قد لا يكون السلام كما يعرفه بقية العالم، ولكنه أفضل ما سنحصل عليه في الوقت الحالي، كما كتب كريس هيوز، محرر الدفاع والأمن في ميرور.
مع بدء 20 رهينة إسرائيلية محررة عملية تعافيهم الطويلة، واستقرار ما يقرب من 2000 فلسطيني مفرج عنهم مع أحبائهم، فإن الصراع في الشرق الأوسط لم ينته بعد.
فهناك الخلاف بين إسرائيل وحماس بشأن جثث الرهائن الأربع والعشرين المتبقية التي لم تتم إعادةها بعد كما هو متفق عليه، وهناك أعمال انتقامية عنيفة ـ مثل عمليات الإعدام في الشوارع ـ تحدث الآن في غزة.
وبحسب ما ورد قُتل خمسة فلسطينيين آخرين في غارات داخل القطاع، ثلاثة في مدينة غزة بعد عبور “خط وقف إطلاق النار” الأصفر، وواحد في خان يونس وآخر في مكان آخر. هذا هو ما يبدو عليه وقف إطلاق النار في غزة والمنطقة المحيطة بها، حيث جيوب العنف، التي لا تزال مروعة وصادمة ولكنها ليست كافية لتؤدي إلى العودة إلى الحرب كما هو الحال في الاتفاق المتوتر في الوقت الحالي.
اقرأ المزيد: الرهائن الإسرائيليون يستعدون لإطلاق سراحهم في جدول زمني دقيق مع إطلاق سراح 2000 أسير فلسطيني
بعد نشوة الحشود التي شهدتها ساحة الرهائن بالأمس، واحتفال عائلات غزة بعودة الأسرى، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل المنطقة.
قد يكون هذا هو يومنا الأخير في تقريرنا عن حرب غزة في الوقت الحالي، بعد أن أرسلنا تقارير وتعليقات عنها على مدار العامين الماضيين، وعلى الصراعات السابقة في المنطقة لسنوات عديدة.
لقد ذهبنا في الماضي إلى الحدود الشمالية مع لبنان وشهدنا تبادل الصواريخ بين إسرائيل وحزب الله، وشهدنا ضرب الكيبوتسات في المنطقة.
وفي الأيام التي أعقبت مذابح حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في جنوب إسرائيل، سافرنا إلى بعض تلك الكيبيتات لنرى بأم العين الدمار الذي أشعل فتيل الحرب.
حتى عندما اندلعت الحرب في غزة في تلك الأيام المظلمة، ورأينا العشرات من جثث حماس في كيبوتس بييري، يتم انتشالها بواسطة مركبات الجيش الإسرائيلي، لم يكن من الممكن التنبؤ بحطام هذه الحرب.
وما تلا ذلك، كان حصيلة القتلى التي بلغت 1200 قتيل في جنوب إسرائيل وأكثر من 67 ألف فلسطيني قتلوا في غزة، بالإضافة إلى بؤس الرهائن والسجناء، وهو أمر مفجع بشكل لا يمكن تصوره. لقد تحطمت الحياة والعائلات في جميع أنحاء المنطقة.
وامتد الحداد على طول الطريق عبر غزة وإسرائيل ولبنان واليمن والعراق وسوريا وحتى إيران، حيث قصفت الولايات المتحدة وإسرائيل المواقع النووية في طهران.
إن موجات الصدمة الناجمة عن هجمات حماس في جنوب إسرائيل والحرب التي تلت ذلك على غزة سوف تظل محسوسة لسنوات عديدة، ولكن العالم يأمل في أن يصمد السلام الهش.
ويعتقد العديد من الخبراء الذين تحدثت إليهم أن ذلك لن يدوم طويلا وأن إسرائيل ستعود إلى نيتها القضاء على مسلحي حماس الذين ما زالوا يعملون داخل غزة.
إن الكراهية لا هوادة فيها، والجهد اللازم لتخفيفها يكاد لا يقدر بثمن، وبينما نستعد لمغادرة إسرائيل، فإن الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت هذه النسخة من السلام في الشرق الأوسط يمكن أن تسود.
قد لا يكون سلاماً كما يعرفه بقية العالم، ولكنه أفضل نسخة يمكن أن يحشدها زعماء المنطقة والمنظمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في الوقت الحاضر.