كشفت مصر النقاب عن نظام إطلاق الصواريخ المتعددة “رداع 300” الجديد والدفعة الأولى من مدافع الهاوتزر K9A1 المصنعة محليًا يوم الاثنين، حيث أكد المسؤولون على ضرورة الردع العسكري وسط الصراع الإقليمي المتسع.
وتم تقديم الأجهزة خلال افتتاح معرض مصر الدفاعي الرابع (EDEX 2025)، الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة الجديدة. وسلط الحدث الضوء على توجه القاهرة المتسارع نحو توطين التقنيات العسكرية المعقدة، من المدفعية الثقيلة إلى الذخائر المتسكعة المتقدمة.
وقال وزير الدولة للإنتاج الحربي محمد صلاح الدين مصطفى إن الأنظمة الجديدة جزء من استراتيجية لامتلاك “قوة الردع القادرة على الحفاظ على الأمن القومي” وتحقيق التوازن الاستراتيجي.
وقال مصطفى: “هذه الجهود… تبعث برسالة قوية إلى كل من يحاول تهديد أمن مصر واستقرارها”، مضيفًا أن الهدف هو طمأنة الجمهور بقدرة البلاد الصناعية والتكنولوجية على حماية أراضيها.
الردع الاستراتيجي والدروع الثقيلة
كان محور الكشف هو رداع 300 (الردع 300)وهو نظام صاروخي متعدد العيارات قادر على الاشتباك مع أهداف على مسافة 300 كيلومتر. تم تصميم النظام لتحقيق المرونة التشغيلية على الأراضي الصعبة، ويعمل على هيكل مجنزرة قادر على سرعات تصل إلى 40 كم / ساعة على كل من الأراضي المعبدة وغير المعبدة، مما يمثل امتدادًا كبيرًا لقدرات الجيش المصري الهجومية.
تم عرضه بجانبه K9A1 مصر مدفع هاوتزر عيار 155 ملم، وهو نسخة محلية من نظام المدفعية الكوري الجنوبي. وأكد المسؤولون أن مدفع الهاوتزر يتم إنتاجه الآن بمحتوى تصنيع محلي بنسبة 67٪، ومن المقرر تسليم الكتيبة الأولى إلى القوات المسلحة في النصف الأول من عام 2026. ويتضمن نظام الإنتاج البيئي ذخيرة 155 ملم مصنعة محليًا ونظام التحكم الآلي في الحرائق من إنتاج شركة العربية الدولية للبصريات.
العمق الصناعي والاكتفاء الذاتي
وبعيداً عن الأسلحة الرئيسية، أعلنت وزارة الإنتاج الحربي عن إنجاز صناعي بالغ الأهمية: الإنتاج المحلي من الفولاذ المدرع. وتقوم مصر الآن بتصنيع ألواح فولاذية يصل سمكها إلى 30 ملم – أي ضعف السعة السابقة البالغة 15 ملم – وهي ضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في بناء الدبابات والمركبات المدرعة.
تدعم هذه القدرة المادية المركبات الجديدة مثل “سينا 806”وهي مركبة إنقاذ مدرعة مصرية بالكامل مصممة لدعم وحدات “سينا 200” الآلية. تتميز Sina 806 برافعة رفع سعة 2 طن وقدرة سحب تبلغ 15 طنًا، قابلة للتوسيع إلى 30 طنًا، مما يضمن مرونة التشكيلات المدرعة في ساحة المعركة. كما تم تسليط الضوء على دعم المشاة مع الكشف عن “صقر 105”، قاذفة حرارية جديدة تُطلق على الكتف.

أنظمة الطائرات بدون طيار المتقدمة
كما عرض المعرض أيضًا مجموعة من الأنظمة غير المأهولة، مما يشير إلى دخول مصر إلى سوق الذخائر المتسكعة والطائرات التكتيكية بدون طيار. الهيئة العربية للتصنيع وشركة مصرية خاصة تورنكس عرض العديد من المنصات الجديدة:
- ذخائر التسكع:كشفت تورنيكس النقاب عن الذخائر المتسكعة “جبار” (الإصداران 150 و250) و”فولتكس” (الإصداران 5 و10)، إلى جانب الطائرات بدون طيار الانتحارية من منظور الشخص الأول.
- الاستطلاع التكتيكي:تم تقديم الطائرة بدون طيار “FL350” للعمليات على مستوى الفرقة؛ تزن الوحدة التي يتم إطلاقها يدويًا 500 جرام فقط.
- أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار:وتضمنت الأنظمة الدفاعية الجديدة منصات “Hares 5” و”AD-3” المضادة للطائرات بدون طيار.
- المشاريع المشتركة:وعرضت الهيئة العربية للتصنيع الطائرة بدون طيار “Hamza-1” ذات الإقلاع العمودي، والمركبة الأرضية بدون طيار “Scorpion” التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة Havelsan التركية.
“الاستثمار في السلام الحقيقي”
وقال وزير الدفاع الفريق عبد المجيد صقر، في كلمته خلال حفل الافتتاح، إن المعرض يأتي في ظل “تحولات إقليمية وعالمية سريعة”.
وأشار صقر إلى أن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط يؤكد صحة تحذيرات الرئيس السيسي المتكررة بشأن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا. ووصف القوة العسكرية المصرية بأنها “استثمار في السلام الحقيقي”، مؤكدا أن القوات المسلحة “تحمي ولا تهدد، بل تبني وتطور”.
وعقب الحفل قام الرئيس السيسي بجولة في قاعات المعرض واستمع إلى شرح عن الأنظمة الجديدة وزار جناحي دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن. حضر الحفل رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيس الأركان الفريق أحمد خليفة، وممثلون عن كبرى شركات الدفاع العالمية.
