خلال منتدى الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي عقد كجزء من أسبوع القاهرة للمياه الثامن، سلط وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، الضوء على الدور الحاسم للابتكار والعمل الجماعي في تعزيز الإدارة المستدامة للمياه. وأكد أن الاستثمار في قطاع المياه يعد التزامًا استراتيجيًا بالاستدامة والاستقرار والسلام، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مبادرات المياه والطاقة والمناخ.
وأشار سويلام، الذي انضم إليه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للبيئة والمرونة المائية والاقتصاد الدائري التنافسي جيسيكا روسوال، وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر أنجيلينا أيخهورست، إلى أن المنتدى يعكس الشراكة العميقة بين مصر والاتحاد الأوروبي في تعزيز إدارة المياه، والمرونة المناخية، والتنمية المستدامة.
وأشار سويلم إلى التعاون طويل الأمد بين مصر والاتحاد الأوروبي، والذي دعم مشروعات المياه المشتركة بأكثر من 200 مليون يورو في السنوات الأخيرة. كما سلط الضوء على المعالم الرئيسية، بما في ذلك التوقيع على إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي في أواخر عام 2023، والذي أنشأ منصة رسمية للتعاون الثنائي، يليه إعلان الشراكة الاستراتيجية في يونيو 2024 بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقد وضع هذا الإعلان المياه والطاقة والعمل المناخي والاستثمار كعناصر أساسية في رؤيتهم المشتركة للاستقرار والازدهار الإقليميين.
وفي معرض تناوله لتحديات المياه التي تواجهها مصر، أكد سويلم أن البلاد تعد من بين أكثر الدول التي تعاني من ندرة المياه على مستوى العالم، حيث يبلغ نصيب الفرد من المياه حوالي 500 متر مكعب سنويًا، وأكثر من 98٪ من مواردها المائية تنبع من خارج حدودها. وأشار إلى النمو السكاني وتغير المناخ والإجراءات الأحادية التي اتخذتها إثيوبيا باعتبارها ضغوطًا كبيرة على الأمن المائي في مصر.
ولمواجهة هذه التحديات، أعلنت سويلم عن إطلاق مبادرة “الري 2.0” في مصر، وهي الجيل الثاني من نظام الري في البلاد. ويهدف هذا الإطار إلى تشكيل مستقبل إدارة المياه من خلال الرقمنة، والإدارة الذكية للمياه، وتعزيز إعادة استخدام المياه، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وشركاء التنمية الرئيسيين. وشدد على أن التكنولوجيا والحلول القائمة على البيانات ضرورية لتحسين الكفاءة والاستدامة والمرونة في هذا القطاع.
وفي ختام تصريحاته، أكد سويلم على أن الاستثمار المستدام والابتكار ضروريان ليس فقط لحماية المياه كمورد أساسي ولكن أيضًا لتعزيز المياه كجسر للحوار والتعاون والرخاء المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي وشركائهم العالميين.