مصر تستهدف 20% من الناتج المحلي الإجمالي الصناعي بحلول 2030

فريق التحرير

قالت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، منال عوض، إن مصر تستهدف رفع مساهمة القطاع الصناعي إلى 20% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وتوسيع حصة الصناعات الخضراء إلى 5%، ومضاعفة العمالة الصناعية إلى سبعة ملايين وظيفة. وتتوافق هذه الأهداف مع خطة التنمية الصناعية العاجلة التي أطلقها الرئيس في أغسطس 2024.

وأشار عوض إلى أن مصر تشهد نموًا متسارعًا في قطاعات التصنيع الرئيسية، بما في ذلك المنسوجات والصناعات الغذائية والأسمنت والبتروكيماويات والصلب وتجميع السيارات. وتسعى الخطة إلى رفع حصة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي من 14% إلى 20% وزيادة العمالة الصناعية من 3.7 مليون إلى 7 ملايين بحلول نهاية العقد.

التحديات العالمية التي تعيق التقدم الصناعي

وأكد عوض أن البلدان النامية تواجه عقبات كبيرة في تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة. وقالت إن الصراعات الدولية والإقليمية عطلت سلاسل التوريد وأثارت زيادات حادة في الأسعار العالمية. وقد أصبح تمويل التوسع الصناعي صعبا على نحو متزايد وسط ارتفاع أعباء الديون الخارجية، في حين تعمل سياسات الحماية المتنامية في الأسواق العالمية على تقييد فرص التصدير.

كما أشارت إلى الفجوة التكنولوجية التي لا تزال تحد من الكفاءة والقدرة التنافسية في الاقتصادات النامية، بالإضافة إلى التأثيرات الشديدة لتغير المناخ. جاءت تصريحات عوض خلال المناقشة العامة للدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) التي انعقدت في الرياض خلال الفترة من 23 إلى 27 نوفمبر تحت شعار: “قوة الاستثمار والشراكات لتسريع التنمية المستدامة”.

الشراكة بين مصر واليونيدو تتوسع إلى 61 مليون دولار

وأكد عوض مجددا أن مصر تؤيد البيانات التي تم الإدلاء بها نيابة عن مجموعة الـ 77 والصين والمجموعة الأفريقية والمجموعة العربية. وشددت على الدور الأساسي الذي تلعبه اليونيدو في دعم البلدان النامية في تحقيق التقدم الصناعي.

وسلطت الضوء على قوة الشراكة الطويلة الأمد بين مصر واليونيدو، والتي توسعت بشكل كبير في عهد المدير العام جيرد مولر. وقالت إن هناك 21 مشروعًا بقيمة أكثر من 61 مليون دولار قيد التنفيذ حاليًا في مصر، بالإضافة إلى مبادرات إضافية قيد الإعداد. وأضاف عوض أن مصر حريصة على تسريع استكمال المشروعات الجارية واستكشاف آليات تمويل جديدة في إطار برنامج الشراكة القطرية الموقع عام 2021، والذي يدعم بشكل مباشر أجندة التنمية الوطنية رؤية مصر 2030.

الركائز السبعة للخطة الصناعية الشاملة لمصر

وأوضح عوض أن خطة التنمية الصناعية الوطنية مبنية على سبع ركائز مترابطة تشمل تعميق التصنيع المحلي، وتوسيع الصادرات الصناعية، وتنشيط المصانع المتوقفة، وتحسين جودة المنتج، وزيادة التوظيف في قطاعات الإنتاج، وتعزيز تدريب القوى العاملة وتطويرها، والنهوض بالصناعات الرقمية والخضراء. وقالت إن هذه المجالات تشكل معًا العمود الفقري لاستراتيجية البلاد لتعزيز الإنتاجية والقدرة التنافسية والاستدامة الصناعية على المدى الطويل.

المجالات ذات الأولوية للتعاون المستقبلي مع اليونيدو

وشدد الوزير على اهتمام مصر بتعزيز تعاونها مع اليونيدو في العديد من المجالات الفنية والاستراتيجية. وتشمل هذه التدابير التخفيف من آثار القيود التجارية المتعلقة بالمناخ مثل ضرائب الكربون الحدودية، وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة، وتحسين اندماجها في سلاسل التوريد العالمية. وشددت أيضًا على أهمية توسيع نطاق الوصول إلى التمويل الميسر وتعزيز اعتماد التكنولوجيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في قطاع التصنيع.

وأضاف عوض أن مصر تسعى إلى تعاون أوسع في مجالات الهيدروجين الأخضر وممارسات الاقتصاد الدائري وإدارة النفايات البلاستيكية والتدريب المهني. وشددت على أن رفع مستوى قاعدة المهارات الوطنية أمر ضروري لضمان تلبية القوى العاملة للمتطلبات المتطورة للصناعة الحديثة.

ورحبت بإطار برنامج اليونيدو متوسط ​​الأجل للفترة 2026-2029، مشيرة إلى أن أولوياتها – تعزيز سلاسل التوريد، ودعم الأمن الغذائي، وتعزيز العمل المناخي – تتماشى بشكل وثيق مع أجندة التنمية في مصر. كما أكدت موافقة مصر على ميزانية اليونيدو المقترحة للفترة 2026-2027.

دعم الأجندة الصناعية لأفريقيا والمرأة في الصناعة

وحث عوض اليونيدو على إيلاء اهتمام أكبر للتنمية الصناعية في أفريقيا والتأكد من أن برامجها تتماشى مع سياسات الاتحاد الأفريقي ومؤسساته التنموية. ورحبت بمقترح إطلاق عقد التنمية الصناعية الرابع لأفريقيا، وأكدت استعداد مصر لدعم مهمة اليونيدو في جميع أنحاء القارة، لا سيما من خلال آليات التعاون الثلاثي التي قالت إنها تقدم قيمة مضافة لجميع الشركاء المعنيين.

كما أشادت بجهود اليونيدو في تمكين المرأة في الصناعة، ورحبت بالمشروعات الجاري تنفيذها في مصر في هذا المجال. وأكدت عوض دعم مصر لتحديد يوم 21 أبريل يومًا عالميًا للمرأة في الصناعة، مؤكدة على الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في المشهد الصناعي العالمي.

وأعرب الوزير عن اعتزازه بالثقة التي أبدتها الدول الأعضاء من خلال دعمها لإعادة انتخاب الجهاز المركزي للمحاسبات مراجعا خارجيا لليونيدو. وأثنت على التعاون المهني بين مكتب المحاسبة وأمانة اليونيدو، والذي قالت إنه يضمن إجراء تدقيق شفاف وموثوق وفقا للمعايير الدولية.

دعوة لدعم إعادة الإعمار في غزة

واختتمت عوض كلمتها بلفت الانتباه إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية في غزة تعرضت خلال العامين الماضيين للدمار، مما أدى إلى انهيار بنيتها التحتية بالكامل.

وشددت على أنه في أعقاب الجهود التي بذلتها مصر مع الشركاء الدوليين لوقف الحرب، واستضافة قمة شرم الشيخ للسلام ودعم اعتماد قرار مجلس الأمن الدولي، تركز البلاد الآن على حشد الدعم العالمي للخطة العربية الإسلامية للإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة. وقد أقرت القمة العربية الخطة وأيدتها الدول الإسلامية في مارس الماضي.

ودعا عوض اليونيدو إلى تعبئة الموارد المالية اللازمة للمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية الصناعية في غزة، وحث شركاء التنمية في جميع أنحاء العالم على دعم هذه الجهود.

شارك المقال
اترك تعليقك