مصر تعرض الأراضي بالدولار الأمريكي لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز احتياطيات العملة

فريق التحرير

وافق مجلس الوزراء المصري على سياسة جديدة لتخصيص قطع الأراضي المسعرة بالدولار الأمريكي للمستثمرين الأجانب والمصريين في الخارج، بهدف جذب العملة الصعبة وتعزيز مناخ الاستثمار في البلاد.

وتعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية حكومية أوسع نطاقًا لزيادة الاستثمارات القائمة على الدولار وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي، مع التركيز بشكل خاص على قطاع العقارات، وهو أحد أقوى الصناعات وأسرعها نموًا في مصر.

وفقًا لبيان مجلس الوزراء، أعطت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الضوء الأخضر لطلبات متعددة لشراء الأراضي بالعملة الأجنبية. وتغطي التخصيصات المعتمدة مجموعة من أنواع المشاريع – بما في ذلك التطوير العمراني والتجاري والإداري والسياحي – في العديد من المدن الجديدة، مثل القاهرة الجديدة، والشيخ زايد، والمنصورة الجديدة، والعاشر من رمضان، والمنيا الجديدة، ومدينة السادات.

تستهدف السياسة في المقام الأول المستثمرين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى العملات الأجنبية، وخاصة المصريين الذين يعيشون في الخارج، وتشجيعهم على الاستثمار في أسواق العقارات والتنمية في مصر مع دعم الاقتصاد الوطني من خلال تدفقات جديدة من العملة الصعبة.

وأكد المسؤولون أن هذه الخطوة تتماشى مع أجندة الإصلاح الاقتصادي الأوسع في مصر، والتي تهدف إلى تنويع مصادر النقد الأجنبي وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية. تم تحديد القطاع العقاري كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي بسبب قدرته على جذب رؤوس الأموال طويلة الأجل، وتوليد فرص العمل، وتحفيز مجموعة واسعة من الصناعات المساعدة.

وبالتوازي مع ذلك، تدعم المبادرة خطة التوسع العمراني الجارية في مصر، والتي تتضمن تطوير مدن جديدة ومجتمعات متكاملة لتخفيف الاكتظاظ في المراكز الحضرية القائمة، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز التنمية الإقليمية المتوازنة.

يعكس قرار تسعير الأراضي بالدولار الأمريكي اعتماد الحكومة المتزايد على آليات التمويل البديلة وسط الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة. كما أنه يعتمد على التدابير السابقة التي سمحت بإجراء المعاملات العقارية والاستثمارات الأخرى بالعملة الأجنبية – وهي خطوات مصممة لتحقيق الاستقرار في سوق الصرف وتعزيز ثقة المستثمرين.

وبشكل عام، تؤكد هذه السياسة التزام مصر بتعزيز بيئة استثمارية تنافسية ووضع نفسها كمركز إقليمي للتنمية العقارية والحضرية. ومن خلال تقديم حوافز جديدة للمستثمرين، تهدف البلاد إلى دفع المرحلة التالية من التحول الاقتصادي والحضري إلى الأمام.

شارك المقال
اترك تعليقك