ما السر وراء الارتباط العميق بينك وبين الجمهور العربي؟
لقد نشأت بينهم منذ أن كنت في الخامسة من عمري. لم أعرف قط حياة خارج العالم الفني. لم أشعر يوماً بوجود حاجز بيننا. أنا أنتمي إليهم، ولم أنظر إليهم بازدراء أبدًا، لأنهم هم الذين صنعوا اسمي.
خارج الكوميديا، كيف تتذكر تجربتك فيها؟ جنة الشياطين؟
لقد كانت تجربة صعبة للغاية ومميزة للغاية. المشهد مع محمود حميدة تم تصويره في لقطة طويلة داخل نفق مع المخرج أسامة فوزي، وتم إجراؤه بشكل صحيح من المحاولة الأولى. لقد كان تحديًا حقيقيًا.
قلت ذات مرة أن شخصية “حميدة” في المسلسل مأمون وشراكة كان من أصعب الأدوار التي قمت بها. لماذا؟
لأن الجمهور اعتاد رؤيتي في إطار كوميدي، بينما كانت هذه الشخصية متجذرة في العاطفة الإنسانية العميقة وردود الفعل الشديدة.

جمعتكم شراكة فنية طويلة مع عادل إمام عبر 14 عملاً. ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
إنها شراكة فنية نادرة. نحن نفهم بعضنا البعض بنظرة أو بكلمة واحدة. أشعر أن عادل إمام هو توأمي الفني، وقد أحب الجمهور بشدة عملنا معًا.
أحدث أفلامك، جوازة ولا غنازةتم عرضه في برنامج الروائع العربية التابع لمهرجان RSIFF. كيف تختارين أدوارك؟
لقد قرأت السيناريو بأكمله، ولا أشغل نفسي بالتكلفة أو بحجم الدور. ما يهم هو أن يصدقني الجمهور وأن يلامس العمل قلوبهم. وافقت على القيام بالفيلم بعد محادثة مدتها 12 دقيقة فقط مع المخرجة أميرة دياب، وكانت رؤيتها صادقة، وشعرت معها براحة فورية.

هل تخشى العمل مع مخرجين جدد؟
على العكس من ذلك، أنا أستمتع به. المخرج الجديد يمنح الممثل طاقة جديدة وروحًا مختلفة. أسامة فوزي كان يصنع فيلمه الثاني فقط عندما عملت معه، وفزت بثلاث جوائز بسبب تلك التجربة.
وماذا عن تجربتك الجريئة مع عاطف الطيب في؟ ديد الحكمه؟
كنت خائفة في البداية لأنه لم يقل “برافو” أبدًا، واعتقدت أنه غير راضٍ عني. لكن عندما سألته قال: “طالما أقول “اللقطة التالية”، فإن المشهد صحيح”. تعلمت منه الكثير، وحصلت على 13 جائزة عن الأعمال التي قمت بها معه.

وكيف كان يوسف شاهين كمخرج؟
كان يعشق الممثلين. لقد أولى اهتمامًا لا يصدق للعيون وأدق التفاصيل. لقد جعلني أتعلم الكروشيه لأن الشخصية كانت تتطلب ذلك، وجعلني أجلس في موقع التصوير قبل التصوير حتى أتمكن من استيعاب المساحة. لقد كان مدرسة حقيقية في صناعة الأفلام.
هل فكرت يوما في التقاعد؟
أبداً. طالما أستطيع أن أعطي، سأواصل العمل. التمثيل ليس مهنة بالنسبة لي، بل هو نبض الحياة.
ما هو الدور الذي مازلت تحلم بتقديمه؟
امرأة تمر بصراع نفسي داخلي عنيف، بين القوة والهشاشة. هذا النوع من الأدوار يبرز أفضل ما لدي.
كيف ترى السينما اليوم؟
لكل عصر لغته وأدواته، لكن الصدق سيكون دائمًا العنصر الأكثر أهمية، لأن الجمهور شديد الإدراك.
ما النصيحة التي تقدمها للفنانين الشباب؟
تعلم جيدًا، ولا تطارد الشهرة السريعة، وأحب الفن بصدق.
كيف تحافظ على طاقتك الإيجابية؟
بالقناعة، وبمحبة الناس، وبالعيش ببساطة، دون حسد أو حقد.

متى شعرت أنك نجم حقا؟
عندما شعرت أن الجمهور ينتظرني، واثقًا من أنني لن أخذلهم أبدًا.